الرئيسية
رؤية الحبيب المصطفى ﷺ ؛إن كانت لظاهره النوراني، أو لباطنه الرباني ، أو لحقيقته القدسية، أو لأي شيء من حقائقه الإلهية منَّةٌ من الله، وفضلٌ وإكرامٌ يمنُّ به الله تبارك وتعالى على من يُحبه ويرضاه،
��������
وكلٌ يرى على قدره بما يستطيع تحمله من هذا النبي الكريم الرءوف الرحيم ﷺ ، ... والرؤية خصوصية ....والخصوصية لا تقتضي الأفضلية !!..
فإن الإنسان الذي يرى الحبيب ﷺ لم يميز الله سبحانه وتعالى من رأى ظاهره عمن رأى باطنه، ولا من رأى باطنه عمن رأى ظاهره !!وإنما ميَّز أصحابه الكرام لأنهم شاركوه في إبلاغ شرع الله، وعاونوه في أداء رسالة الله، وكانوا له سنداً وظهيراً بعد الله، ولذلك قال فيهم:
{ مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ } (29-الفتح) ...
فأصحاب النبي ﷺ لا يبلغ معشار معشار أحدهم أحدٌ من الأولين ولا الآخرين، فقد قال ﷺ : { لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ } "البخاري ومسلم"،
والمُد يعني كيلٌ كان يُكتال به مقدراه قدحين، فنحن لا نفضل أحداً من الأولين والآخرين على أصحاب النبي ﷺ.
️ وأصحاب النبي ﷺ فرَّق الله بينهم ميراث الحبيب، فجعل لكل واحد منهم نصيباً، واختصَّ الله سبحانه وتعالى خيار التابعين وكُمَّل الصالحين إلى يوم الدين كذلك بشيء من ميراث الحبيب، حتى نعلم علم اليقين أن ميراث الحبيب يسع الأولين والآخرين، ولا يأخذوا منه إلا كرذاذة ماء من المحيطات الواسعة، من محيطات جمالاته وكمالاته التي خصَّه بها الله :
- فإن كان أُويسٍ خُصَّ ببعض المشاهد الروحانية !!!، فأبو بكر خُصَّ بالمشاهد الذاتية، وهي أعلى وأرقى في المزية !! وعمر خُص بالمشاهد العلية التي كان بها يأتي بالآيات القرآنية قبل أن يتنزل بها الوحي من رب البرية.
- فكل واحد منهم نال على قدره من إرث الحبيب ﷺ .. وكل رجل - حتى من المسلمين العاديين - له نصيبٌ من إرث سيد الأولين والآخرين خُصَّ به وحده لا يُكرر إلى رجل آخر، ... ولا يتشابه مع عطاء آخر إلى يوم الدين .. حتى نعلم مدى سعة أنوار الحبيب، ... ومدى الخصائص التي خصَّه بها رب العالمين سبحانه وتعالى .
وإلى ذلك الإشارة بقوله سبحانه وتعالى:{ قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ } (110-الكهف)
يعني هو رجلٌ واحد إلا أنه مثل الأولين والآخرين من الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين والمسلمين والمؤمنين السابقين واللاحقين، بما أعطاه رب العالمين سبحانه وتعالى.����������
من كتاب( جواب العارفين على اسئلة الصادقين )
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد 