الرئيسية
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله 
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الثالثة والعشرون : الإشارات الربانية حول الآية ( 1 ) من سورة الفتح ج 1:-
يقول الحق عز وجل :-
<< إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) >>
.. فتْحُ مكة كان يستحق أن يُطلق عليه فتح الفتوح ؛ لأن بعده فُتحت القلوب، وفُتحت البلاد في كل أرجاء الجزيرة العربية للدخول في دين الله أفواجا.
ومن العجب أن سورة الفتح لم تنزل في هذا الوقت، وإنما نزلت في العام السادس من الهجرة، عندما عزم النبي ومعه صحبه الكرام أن يخرجوا لأداء مناسك العمرة، وكان أهل مكة قد عرفوا بقدومهم، فاجتمعوا وقرروا أن لا يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه مكة عُنوة
وعند رجوعه إلى المدينة نزلت سورة الفتح، .... الفتح هنا يُقصد به صُلح الحديبية ،
-------> الفتح المبين؛ فتح مكة..
دخل النبي مكة ، ومكث فيها خمسة عشر يوماً ، فوطَّد أمورها، وأشاع النور في ربوعها بعد أن عفا وضرب المثل الأعظم في العفو عن إساءة أهلها،
هذه الغزوة فيها إشارات نورانية، ورموزٌ عرفانية يجتنيها السالكون، ويمشي على هداها طالبين الفتح من رب العالمين
إن طريق الله له في كل آية من كتاب الله، وفي كل حديثٍ واردٍ عن سيدنا رسول الله معنى إشاري يستفيد به المؤمن السالك في سَيره وسلوكه إلى الله.
::: وهذا المعني الإشاري لا ينافي المعنى العام، فإذا تحدَّث على منبر أو في مسجد أو مع عوام الناس فيتكلم في المعنى العام،
لكن حديث الإنسان مع حقائقه لمن أراد أن يرقيها وينميها ويزكيها فيكون في خاطرهم، فهذا له معنى خاص وبه يصير من أهل الإختصاص إن شاء الله رب العالمين.
ومن أراد أن يفتح عليه الله كما فتح على أصحاب حضرة النبي والعارفين والصالحين وأئمة المتقين - (( وهذا الحال هو ما نريده)) - وهو في الحقيقة فتح قلبياً وليس فتحاً دنيوياً.
وإياكم أن يعتقد أحدٌ أن فتح الله على العارفين هو فتحٌ دنيويُ من وسعة المال ووسعة الجاه ووسعة الأملاك الدنيوية،
---------------------------((((( لا )))))-----------------------------
لأن كل هذه أشياء فانية، وقد وعدهم الله أن يعطيهم منها ما لا غني لهم عنه، ولا يشغلهم عن الله طرفة عين ولا أقل ...
هذه الأشياء إذا زادت مع الإنسان تشغله عن الله
لكن الفتح هو الفتح القلبي ، والفتح القلبي هو:-
-----------> أن يفتح الله على العبد بأنوار الإحسان، فيجعله أولاً يرى حضرة الله معالم في آفاق قلبه لا يغيب عن الحضور بين يديه طرفة عينٍ ولا أقل،
إن كان ماشياً أو نائماً أو يعمل أو يأكل أو يشرب:-
<< وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4 - الحديد >> .
لأنه يوجد أيضاً في الفتح القلبي بعض أدعياء الطريق، الذين يوهمون الناس أن الفتح هو أن الله يعطيه كرامة يعلم بها ماذا في بيتك وما تخبئه في يدك وماذا في جيبك!!
وهذا ليس فتحاً، ولو كان هذا فتحٌ فيكون فتحاً شيطانياً !! 
لكن الفتح الإلهي -----------> الذي يُقرِّب العبد إلى مولاه ، ويجعله أكثر الناس شبهاً لحبيب الله ومصطفاه .
فأول الفتح أنوار الإحسان، وإذا أكرمه الكريم بعد ذلك يكرمه بدرجات الإيقان،
فمهما نزل عليه من الهموم،ومهما تلبدَّت له الغيوم، فلا يشُكُّ طرفة عينٍ ولا أقل في إكرام الله وفي فضل الله وفي عطف الله وفي حنان الله جل في عُلاه، فلا يتشكَّك في مولاه طرفة عينٍ ولا أقلٍ.
إذا ثبت على ذلك يكرمه الله بالتوفيق، والتوفيق مرتبة عالية في الطريق :-
<< وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ >> - (88هود) .
أما المكاشفات والمشاهدات والمؤانسات والمخاطبات فتلكُم الأمور لا تشغل كُمَّل العارفين عن الإقبال على الله طرفة عينٍ ولا أقل ،
بل بعضهم يفِّر منها لأنها قد تشغل الحقائق الباطنة عن أنوار الله القدسية، وكل ما يريدونه هو القرب من الله ولا يشغلهم شاغلٌ عن هذه الحضرة الإلهية طرفة عينٍ ولا أقل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد الحلقة الثالثة والعشرون : الإشارات الربانية حول الآية ( 1 ) من سورة الفتح ج 1:- يقول الحق عز وجل :-<< إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) >>
.. فتْحُ مكة كان يستحق أن يُطلق عليه فتح الفتوح ؛ لأن بعده فُتحت القلوب، وفُتحت البلاد في كل أرجاء الجزيرة العربية للدخول في دين الله أفواجا. ومن العجب أن سورة الفتح لم تنزل في هذا الوقت، وإنما نزلت في العام السادس من الهجرة، عندما عزم النبي ومعه صحبه الكرام أن يخرجوا لأداء مناسك العمرة، وكان أهل مكة قد عرفوا بقدومهم، فاجتمعوا وقرروا أن لا يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه مكة عُنوة وعند رجوعه إلى المدينة نزلت سورة الفتح، .... الفتح هنا يُقصد به صُلح الحديبية ، -------> الفتح المبين؛ فتح مكة..دخل النبي مكة ، ومكث فيها خمسة عشر يوماً ، فوطَّد أمورها، وأشاع النور في ربوعها بعد أن عفا وضرب المثل الأعظم في العفو عن إساءة أهلها،
هذه الغزوة فيها إشارات نورانية، ورموزٌ عرفانية يجتنيها السالكون، ويمشي على هداها طالبين الفتح من رب العالمينإن طريق الله له في كل آية من كتاب الله، وفي كل حديثٍ واردٍ عن سيدنا رسول الله معنى إشاري يستفيد به المؤمن السالك في سَيره وسلوكه إلى الله.::: وهذا المعني الإشاري لا ينافي المعنى العام، فإذا تحدَّث على منبر أو في مسجد أو مع عوام الناس فيتكلم في المعنى العام، لكن حديث الإنسان مع حقائقه لمن أراد أن يرقيها وينميها ويزكيها فيكون في خاطرهم، فهذا له معنى خاص وبه يصير من أهل الإختصاص إن شاء الله رب العالمين. ومن أراد أن يفتح عليه الله كما فتح على أصحاب حضرة النبي والعارفين والصالحين وأئمة المتقين - (( وهذا الحال هو ما نريده)) - وهو في الحقيقة فتح قلبياً وليس فتحاً دنيوياً. وإياكم أن يعتقد أحدٌ أن فتح الله على العارفين هو فتحٌ دنيويُ من وسعة المال ووسعة الجاه ووسعة الأملاك الدنيوية،---------------------------((((( لا )))))-----------------------------
لأن كل هذه أشياء فانية، وقد وعدهم الله أن يعطيهم منها ما لا غني لهم عنه، ولا يشغلهم عن الله طرفة عين ولا أقل ... هذه الأشياء إذا زادت مع الإنسان تشغله عن الله لكن الفتح هو الفتح القلبي ، والفتح القلبي هو:------------> أن يفتح الله على العبد بأنوار الإحسان، فيجعله أولاً يرى حضرة الله معالم في آفاق قلبه لا يغيب عن الحضور بين يديه طرفة عينٍ ولا أقل،
إن كان ماشياً أو نائماً أو يعمل أو يأكل أو يشرب:-<< وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4 - الحديد >> . لأنه يوجد أيضاً في الفتح القلبي بعض أدعياء الطريق، الذين يوهمون الناس أن الفتح هو أن الله يعطيه كرامة يعلم بها ماذا في بيتك وما تخبئه في يدك وماذا في جيبك!! وهذا ليس فتحاً، ولو كان هذا فتحٌ فيكون فتحاً شيطانياً !! لكن الفتح الإلهي -----------> الذي يُقرِّب العبد إلى مولاه ، ويجعله أكثر الناس شبهاً لحبيب الله ومصطفاه .فأول الفتح أنوار الإحسان، وإذا أكرمه الكريم بعد ذلك يكرمه بدرجات الإيقان، فمهما نزل عليه من الهموم،ومهما تلبدَّت له الغيوم، فلا يشُكُّ طرفة عينٍ ولا أقل في إكرام الله وفي فضل الله وفي عطف الله وفي حنان الله جل في عُلاه، فلا يتشكَّك في مولاه طرفة عينٍ ولا أقلٍ. إذا ثبت على ذلك يكرمه الله بالتوفيق، والتوفيق مرتبة عالية في الطريق :- << وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ >> - (88هود) . أما المكاشفات والمشاهدات والمؤانسات والمخاطبات فتلكُم الأمور لا تشغل كُمَّل العارفين عن الإقبال على الله طرفة عينٍ ولا أقل ، بل بعضهم يفِّر منها لأنها قد تشغل الحقائق الباطنة عن أنوار الله القدسية، وكل ما يريدونه هو القرب من الله ولا يشغلهم شاغلٌ عن هذه الحضرة الإلهية طرفة عينٍ ولا أقل.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم