حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    العبودية الزينة القلبية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    العبودية الزينة القلبية  Empty العبودية الزينة القلبية

    مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 13, 2015 4:29 pm

    طهر القلب من كل شيء سوى مولاك، لا تستطيع أن تفعل ذلك بنفسك، استعن بالله ولا تعجز، المهم أن تبدأ، لا تتقاعس وتقول لو أراد الله هدايتي لفعل، فإن هذا كلام المجادلين، لا تتحجج وتقول كيف أخلي قلبي من الدنيا ومشاغلها ومشاكلها وهمِّ الأولاد وهم الرزق؟

    انظر إلى حجج الله القائمة على الخلق وهم الصالحون الصادقون، فإنهم حجج الله على خلقه، كيف قاموا بما عليهم من واجبات نحو أجسادهم ونحو أولادهم ونحو زوجاتهم ونحو الخلق أجمعين؟! ومع ذلك لم يلوثوا القلب بالدنيا طرفة عين، بل كان القلب لمقلبه سبحانه وتعالى، واسمع الله وهو يقول عنهم: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ} النور37
    وأنت تريد أن تكون مثل هؤلاء الرجال:

    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم  إن التشبه بالرجال فلاح

    تريد أن تكون مريداً لفضل الله لا بد أن يكون لك إرادة وعزيمة تدفعك للعمل خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    إذا طهر القلب بالكلية يبدأ الإنسان كما فعل الحَبيب صلى الله عليه وسلم يتجمل بجمال العبودية في قلبه لرب البرية، أنت تُجمل ظاهرك للخلق من ملابس نقية، ومن روائح عطرية زكية، ومن عناية بالشعر، ومن عناية بالمظهر، لكن الله لا ينظر إلى هذا منك: 
    {إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ}{1}

    أين الجمال الذي وضعته في قلبك ليراه ربك فيرضى عنك؟ فيقول عنك كما قال عن السابقين أمثالنا: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} وتكون من جملة هؤلاء المؤمنين الذين رضي عنهم الله، فتُجمل قلبك بما يحبه الله، وما الذي يحبه الله؟ يحب العبودية، والعبودية هي الأوصاف التي تدل على الافتقار وعلى الحاجة وعلى المسكنة وعلى الخشوع وعلى الخشية وعلى الإخبات لله، هذا ليس في الظاهر، لكن في القلب لله، وليس لخلق الله،

    قال سيدي أبو اليزيد البسطامي رضي الله عنه في حوار شفاف نوراني دار بينه وبين حضرة الله جل في علاه في حالة المناجاة: يا رب بم يتقرب إليك المتقربون؟ قال: بما ليس فيَّ، قال: وما الذي ليس فيك؟ قال: الذل والمسكنة والتواضع والفقر والإفتقار والخشية.
    إذاً أنا أحتاج إلى تطهير آخر من الصفات الكبريائية التي يشارك فيها العبد الذات العلية، وهي أشد الحجب التي تحجب العبد عن فضل الله، يقول الله في حديثه القدسي:
    {الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ}{2}



    {1} صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه
    {2} سنن أبي داود وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:07 pm