الرئيسية
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله 
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد 
الحلقة الخامسة عشر : حول الآية << 121 من سورة آل عمران >>
يقول الحق عز وجل :- << وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) >>
شرحنا هذه الآيات من قبل ...ولكن نريد أن نقتطف بعض إشاراتها لأهل السلوك القويم على منهج الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم ..
مَن الذي قَعَّد أصحاب حضرة النبي في الغزوة الأولى والثانية أماكنهم وهيَئ لهم وظائفهم ووصاهم؟-----------------> سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكذلك نحن كلنا في جهاد ، لكن مع النفس:<< وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ >> - (78الحج) ...
لا يستطيع رجل منا أن يجاهد نفسه فيتغلب عليها وينال فلاحه ونجاحه ّ إلا إذا:
- كان الذي قَعَّد له قواعد جهاد النفس!- وبيَّن له مداخل النفس ومظانها ومساوئها وعيوبها !- وأوقفه على الجهاد الذي يستطيع أن يتغلب به عليها وينال الفوز والنجاح: ............ إلا (((((((((شيخ))))))) - تهذبت نفسه. - وتربى على يد العارفين السابقين. - ومُنح الولاية العظمى. - وأخذ الإذن الصريح المباشر من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .
مَن الذي يستطيع أن يتغلب على النفس؟
>>>> الذي يُسَلِّم للمرشد الفرد فيما يدله عليه من جهاد النفس !! ( سَلِّمن للمرشد الفرد ) ...
ومَن رُزق التسليم فاز بكمال النعيم ..!!!
ومَن حُرم التسليم رُدَّ إلى اسطبل الدواب !!!وقيل له ارجع فإنك في حاجة إلى التهذيب والتعليم.
وكلام الشيوخ إشارات، فإذا طالبتك نفسك بعبارات فلن تستطيع أن تسير مع هؤلاء الأقوام:
خذ ما صفا لك من إشارة عارف فالعارفون كلامهم يشفي السقام
الحريص على الجهاد، وعلى أن يخرج من سجن البُعاد يتلهف على إشارات المرشدين في كل واد وناد،
لكن الذي ضحكت عليه نفسه فإنه حتى لو سمع صريح العبارات والإشارات فإنه يؤولها ، فيقول الشيخ يقصد كذا ، والمعنى الذي يقصده من هذا الكلام كذا، ويدخل في الفلسفة النفسية التي تحرمه من العطاءات الإلهية، ونحن لا نعرف هذا الطريق،
لكن طريقنا :-
<< فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا >> (65النساء).<< وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ >> :-
وأهله صلى الله عليه وسلم فيَّ وفيك القلب والسر والخفا والأخفى والروح، فهؤلاء من رسول الله .
فقد ورد في الاثر عن حضرته : (إن في القلب لغيب، وإن في الغيب لسر، وإن في السر لأنا) ،،،، هؤلاء من رسول الله، فهم أهله الذين معك .<< وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ >>
... لقتال النفس، فتوضح لهم الجهاد، وكيفيته، وأنواعه، والعقبات الكئود التي تقابلك وكيف تجتازها؟وكيف تظفر ببغيتك؟
.. وهذه على الشيخ، وبعد ذلك الذي عليك الصدق في الاتباع، والإخلاص في المتابعة. ما الذي سيوصلك؟.. صدقك وإخلاصك هو الذي سيوصلك للمراد !!!
دائماً اسأل نفسك .. فإذا وجدت نفسك محروماً من ثمار القوم ، محروماً من شرابهم ، محروماً من الجلوس على بساط ودهم النوراني والمعنوي فهذا لقصورك وتقصيرك !!!
لكن الشيخ يوجهك ولا يستطيع أن يفعل لك شيء آخر !!! والذي يبلغك بعد ذلك حتى يكون لك الأجر الوافي والقدر الكافي عند الله :- (((((دورك أنت ))))) وهو الإخلاص والصدق!
- والإخلاص أن تبتغي بكل حركاتك وسكناتك وأقوالك وأفعالك وجه الله، لا تبتغي بذلك شيئاً سواه.
- والصدق هو حسن المتابعة في أداء أي عمل أو قول لسيدنا رسول الله .
****** إذا صححت وجهتك نلت بغيتك ****** 
:- فإذا كانت بغيتك أن تكون شيخاً ولك مريدون فلا شأن لنا بذلك!!!::- وإذا كانت بغيتك أن يظهر على يديك كرامات وتُثني الناس عليك وتنال الشهرة، فلا شأن لنا بذلك !!!:::- وإذا كانت بغيتك أن الناس يعظمونك ويكرمونك ويرفعون قدرك بينهم على أنك رجل من العظماء في الدين، فلا شأن لنا بذلك.