مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الثالثة عشر : حول الآية << 123 >> من سورة آل عمران
يقول الحق عز وجل :- << وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) >> - آل عمران
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ >>
.. كلمة (أذلة) يعني قلة، وليس من الذل، يعني كان عددهم قليل، فقد ورد أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وفي بعض الروايات ثلاثمائة وإحدى عشر، وفي بعض الروايات ثلاثمائة وسبعاً.
وهنا منطقة سلوكية يقف عليها المخلصون لرب البرية، فالذي يريد أن ينتصر في أي قضية، والذي يريد أن تُقضى له الأمور في أي شيء يشغل باله عليه أن يتجمل بجمال العبودية بين يدي رب البرية،
>>>> وهذه ملابس الحسنى التي يُلبسها الله للصالحين في كل وقت وحين فيكون :-
( فقيراً ) أمام ----------> ( الغني )
( ذليلاً ) أمام ----------> ( العزيز )،
( جهولاً ) أمام ---------> ( العليم ) ،
( ضعيفاً ) أمام ---------> ( القوي )
شعور داخلي وإحساس روحي يشعر به في داخله وإن لم يُفصح عنه حاله ولا قاله، وإنما يتجمَّل به لله،
فإذا نظر إليه مولاه وجده مجمَّلاً بجمال العبودية لله، فأعطاه كل ما يتمناه، وتولاه :-
<< وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) >> - الأعراف
.... وفي نفس القضية ذهبوا لغزوة حنين وكان عددهم كبير حوالي اثنا عشر ألفاً فقالوا: لن نهزم اليوم من قلة! فهجموا عليهم بالنبال ففروا !! :-
<< .. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) - التوبة >>
فالشأن ليس بالكثرة أو القلة وإنما الشأن شأن الذلة – :ليس للخلق بل للخالق تبارك وتعالى،
.. وهذا جهاد العارفين الذي يريدون مقام اليقين عند رب العالمين، ليس في الصلاة والزكاة والعبادات ؛ لأن هذه العبادات قد تغر فتضر، وقد يرى نفسه، وقد يُعجب بنفسه،
لكننا نحتاج إلى العبادة التي تقف بالإنسان عند حدود عبوديته لحضرة الرحمن سبحانه وتعالى.
(( فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
وهذا سر غريب وعجيب؛ أن الله جعل تقوى الله تستوجب العطاء الذي يستوجب عليه شكر الله،
فكأن التقوى هي باب الأبواب الذي يفتحه الله لجميع الأحباب ليقضي لهم كل حاجة، ثم يقومون بعد ذلك شاكرين على ما أفاء عليهم رب العالمين سبحانه وتعالى.
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الثالثة عشر : حول الآية << 123 >> من سورة آل عمران
يقول الحق عز وجل :- << وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) >> - آل عمران
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ >>
.. كلمة (أذلة) يعني قلة، وليس من الذل، يعني كان عددهم قليل، فقد ورد أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وفي بعض الروايات ثلاثمائة وإحدى عشر، وفي بعض الروايات ثلاثمائة وسبعاً.
وهنا منطقة سلوكية يقف عليها المخلصون لرب البرية، فالذي يريد أن ينتصر في أي قضية، والذي يريد أن تُقضى له الأمور في أي شيء يشغل باله عليه أن يتجمل بجمال العبودية بين يدي رب البرية،
>>>> وهذه ملابس الحسنى التي يُلبسها الله للصالحين في كل وقت وحين فيكون :-
( فقيراً ) أمام ----------> ( الغني )
( ذليلاً ) أمام ----------> ( العزيز )،
( جهولاً ) أمام ---------> ( العليم ) ،
( ضعيفاً ) أمام ---------> ( القوي )
شعور داخلي وإحساس روحي يشعر به في داخله وإن لم يُفصح عنه حاله ولا قاله، وإنما يتجمَّل به لله،
فإذا نظر إليه مولاه وجده مجمَّلاً بجمال العبودية لله، فأعطاه كل ما يتمناه، وتولاه :-
<< وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) >> - الأعراف
.... وفي نفس القضية ذهبوا لغزوة حنين وكان عددهم كبير حوالي اثنا عشر ألفاً فقالوا: لن نهزم اليوم من قلة! فهجموا عليهم بالنبال ففروا !! :-
<< .. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) - التوبة >>
فالشأن ليس بالكثرة أو القلة وإنما الشأن شأن الذلة – :ليس للخلق بل للخالق تبارك وتعالى،
.. وهذا جهاد العارفين الذي يريدون مقام اليقين عند رب العالمين، ليس في الصلاة والزكاة والعبادات ؛ لأن هذه العبادات قد تغر فتضر، وقد يرى نفسه، وقد يُعجب بنفسه،
لكننا نحتاج إلى العبادة التي تقف بالإنسان عند حدود عبوديته لحضرة الرحمن سبحانه وتعالى.
(( فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
وهذا سر غريب وعجيب؛ أن الله جعل تقوى الله تستوجب العطاء الذي يستوجب عليه شكر الله،
فكأن التقوى هي باب الأبواب الذي يفتحه الله لجميع الأحباب ليقضي لهم كل حاجة، ثم يقومون بعد ذلك شاكرين على ما أفاء عليهم رب العالمين سبحانه وتعالى.