مناقب سيدنا رسول الله

توضيح معنى قول الإمام أبى العزائم رضي الله عنه :
كنتَ بدءاً قبل التجلي جلياً
صرتَ ختـــــــــــــماً مثاله عليا
������������
الإمام أبو العزائم رضي الله عنه يبين بعض مناقب سيدنا رسول الله التي حباه بها مولاه ؛
أول منقبة من هذه المناقب أنه كان أول الأنبياء في الخلق، وآخرهم في البعث، قال ﷺ: { كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ، وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ }"مسند الشاميين للطبراني" ،
فخلق الله نور نبيه من نوره، وخلق من نور نبيه نور أنبيائه ورسله، فهو كان قبلهم، وكان قبلهم نبياً، لأن النبوة أمرٌ بينه وبين مولاه، لكن الرسالة عندما يُكلف بإبلاغ رسالة الله إلى خلق الله.
النبوة أمر بينه وبين مولاه يغذيه بعلومه الإلهية، ويملأه بأنواره القدسية، ويغشاه بحكمه الربانية، وهذه حالة خاصة بين الله وبين حبيبه ومصطفاه، ولذلك قال ﷺ موضحاً هذا المقام عندما سأله أحد أصحابه الكرام: { يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ }"مسند أحمد والحاكم في المستدرك" ،
️ وهل هناك إنسان ليس روح ولا جسد؟ لا!،
ولكن يعني أني كنت نبياً وآدم لم يتكون ولم يُخلق بعد، ووضحه بصورة أبهى في قوله: { إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ } "مسند أحمد وابن حبان"
فهذا معنى كنت بدءاً قبل التجلي جلياً، وجلياً يعني واضح أنك نبي الأنبياء، ورسول المرسلين، ولكن جلي لأرواح الأنبياء، وأرواح المرسلين، والملائكة المقربين، وأهل عالين وعليين، فهؤلاء الذي كان جلي وواضح لهم في هذا المقام، لكننا لم نكن وُجدنا.
وفي الختم عندما كلَّفه الله برسالته، وأنزل عليه خير كتبه، جمَّله بخير أوصاف يحبها من خلقه، وجعله نموذجاً مثالاً لهم، والذي يريد أن يحبه الله ويترقى إلى الله، والله يتقبل منه ويقربه، ماذا يفعل؟ يتأسى بهذا الرجل، ويقتدي بهذا النبي، ويحتذي بهذا الرسول :
{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (21-الأحزاب).
����������
من كتاب
( جواب العارفين على اسئلة الصادقين )
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد