خصوصية رؤية النبي
كثير من المريدين والأحباب والسالكين يتساءل وهو حزين ويقول: أنا أفعل كذا وكذا وكذا فلِمَ لا يُكرمني الله برؤية رسول الله؟ ...
فنقول له: رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لها ثمنٌ تدفعه من الطاعات، لأنها منحة من الله، فلو بذلت كل ما في وسعك من الطاعات لا تبلغك هذا المقام، إلا إذا أكرمك الله سبحانه وتعالى وأهَّلك لهذه المنحة التي يُجَمِّل بها أهل الخصوصية،
فهي منحة، والمنحة لمن يتحملها، فمنا من يتحمَّل رؤيته مناماً، ومنا من يتحمَّل رؤيته ومخاطبته ومشافهته يقظة ومناماً، ومنا من لا يستطيع أن يتحمَّل رؤيته إلا بعد انتهاء مهلته ودخوله دار البرزخ، أما في الدنيا فقواه لا تتحمَّل هذه الرؤيا المحمدية.
إذاً سلِّم تسلم، واعلم علم اليقين قول رب العالمين في حق النبي الأمين:
(( وَمَا هُوَ عَلَى الغَيب بضَنين)) (24التكوير)
ليس ببخيل، ولكن تستطيع التحمَّل، أما هو فأكرم الأكرمين بعد رب العالمين، وأجود من الجود وخاصة في فضاء حضرة الشهود، لأن الجود في الدنيا جود معدود، لكن الجود في الأنوار والأسرار والمشاهدات فهو الجود الحقيقي الذي يجعله الله سبحانه وتعالى لمن يُريد أن يجعله من عباده الخواص.
فكان صلى الله عليه وسلم مع صفاء بشريته لشدة نورانيته، لا يظهر على هيئته إلا لمن أهَّله الله عز وجل لرؤية حضرته، وهي خصوصية، وليس معنى ذلك أنها تقتضي مقام الأفضلية.
رجلٌ من الصالحين كان في بلاد العراق، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة سبع عشرة مرة، وفي المرة الأخيرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا موسى لا تضجر من كثرة رؤيتي، فإن كثيراً من الأولياء مات بحسرة رؤيتي ولو مرة واحدة، وهذا من باب:
(( ذَٰلِكَ فَضل اللَّهِ يؤتيه من يشاء واللّه ذوُ الفضل العَظيم )) (21الحديد).
=================================|
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
كثير من المريدين والأحباب والسالكين يتساءل وهو حزين ويقول: أنا أفعل كذا وكذا وكذا فلِمَ لا يُكرمني الله برؤية رسول الله؟ ...
فنقول له: رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لها ثمنٌ تدفعه من الطاعات، لأنها منحة من الله، فلو بذلت كل ما في وسعك من الطاعات لا تبلغك هذا المقام، إلا إذا أكرمك الله سبحانه وتعالى وأهَّلك لهذه المنحة التي يُجَمِّل بها أهل الخصوصية،
فهي منحة، والمنحة لمن يتحملها، فمنا من يتحمَّل رؤيته مناماً، ومنا من يتحمَّل رؤيته ومخاطبته ومشافهته يقظة ومناماً، ومنا من لا يستطيع أن يتحمَّل رؤيته إلا بعد انتهاء مهلته ودخوله دار البرزخ، أما في الدنيا فقواه لا تتحمَّل هذه الرؤيا المحمدية.
إذاً سلِّم تسلم، واعلم علم اليقين قول رب العالمين في حق النبي الأمين:
(( وَمَا هُوَ عَلَى الغَيب بضَنين)) (24التكوير)
ليس ببخيل، ولكن تستطيع التحمَّل، أما هو فأكرم الأكرمين بعد رب العالمين، وأجود من الجود وخاصة في فضاء حضرة الشهود، لأن الجود في الدنيا جود معدود، لكن الجود في الأنوار والأسرار والمشاهدات فهو الجود الحقيقي الذي يجعله الله سبحانه وتعالى لمن يُريد أن يجعله من عباده الخواص.
فكان صلى الله عليه وسلم مع صفاء بشريته لشدة نورانيته، لا يظهر على هيئته إلا لمن أهَّله الله عز وجل لرؤية حضرته، وهي خصوصية، وليس معنى ذلك أنها تقتضي مقام الأفضلية.
رجلٌ من الصالحين كان في بلاد العراق، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة سبع عشرة مرة، وفي المرة الأخيرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا موسى لا تضجر من كثرة رؤيتي، فإن كثيراً من الأولياء مات بحسرة رؤيتي ولو مرة واحدة، وهذا من باب:
(( ذَٰلِكَ فَضل اللَّهِ يؤتيه من يشاء واللّه ذوُ الفضل العَظيم )) (21الحديد).
=================================|
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد