يقول الله تعالى (سبحان الذي أسرى)، أي: نزّهوا الذي أسرى عن الحركات وعن الحيطات وعن الجهات. يعني: إياكم أن يخطر ببالكم أن الله فوق سبع سموات، وأن محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم وصل إلى مكان فيه الله تعالى الله عن هذا الأمر، وتنزه عن هذا الوصف، فإن الله عزَّ وجلّ موجود في كل الجهات ومحيط بكل الأزمنة والأمكنة، ورسول الله كان يراه وهو على بطحاء مكة، كما رآه في قاب قوسين أو أدنى
وإنما المطلوب في هذه الرحلة أن يصل الحبيب إلى مقام في القرب من الله، لم يصل إليه عبدٌ من عبيد الله، الذين اجتباهم الله واصطفاهم الله عزَّ وجلّ، هذا هو المراد وليس معنى ذلك أن الله فوق فإنه فوق الفوقية وإنه تحت التحتية وإنه في أيمن اليمين، وإنه في أيسر اليسار، وإنه أمام كل أمام، وخلف كل خلف، بل إنه أقرب إلى كل إنسان من حبل وريد الإنسان.
فنسب الله عزَّ وجلّ الإسراء إلى ذاته، لنعلم أن الذي أسرى بعبده ومصطفاة، هو الله عزَّ وجلّ، وما دام الله هو الذي أسرى فلا عجب، لأن قدرة الله صالحة لكل شئ وتصنع كل أمر بسر قوله سبحانه:
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82يس).
انتهى العجب لأن الرحلة نسبت إلى الله عزَّ وجلّ.
هل كان بالروح أو بالجسم؟ كلام أثار جدلاً كثيراً ردده الكافرون وصدروه إلى جماعة المؤمنين، والله أجاب عنه بألطف عبارة وإشارة، فقد قال:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (1الإسراء).
وكلمة عبد معناها جسم فيه روح وفيه عقل وفيه قلب، وفيه كل الحقائق التي فينا الآن،
وإنما المطلوب في هذه الرحلة أن يصل الحبيب إلى مقام في القرب من الله، لم يصل إليه عبدٌ من عبيد الله، الذين اجتباهم الله واصطفاهم الله عزَّ وجلّ، هذا هو المراد وليس معنى ذلك أن الله فوق فإنه فوق الفوقية وإنه تحت التحتية وإنه في أيمن اليمين، وإنه في أيسر اليسار، وإنه أمام كل أمام، وخلف كل خلف، بل إنه أقرب إلى كل إنسان من حبل وريد الإنسان.
فنسب الله عزَّ وجلّ الإسراء إلى ذاته، لنعلم أن الذي أسرى بعبده ومصطفاة، هو الله عزَّ وجلّ، وما دام الله هو الذي أسرى فلا عجب، لأن قدرة الله صالحة لكل شئ وتصنع كل أمر بسر قوله سبحانه:
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (82يس).
انتهى العجب لأن الرحلة نسبت إلى الله عزَّ وجلّ.
هل كان بالروح أو بالجسم؟ كلام أثار جدلاً كثيراً ردده الكافرون وصدروه إلى جماعة المؤمنين، والله أجاب عنه بألطف عبارة وإشارة، فقد قال:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) (1الإسراء).
وكلمة عبد معناها جسم فيه روح وفيه عقل وفيه قلب، وفيه كل الحقائق التي فينا الآن،
إما إذا خرجت الروح من الجسم نسميه نسمة، وإذا كان الإنسان روح بلا جسم نسميها نسمة
(نسمة يعني روح بلا جسم).
ولذا وجد صلَّى الله عليه وسلَّم في السماء الأولى آدم عليه السلام وعن يمينه نسمة، يعني أرواح لم تخلق بعد، وعن يساره نسمة يعني أرواح لم تظهر إلى الوجود بعد، فإذا نظر إلى من على يمينه ضحك، وإذا رأى من على يساره بكى. قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه أرواح بني آدم ونسمهم فإذا نظر إلى أهل اليمين ضحك وفرح، وإذا نظر إلى أهل الشمال بكى وحزن، فالروح بمفردها نسميها نسمة، ولا تظهر بالعين المجردة، ولا نستطيع أن نجالسها ولا أن نحادثها ولا أن نلامسها، ولا أن نصنع معها كما نصنع مع بعضنا الآن فلما قال الله:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)،
كان معنى ذلك أنه بالروح والجسد.
هذا هو سرُّ إعجاز هذه الرحلة وإلا فلو رأى إنسان في منامه فيما يرى النائم أنه لفّ العوالم كلها وشاهد كل ما فيها من عجائب صنع الله ومن آيات قدرة الله، هل نكذّبه؟
هل نعترض عليه؟ لا أحد يعترض عليه ولا يكذبه، لأنه رآه في المنام، أما اعتراض الكفار عندما أخبرهم أنه ذهب بروحه وجسده ورجع، ولذا قالوا له تغْدوا إلى بيت المقدس وترجع في أقل من لمح البصر ونحن نضرب أكباد الإبل إليه شهراً ذهاباً، وشهراً إياباً
وهو صلَّى الله عليه وسلَّم لم يخبرهم بالمعراج بعد وإنما أخبرهم بالإسراء فقط في البداية علهّم يصدقوه وعلهّم يسلّموا لكنهم لم يسلموا، وهنا أظهر لهم بعض الآيات الحسية التي تدل على صدقه، لقد سألوه عن وصف البيت وقد دخله ولكن لم يشاهده من الخارج فرفعه الله عزَّ وجلّ إليه على يد جبريل عليه السلام وأخذ يديره حتى يصف لهم الأبواب باباً باباً، والنوافذ نافذة نافذة، وهم مع ذلك أعماهم الله، فلم يصدقه إلا الصديق ثم قال لهم: إن إبلكم كانت في مكان كذا وقد شربت مما معهم من الماء، وهل تشرب الروح الماء؟
إن الذي يشرب هو هذا الجسد، ولما رجعت هذه الإبل أخبروهم، قالوا: نعم، كان معنا ماء في جَرّة، وعندما كشفناها وجدنا الماء الذي بها قد نفد ولم نجد حولها ماءاً يدل على أنه قد سُكب، فاحترنا من الذي شربه؟ وكان الذي شربه هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85/
ولذا وجد صلَّى الله عليه وسلَّم في السماء الأولى آدم عليه السلام وعن يمينه نسمة، يعني أرواح لم تخلق بعد، وعن يساره نسمة يعني أرواح لم تظهر إلى الوجود بعد، فإذا نظر إلى من على يمينه ضحك، وإذا رأى من على يساره بكى. قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه أرواح بني آدم ونسمهم فإذا نظر إلى أهل اليمين ضحك وفرح، وإذا نظر إلى أهل الشمال بكى وحزن، فالروح بمفردها نسميها نسمة، ولا تظهر بالعين المجردة، ولا نستطيع أن نجالسها ولا أن نحادثها ولا أن نلامسها، ولا أن نصنع معها كما نصنع مع بعضنا الآن فلما قال الله:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)،
كان معنى ذلك أنه بالروح والجسد.
هذا هو سرُّ إعجاز هذه الرحلة وإلا فلو رأى إنسان في منامه فيما يرى النائم أنه لفّ العوالم كلها وشاهد كل ما فيها من عجائب صنع الله ومن آيات قدرة الله، هل نكذّبه؟
هل نعترض عليه؟ لا أحد يعترض عليه ولا يكذبه، لأنه رآه في المنام، أما اعتراض الكفار عندما أخبرهم أنه ذهب بروحه وجسده ورجع، ولذا قالوا له تغْدوا إلى بيت المقدس وترجع في أقل من لمح البصر ونحن نضرب أكباد الإبل إليه شهراً ذهاباً، وشهراً إياباً
وهو صلَّى الله عليه وسلَّم لم يخبرهم بالمعراج بعد وإنما أخبرهم بالإسراء فقط في البداية علهّم يصدقوه وعلهّم يسلّموا لكنهم لم يسلموا، وهنا أظهر لهم بعض الآيات الحسية التي تدل على صدقه، لقد سألوه عن وصف البيت وقد دخله ولكن لم يشاهده من الخارج فرفعه الله عزَّ وجلّ إليه على يد جبريل عليه السلام وأخذ يديره حتى يصف لهم الأبواب باباً باباً، والنوافذ نافذة نافذة، وهم مع ذلك أعماهم الله، فلم يصدقه إلا الصديق ثم قال لهم: إن إبلكم كانت في مكان كذا وقد شربت مما معهم من الماء، وهل تشرب الروح الماء؟
إن الذي يشرب هو هذا الجسد، ولما رجعت هذه الإبل أخبروهم، قالوا: نعم، كان معنا ماء في جَرّة، وعندما كشفناها وجدنا الماء الذي بها قد نفد ولم نجد حولها ماءاً يدل على أنه قد سُكب، فاحترنا من الذي شربه؟ وكان الذي شربه هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D8%AC%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85/