يقظة أهل العناية
الإنسان منا يكون نائماَ - في بداية شأنه - عن الواجب عليه نحو مولاه، ولكنه يقظ لمطالب جسمه ونفسه وشهواته!! نائماً عن المطلب العالي للروح،
والروح ليس لها مطلب منَّا إلا مطلب واحد: أن تصلهـا بمُبدعها ومنشئها عزَّ وجلَّ!!
فهي لا تريد أكلاَ ولا شرباَ ولا لفَّـاً ولا دورانـاً!!! بل كل ما تريده مطلبٌ واحدٌ: أن تحظي بالفضل و الرضوان في معيَّة الحنَّـان المنَّـان عزَّ وجلَّ.
وفي ذلك يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
تحنُّ الروح للعليا وتهـــوى منــــــازل أنســـــــــها بعد البيان
وعند شرابها للراح صــــرفاً تمزّق حجب أعراض الكيان
🤍 فالروح تحنُّ للمطالب العليا من الأنوار والأذكار والأسرار، والفتوحات والمكاشفات، ولا تَحِنُّ لأكلٍ ولا شرب ولا نكاح، فهي لا تَحِنُّ إلا لجمال الله، أو أي شيء يتصل بكمال الله عزَّ وجلَّ، لأنها منبع الكمالات فيك. لكن النفس - لأن صفتها النقص دائماَ - ترسلك إلي ما يشابهها، فلما يتحقق مطلوب الروح ويأذن الله عزَّ وجلَّ بالفتوح، يرسل الله رسول الإلهام.
ورسول الإلهام هذا ملك، فكل شخص معه ملك يُرْشِـدُهُ ويوجِّهه ويلهمه، ومعه شيطانٌ يزيِّن له ويوسوس له - ولما يأذن الله بالقرب للعبد .. قد يكون نائماَ في أودية الدنيا، سواء كان محجوراَ عليه من النفس - حَجَرَتْهُ في الملذات والشهوات والحظوظ، فهذا يكون مثل النائم في السجن - أو نائماَ في الطمأنينة وراحة البال ونعيم الدنيا، ونسى الآخرة ومطالب الروح ومطالب الله عزَّ وجلَّ
فيأتي ملك الإلهام ويوقظه، ويقول له: قُمْ يا نائم!! من نومة الغفلة، أو رقدة الجهالة، فقد هُيّئت لك الغنائم الإلهية من الإسراء، والفتوحات، والمكاشفات، والملاطفات.
===========================
من كتاب اشراقات الإسراء الجزء الأول
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
الإنسان منا يكون نائماَ - في بداية شأنه - عن الواجب عليه نحو مولاه، ولكنه يقظ لمطالب جسمه ونفسه وشهواته!! نائماً عن المطلب العالي للروح،
والروح ليس لها مطلب منَّا إلا مطلب واحد: أن تصلهـا بمُبدعها ومنشئها عزَّ وجلَّ!!
فهي لا تريد أكلاَ ولا شرباَ ولا لفَّـاً ولا دورانـاً!!! بل كل ما تريده مطلبٌ واحدٌ: أن تحظي بالفضل و الرضوان في معيَّة الحنَّـان المنَّـان عزَّ وجلَّ.
وفي ذلك يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
تحنُّ الروح للعليا وتهـــوى منــــــازل أنســـــــــها بعد البيان
وعند شرابها للراح صــــرفاً تمزّق حجب أعراض الكيان
🤍 فالروح تحنُّ للمطالب العليا من الأنوار والأذكار والأسرار، والفتوحات والمكاشفات، ولا تَحِنُّ لأكلٍ ولا شرب ولا نكاح، فهي لا تَحِنُّ إلا لجمال الله، أو أي شيء يتصل بكمال الله عزَّ وجلَّ، لأنها منبع الكمالات فيك. لكن النفس - لأن صفتها النقص دائماَ - ترسلك إلي ما يشابهها، فلما يتحقق مطلوب الروح ويأذن الله عزَّ وجلَّ بالفتوح، يرسل الله رسول الإلهام.
ورسول الإلهام هذا ملك، فكل شخص معه ملك يُرْشِـدُهُ ويوجِّهه ويلهمه، ومعه شيطانٌ يزيِّن له ويوسوس له - ولما يأذن الله بالقرب للعبد .. قد يكون نائماَ في أودية الدنيا، سواء كان محجوراَ عليه من النفس - حَجَرَتْهُ في الملذات والشهوات والحظوظ، فهذا يكون مثل النائم في السجن - أو نائماَ في الطمأنينة وراحة البال ونعيم الدنيا، ونسى الآخرة ومطالب الروح ومطالب الله عزَّ وجلَّ
فيأتي ملك الإلهام ويوقظه، ويقول له: قُمْ يا نائم!! من نومة الغفلة، أو رقدة الجهالة، فقد هُيّئت لك الغنائم الإلهية من الإسراء، والفتوحات، والمكاشفات، والملاطفات.
===========================
من كتاب اشراقات الإسراء الجزء الأول
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد