





نحن تكلمنا في المقام الأول أنها بشرى للإنسان بأنه كمل إيمانه وسيدخل الجنة إن شاء الله.








مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه [80 النساء].
والذي يريد أن يرضي ربنا، ماذا يعمل؟
نسأل الله ...:
والله ورسوله أحق أن يرضوه [62 التوبة]




فالله ورسوله أحق أن يرضوه أي أن الذي يرضي رسول الله يكون أرضى الله، ولذلك فالذين أرضوا رسول الله وأخذ عليهم البيعة ماذا قال الله لهم؟
لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ وفوراً (وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [سورة الفتح].
طبعاً لم يكن فتحاً لمكة، ولكن أعطاهم فتح قريب من القريب فتحاً نورانياً وفتحاً إلهياً وفتحاً قدسياً في قلوبهم، لم؟
لأنهم بايعوا رسول الله وأرضوا رسول الله فلما أرضوا رسول الله رضي عنهم الله جل في علاه :
يا أيها الذين آءمنوا .......... نعـــــم يارب....................... اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
طبعا...الله...ثم الرسول.، وقال ثانية:
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [24 الأنفال]




واحد، إذاً الاستجابة لرسول الله هي الاستجابة لحضرة الله جل في علاه، وإياكم أن تفرقوا بين هذا وذاك.
حتى أن ربنا سبحانه وتعالى تنزل من ذاته ومن على سمائه ومن جلاله وكبريائه، وقال للذين يبايعون رسول الله، ووضعوا أيديهم في يد رسول الله :
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ .
ولم يقل كأنما بكاف التشبيه، ولكن قال إنما، ثم لكي يؤكد الكلام طبعاً أيديهم موضوعة، وفوق أيديهم يد رسول الله..:
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الآية (10) الفتح].
لو قال: فوق أيديكم تصبح يد الله فوق الكل، بما فيهم يد رسول الله، لكن يد الله فوق أيديهم.
واليد التي فوق أيديهم...يد من؟ يد رسول الله.




إذن المدار على رسول الله الله صل الله عليه وسلم :
فالذي اعتقد أن سيدنا رسول الله الله صل الله عليه وسلم أدى الرسالة وانتهت مهمته مسكين وليس له شأن في مقام التقوى عند رب العالمينعزوجل.
لأن سيدنا رسول الله قائم :
بمهام الرسالة، ومهام النبوة، ومهام الفتوة، بروحانيته وبشفافيته وبنور بصيرته، وبتصريف الله عزوجل له في الأكوان.
وإن كان لا يراه الإنسان لأنه لا يرى إلا البشرية ولا تراه إلا الأعين المضية التي إما انسلخت من البشرية ...
فترى الحضرة المحمدية أو تنزلت لها الحضرة المحمدية فرأتها على حقيقتها النورانية !!!
تراها بهذه الهيئة عندما يتجلى الله على العبد ويكرم بقول الله :
(ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ورجله التي يمشي بها،
إلى آخر الحديث الكريم.







