التفكر طريق الفراسة
العقل الذى تجمع الكتب وتضعها فيه؟
لا يعلمه ولا يعلم موضعه إلا خالقه
وكذلك الإرسال الذى يأتيك من العقل لا يطلع عليه أحد من البشر مهما أوتى من قوة الصنعة والاختراعات والقدر فأين الكابل الواصل منه العقل لك، والذى لو توقف لتوقفت على الفور فمـن الذى يستطيع أن يحركه ويشغله إلا من يقول للشئ كن فيكون،
وهذا يا أخوانى ما يجعل العارفين يقفون عن هذا الأمر فيتجلى عليهم المتجلى ويعطيهم كما قال فى حديثه:
{ وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي، أعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي، أَعَذْتُهُ }.
فإذا أعطاه عينه فإنه يرى الذى فى الصدور بنور حضرة الغفور ويرى الذى فى الملكوت بنور العزة والجبروت ويرى ما فى اللوح المحفوظ وما فيه من كنوز بالنور الذى يمده به الله عز وجل {اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله} ...
ومع ذلك لا يتباهى ولا يفتخر لأنه يعلـم علـم اليقـين أنه لا يـرى إلا بالله جل فى علاه فإذا دفع بيـده يكون الدافع هو حضرة الله وإذا سمع أصوات الكائنات وإلى تسبيح ملائكة السموات يعلم علم اليقين أنه يسمع هذه النغمات بما تجلى عليه الله عز وجل وأعطاه من سمعه الذاتى فبماذا يفتخر أو يتباهى ؟
لا يفتخر أحد من العارفين إلا بفضل الله
وكان سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه إذا سمع أحداً يثنى عليه يقول: {حدثونا بفضل الله علينا } لأنه يرى أن ذلك بفضل الله
وكان سيدى الجنيد رضي الله عنه يقـول: { لى ثلاثـون عامـاً أكلـم الحـق فى الخلـق والخلق يظـنون أنى أتحـدث معهـم }.
إنها أحوال عالية وراقية لماذا ؟ لأنهم عرفوا نفوسهم ذلاً ومسكنة ونسبو الفضل إلى الله ولم يجحدوا هذا الفضل وينسبوه لأنفسهم فوفقهم الله وأعانهم الله عليه رجالاً يمشون فى الأرض كما قال الله
( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) [122 الأنعام].
=======================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله =
العقل الذى تجمع الكتب وتضعها فيه؟
لا يعلمه ولا يعلم موضعه إلا خالقه
وكذلك الإرسال الذى يأتيك من العقل لا يطلع عليه أحد من البشر مهما أوتى من قوة الصنعة والاختراعات والقدر فأين الكابل الواصل منه العقل لك، والذى لو توقف لتوقفت على الفور فمـن الذى يستطيع أن يحركه ويشغله إلا من يقول للشئ كن فيكون،
وهذا يا أخوانى ما يجعل العارفين يقفون عن هذا الأمر فيتجلى عليهم المتجلى ويعطيهم كما قال فى حديثه:
{ وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي، أعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي، أَعَذْتُهُ }.
فإذا أعطاه عينه فإنه يرى الذى فى الصدور بنور حضرة الغفور ويرى الذى فى الملكوت بنور العزة والجبروت ويرى ما فى اللوح المحفوظ وما فيه من كنوز بالنور الذى يمده به الله عز وجل {اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله} ...
ومع ذلك لا يتباهى ولا يفتخر لأنه يعلـم علـم اليقـين أنه لا يـرى إلا بالله جل فى علاه فإذا دفع بيـده يكون الدافع هو حضرة الله وإذا سمع أصوات الكائنات وإلى تسبيح ملائكة السموات يعلم علم اليقين أنه يسمع هذه النغمات بما تجلى عليه الله عز وجل وأعطاه من سمعه الذاتى فبماذا يفتخر أو يتباهى ؟
لا يفتخر أحد من العارفين إلا بفضل الله
وكان سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي الله عنه إذا سمع أحداً يثنى عليه يقول: {حدثونا بفضل الله علينا } لأنه يرى أن ذلك بفضل الله
وكان سيدى الجنيد رضي الله عنه يقـول: { لى ثلاثـون عامـاً أكلـم الحـق فى الخلـق والخلق يظـنون أنى أتحـدث معهـم }.
إنها أحوال عالية وراقية لماذا ؟ لأنهم عرفوا نفوسهم ذلاً ومسكنة ونسبو الفضل إلى الله ولم يجحدوا هذا الفضل وينسبوه لأنفسهم فوفقهم الله وأعانهم الله عليه رجالاً يمشون فى الأرض كما قال الله
( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) [122 الأنعام].
=======================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله =