لماذا طلب سيدنا موسى من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى ربه يطلب التخفيف؟
--------------------
هذا السؤال إجابته وردت في حديث رسول الله، لما فرض الله عزَّ وجلَّ عليه خمسين صلاة علينا نحن معشر الأمة، ورجع فقيَّض الله عزَّ وجلَّ له موسى وقال له:
( بِمَا أُمِرْتَ، قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ، قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي)[1].
فقيَّض الله عزَّ وجلَّ كليم الله موسى تخفيفاً لهذه الأمة. وهذا تنبيه من الله لنا؛ أن الإنسان الصادق مع الله، والمخلص مع مولاه يعينه الله عزَّ وجلَّ على بلوغ مناه بما شاء من خلق الله، كلَّف له موسى خصيصاً ليخفف عن الأمة في الصلاة وتكون في الأجر كما فرض الله خمسين، لكن في العمل أصبحت خمساً كما نؤديها الآن.
وهناك حكمة إشارية لبعض الصالحين ولا مانع منها في هذا المجال: فإن سيدنا موسى كما ذكر الله عندما أطلعه الله على الألواح ورأى أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الشَّافِعُونَ الْمَشْفُوعُ لَهُمْ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمْ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَقْرَءُونَهُ ظَاهِرًا، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يَأْكُلُونَ الْفَيْءَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يَجْعَلُونَ الصَّدَقَةَ فِي بُطُونِهِمْ فَيُؤْجَرُونَ عَلَيْهَا، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِسَيِّئَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يُؤْتَوْنَ الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ، فَيَقْتُلُونَ قُرُونَ الضَّلالَةِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، فَأُعْطِيَ عِنْدَ ذَلِكَ خَصْلَتَيْنِ، فَقَالَ: (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، فَقَالَ: رَضِيتُ رَبِّ}[2].
وفي رواية أخرى قال موسى: {وَمَنْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ الله تعالى: أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ صُعُودًا وَهُبُوطًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، يَشِدونَ أَوْسَاطَهُمْ، وَيُطَهِّرُونَ أَطْرَافَهُمْ، صَائِمُونَ بِالنَّهَارِ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، أَقْبَلُ مِنْهُمُ الْيَسِيرَ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِشَهَادَةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: فَاجْعَلْنِي نَبِيَّ تِلْكَ الأُمَّةِ، قَالَ: نَبِيُّهَا مِنْهَا، قَالَ: اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ، قَالَ: اسْتَقْدَمْتَ وَاسْتَأْخَرُوا يَا مُوسَى، وَلَكِنْ سَأَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فِي دَارِ الْجَلالِ}[3]. فتمنَّى أن يراه!!!، فقال له الله في كتاب الله: (فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ) (23السجدة).
فظل حتى رأى رسول الله في هذه الليلة مجمَّلاً بالجمال الإلهي الذي زينه به الله، فيريد أن يتمتع بهذا الجمال قليلاً، فكلما عاد إليه يعيده مرة أخرى حتى يتمتع بالنظر إلى هذا الجمال بعد أن كمَّله به الواحد المتعال عزَّ وجلَّ.
إنما السرُ في موسى يردِّده *** ليجتلي حُسن مولاه حين يشهده
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[1] الصحيحين البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه.
[2] دلائل النبوة لأبي نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] حلية الأولياء لأبي نعيم عن أنس
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
--------------------
هذا السؤال إجابته وردت في حديث رسول الله، لما فرض الله عزَّ وجلَّ عليه خمسين صلاة علينا نحن معشر الأمة، ورجع فقيَّض الله عزَّ وجلَّ له موسى وقال له:
( بِمَا أُمِرْتَ، قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ، قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي)[1].
فقيَّض الله عزَّ وجلَّ كليم الله موسى تخفيفاً لهذه الأمة. وهذا تنبيه من الله لنا؛ أن الإنسان الصادق مع الله، والمخلص مع مولاه يعينه الله عزَّ وجلَّ على بلوغ مناه بما شاء من خلق الله، كلَّف له موسى خصيصاً ليخفف عن الأمة في الصلاة وتكون في الأجر كما فرض الله خمسين، لكن في العمل أصبحت خمساً كما نؤديها الآن.
وهناك حكمة إشارية لبعض الصالحين ولا مانع منها في هذا المجال: فإن سيدنا موسى كما ذكر الله عندما أطلعه الله على الألواح ورأى أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الشَّافِعُونَ الْمَشْفُوعُ لَهُمْ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمْ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ يَقْرَءُونَهُ ظَاهِرًا، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يَأْكُلُونَ الْفَيْءَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يَجْعَلُونَ الصَّدَقَةَ فِي بُطُونِهِمْ فَيُؤْجَرُونَ عَلَيْهَا، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً وَاحِدَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِسَيِّئَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً يُؤْتَوْنَ الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ، فَيَقْتُلُونَ قُرُونَ الضَّلالَةِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ. قَالَ: يَا رَبِّ، اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ، فَأُعْطِيَ عِنْدَ ذَلِكَ خَصْلَتَيْنِ، فَقَالَ: (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)، فَقَالَ: رَضِيتُ رَبِّ}[2].
وفي رواية أخرى قال موسى: {وَمَنْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ الله تعالى: أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ صُعُودًا وَهُبُوطًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، يَشِدونَ أَوْسَاطَهُمْ، وَيُطَهِّرُونَ أَطْرَافَهُمْ، صَائِمُونَ بِالنَّهَارِ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، أَقْبَلُ مِنْهُمُ الْيَسِيرَ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِشَهَادَةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، قَالَ: فَاجْعَلْنِي نَبِيَّ تِلْكَ الأُمَّةِ، قَالَ: نَبِيُّهَا مِنْهَا، قَالَ: اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ، قَالَ: اسْتَقْدَمْتَ وَاسْتَأْخَرُوا يَا مُوسَى، وَلَكِنْ سَأَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فِي دَارِ الْجَلالِ}[3]. فتمنَّى أن يراه!!!، فقال له الله في كتاب الله: (فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ) (23السجدة).
فظل حتى رأى رسول الله في هذه الليلة مجمَّلاً بالجمال الإلهي الذي زينه به الله، فيريد أن يتمتع بهذا الجمال قليلاً، فكلما عاد إليه يعيده مرة أخرى حتى يتمتع بالنظر إلى هذا الجمال بعد أن كمَّله به الواحد المتعال عزَّ وجلَّ.
إنما السرُ في موسى يردِّده *** ليجتلي حُسن مولاه حين يشهده
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[1] الصحيحين البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه.
[2] دلائل النبوة لأبي نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] حلية الأولياء لأبي نعيم عن أنس
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%AA%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC
منقول من كتاب {تجليات المعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً