مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الرابعة عشر : حول الآية << 124 - 126 >> من سورة آل عمران
يقول الحق عز وجل :- << إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) >> - آل عمران
<< إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) ۖ >>
.. يُنزلهم لكم خاصة رب العالمين سبحانه وتعالى، وهذا كان في غزوة بدر،
.. عندما جاءت غزوة بدر قالوا: ليس معنا سلاح ولا خيل ولا غير ذلك، فأخبرهم أنه يكفيهم أن الله سيمدهم، مرة يخبرهم أنه سيمدهم بألف، ومرة بثلاثة آلاف، ومرة بخمسة آلاف ...
(( بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا )) ----------> وهذا شرط المدد الإلهي -------> (( يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125))
.. يعني لهم علامات ظاهرة تعرفون منها أنهم مدد من عند رب العالمين سبحانه وتعالى.
>>>> هذا ما يحدث للأتقياء الأنقياء، ففي أي شدة، وفي أي بأس، وفي أي ملمة يجدوا مدداً من السماء ينزل عليهم بأمر من يقول للشيء كن فيكون،
إما أن يؤيده الله بمدد الإلهام ،
أو يؤيده الله ببشرى يراها في المنام ،
أو يؤيده الله ببشرى تأتيه على يد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ،
أو يؤيده الله بالملائكة الكرام،
أو يؤيده الله بالصادقين من الأنام ..
المهم أن الله يؤيده ما دام صبر على أمر الله، وحافظ على تقوى الله وخشية الله والخوف من الله جل في علاه.
نزول الملائكة في كل المواقع كما قال الله :-
<< وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ >>
بعض السادة العلماء ذكروا أن الملائكة في غزوة بدر كانت تقاتل، وذكروا قصصاً وروايات في ذلك، مثلاً:-
بعضهم أراد أن يقتل أحد الكفار فوجد رقبته مقطوعة، أو رأى أحدهم يرفع عليه السيف ولكنه قُتل!!.
ولكن العقلاء من كتَّاب التاريخ قالوا :-
قتلى بدر معروفون بأسمائهم، ومعروف من الذي قتل كل واحد منهم من المسلمين، فأين الذين انقطعت رؤوسهم ولم يكن لهم قاتل من رجال المؤمنين؟!!
ولو كان القتل على يدي الملائكة لتواكل المؤمنون على ذلك وما جاهدوا بعدها أبداً، لأن الملائكة ستحارب.
لكن الملائكة نزلت للتأييد ورفع الروح المعنوية، وبث روح الطمأنينية في نفوس المؤمنين ليعلموا أنهم مؤيدين من الله، وأن معهم رعاية الله وعناية الله، لكن كما قال الله:-
<< قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) >> التوبة
. . لا بد بأيديكم أنتم، حتى تؤجروا وتثابوا، وهذا هو الأساس الذي تم عليه الأمر.
<< وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) >>
.. حتى نعرف ان النصر في أي معركة، إن كان مع النفس أو كان مع الغير، أو كان مع الكافرين، أو كان في أي أمر من أمور الدنيا، فإن النصر يكون بتوفيق الله ورعاية الله ومعونة الله،
وهذا معنى قوله عز وجل :-
(( الْعَزِيزِ )) ----------> الذي لا يغلبه أحد .
((الْحَكِيمِ )) ---------> الذي تصرفاته كلها عن حكمة وسداد وتوفيق .
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الرابعة عشر : حول الآية << 124 - 126 >> من سورة آل عمران
يقول الحق عز وجل :- << إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) >> - آل عمران
<< إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) ۖ >>
.. يُنزلهم لكم خاصة رب العالمين سبحانه وتعالى، وهذا كان في غزوة بدر،
.. عندما جاءت غزوة بدر قالوا: ليس معنا سلاح ولا خيل ولا غير ذلك، فأخبرهم أنه يكفيهم أن الله سيمدهم، مرة يخبرهم أنه سيمدهم بألف، ومرة بثلاثة آلاف، ومرة بخمسة آلاف ...
(( بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا )) ----------> وهذا شرط المدد الإلهي -------> (( يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125))
.. يعني لهم علامات ظاهرة تعرفون منها أنهم مدد من عند رب العالمين سبحانه وتعالى.
>>>> هذا ما يحدث للأتقياء الأنقياء، ففي أي شدة، وفي أي بأس، وفي أي ملمة يجدوا مدداً من السماء ينزل عليهم بأمر من يقول للشيء كن فيكون،
إما أن يؤيده الله بمدد الإلهام ،
أو يؤيده الله ببشرى يراها في المنام ،
أو يؤيده الله ببشرى تأتيه على يد الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ،
أو يؤيده الله بالملائكة الكرام،
أو يؤيده الله بالصادقين من الأنام ..
المهم أن الله يؤيده ما دام صبر على أمر الله، وحافظ على تقوى الله وخشية الله والخوف من الله جل في علاه.
نزول الملائكة في كل المواقع كما قال الله :-
<< وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ >>
بعض السادة العلماء ذكروا أن الملائكة في غزوة بدر كانت تقاتل، وذكروا قصصاً وروايات في ذلك، مثلاً:-
بعضهم أراد أن يقتل أحد الكفار فوجد رقبته مقطوعة، أو رأى أحدهم يرفع عليه السيف ولكنه قُتل!!.
ولكن العقلاء من كتَّاب التاريخ قالوا :-
قتلى بدر معروفون بأسمائهم، ومعروف من الذي قتل كل واحد منهم من المسلمين، فأين الذين انقطعت رؤوسهم ولم يكن لهم قاتل من رجال المؤمنين؟!!
ولو كان القتل على يدي الملائكة لتواكل المؤمنون على ذلك وما جاهدوا بعدها أبداً، لأن الملائكة ستحارب.
لكن الملائكة نزلت للتأييد ورفع الروح المعنوية، وبث روح الطمأنينية في نفوس المؤمنين ليعلموا أنهم مؤيدين من الله، وأن معهم رعاية الله وعناية الله، لكن كما قال الله:-
<< قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) >> التوبة
. . لا بد بأيديكم أنتم، حتى تؤجروا وتثابوا، وهذا هو الأساس الذي تم عليه الأمر.
<< وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) >>
.. حتى نعرف ان النصر في أي معركة، إن كان مع النفس أو كان مع الغير، أو كان مع الكافرين، أو كان في أي أمر من أمور الدنيا، فإن النصر يكون بتوفيق الله ورعاية الله ومعونة الله،
وهذا معنى قوله عز وجل :-
(( الْعَزِيزِ )) ----------> الذي لا يغلبه أحد .
((الْحَكِيمِ )) ---------> الذي تصرفاته كلها عن حكمة وسداد وتوفيق .