مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة السابعة والعشرون : تابع الإشارات الربانية في الآية 124 من سورة البقرة ج2:-
يقول الحق عز وجل :-
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
.. ما خصَّ الله عز وجل به نبى الله إبراهيم خاض فيه المفسرون والمؤولون على قدرهم، وعلى قدر ما وصل إليه علمهم ، فاستند جلّ المفسرين إلى ما ورد عن سيدنا عبد الله بن عباس أن الكلمات التي ابتلى الله عز وجل بها إبراهيم هى خصال الفطرة التي أمره الله بها ليطهر ذاته وكانت فريضة عليه وسنة عندنا، فقال:-
{ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالطَّهَارَةِ خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ، وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ، فِي الرَّأْسِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَالْمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ، وَالسِّوَاكُ، وَفَرْقُ الرَّأْسِ، وَفِي الْجَسَدِ: تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَالْخِتَانُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَغَسْلُ مَكَانِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ } - سنن البيهقي والطبراني عن ابن عباس.
>>> هذا قول عن سيدنا عبدالله بن عباس ولا بأس به، وهذه سنن سنها لنا رسول الله وأمرنا بها، والأمر فيها عام لجميع الأنام.
وسيدنا عبد الله بن عباس نفسه جلس مع قوم أعلى في الفهم وأرقى في الذوق فذكر لهم حقيقة أخرى في هذه الكلمات وقال لهم :-
{ الإسلام ثلاثون سهماً وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: وَإِبْراهيمَ الّذِي وَفّى ، فكتب الله له براءة من النار } - المستدرك على الصحيحين .
وتفصيلها:-
1- عشرٌ في سورة التوبة في قوله تعالى :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112التوبة) >> .
2- وعشر في أول سورة المؤمنون :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) - (المؤمنون) >> .
3- وعشر في سورة الأحزاب :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35الأحزاب) >>.
هؤلاء الثلاثون هم أسهم الإسلام وشرائع الإسلام!
ولا بد للإنسان ليكون إماماً عند الله أن يتحقق بهؤلاء الثلاثين: أى يقوم بالعمل بهن كما ينبغى !!!
من يستطيع ذلك؟!.
وقال بعض الصالحين إن هذه الكلمات أوحى الله لإبراهيم فيها :-
(أنك لما سلمت مالك للضيفان، وولدك للقربان، ونفسك للنيران، وقلبك للرحمن اتخذناك خليلا )
ففاز بالمقام حتى قال فيه الله مهنأه بهذا المقام :-
<< وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ >> - (37 النجم) ،،، أي وفىّ بذلك.
وقال البعض، وأنا أميل إلى ذلك :-
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا..)
----------> الإمامة نفسها هى الابتلاء!!
هل هناك ابتلاء أو بلاء أكثر من إمامة الخلق؟!
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من جرى فيها
فالإمامة هى البلاء الأعظم ...
::- لأن من أقامه الله هذا المقام لا يستطيع أن يتحرك حركة كبيرة أو صغيرة في نفسه أو في ماله أو في أى شيء له أو حوله إلا بإذن ممن يقول للشيء كن فيكون.
- لا يستطيع أن يعتذر عن أمر كلفه به الله :-
<< وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ - (36 المرسلات).
- ولا يستطيع أن يتكاسل أو يتباطئ أو يتوانى لأنه قدوة والخلق يقتدون به.
- فلابد أن يكون أكملهم وأعظمهم وأقومهم في القيام بأمر الله جل وعلا.
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة السابعة والعشرون : تابع الإشارات الربانية في الآية 124 من سورة البقرة ج2:-
يقول الحق عز وجل :-
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
.. ما خصَّ الله عز وجل به نبى الله إبراهيم خاض فيه المفسرون والمؤولون على قدرهم، وعلى قدر ما وصل إليه علمهم ، فاستند جلّ المفسرين إلى ما ورد عن سيدنا عبد الله بن عباس أن الكلمات التي ابتلى الله عز وجل بها إبراهيم هى خصال الفطرة التي أمره الله بها ليطهر ذاته وكانت فريضة عليه وسنة عندنا، فقال:-
{ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِالطَّهَارَةِ خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ، وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ، فِي الرَّأْسِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَالْمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ، وَالسِّوَاكُ، وَفَرْقُ الرَّأْسِ، وَفِي الْجَسَدِ: تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَالْخِتَانُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَغَسْلُ مَكَانِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ } - سنن البيهقي والطبراني عن ابن عباس.
>>> هذا قول عن سيدنا عبدالله بن عباس ولا بأس به، وهذه سنن سنها لنا رسول الله وأمرنا بها، والأمر فيها عام لجميع الأنام.
وسيدنا عبد الله بن عباس نفسه جلس مع قوم أعلى في الفهم وأرقى في الذوق فذكر لهم حقيقة أخرى في هذه الكلمات وقال لهم :-
{ الإسلام ثلاثون سهماً وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: وَإِبْراهيمَ الّذِي وَفّى ، فكتب الله له براءة من النار } - المستدرك على الصحيحين .
وتفصيلها:-
1- عشرٌ في سورة التوبة في قوله تعالى :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112التوبة) >> .
2- وعشر في أول سورة المؤمنون :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) - (المؤمنون) >> .
3- وعشر في سورة الأحزاب :-
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
<< إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35الأحزاب) >>.
هؤلاء الثلاثون هم أسهم الإسلام وشرائع الإسلام!
ولا بد للإنسان ليكون إماماً عند الله أن يتحقق بهؤلاء الثلاثين: أى يقوم بالعمل بهن كما ينبغى !!!
من يستطيع ذلك؟!.
وقال بعض الصالحين إن هذه الكلمات أوحى الله لإبراهيم فيها :-
(أنك لما سلمت مالك للضيفان، وولدك للقربان، ونفسك للنيران، وقلبك للرحمن اتخذناك خليلا )
ففاز بالمقام حتى قال فيه الله مهنأه بهذا المقام :-
<< وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ >> - (37 النجم) ،،، أي وفىّ بذلك.
وقال البعض، وأنا أميل إلى ذلك :-
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا..)
----------> الإمامة نفسها هى الابتلاء!!
هل هناك ابتلاء أو بلاء أكثر من إمامة الخلق؟!
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من جرى فيها
فالإمامة هى البلاء الأعظم ...
::- لأن من أقامه الله هذا المقام لا يستطيع أن يتحرك حركة كبيرة أو صغيرة في نفسه أو في ماله أو في أى شيء له أو حوله إلا بإذن ممن يقول للشيء كن فيكون.
- لا يستطيع أن يعتذر عن أمر كلفه به الله :-
<< وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ - (36 المرسلات).
- ولا يستطيع أن يتكاسل أو يتباطئ أو يتوانى لأنه قدوة والخلق يقتدون به.
- فلابد أن يكون أكملهم وأعظمهم وأقومهم في القيام بأمر الله جل وعلا.