الرئيسية
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله 
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد 
الحلقة السادسة عشر : الإشارات الربانية حول الآية << 122 من سورة آل عمران >>
يقول الحق عز وجل :- << إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) >>
مَن الذي يجاهد في الصدق والإخلاص ؟
هل أنت أم شيخك؟!--------------------------(((((( أنت ))))))--------------------------
لأن الشيخ وجَّهك وبيَّن لك كل البيان ، فهذا دور الشيخ في طريق الله.
لكن النفس أمَّارة بالسوء ، وهمها كله إبعادك عن هذه المقامات العالية والحقائق الراقية، والعطايا الإلهية الدانية.
يريد أن يبعدك - ( الشيخ )- عن هذه الأشياء ، وتركيزك في الدنيا وهمومها وغمومها ووحلها وزينتها وزخرفها ،
وأنت لك هذا الدور حتى تكون : << لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا >> (2الملك) ..
لا بد للمؤمن أن يكون مراقباً دائماً لمولاه، يعلم أن كل قول ظاهر على لسانه، أو باطن في قلبه وجنانه يسمعه ويطلع عليه مولاه، وعليم بما يدور في الصدور، وما تخفيه أنت بين السطور، وما تهتز به بك الأرجاء، لأنه سبحانه وتعالى :- << يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ >> - (19غافر).ما الذي يثبط الإنسان؟
<< إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ >>ما هاتين الطائفتان؟
-------------> الهوى والحظ، فهما اللذان يخذلانك في المعارك مع النفس وردها،
ولذلك قال حضرة النبي في الحديث، وانظروا للمنطوق:{ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ } - معجم السقر ، وشرح السنة عن عبد الله بن عمرو .
أين المريد في هذا العصر الذي سلَّم هواه لهوى مرشده وهوى رسول الله؟!! أروني رجلاً صادقاً ولم يتمتع بهذه المشاهدات، وهذه المكاشفات، وهذه العطاءات الإلهية!!
فمن أين أتى الحرمان؟------------------------(((( من الحظ والهوى ))))-----------------
فلا بد للإنسان أن يخرج من دائرة الحظ والهوى ؛ لأن الله قال في كتابه :-<< وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ >>
.. هذا الشرط الأول !والشرط الثاني<< وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى >> - 40 (النازعات)
والجنة هنا :-هي جنة الرؤية وجنة الشهود وجنة الرضا وجنة القرب وجنة المودة وجنة الأنس بالله سبحانه وتعالى، وبحبيبه ومصطفاه
إن كنت تريد أن تصل لهذا الكمال، وتتمتع بهذا الجمال:
بادر وتخلَّص من حظك .... وتخلَّص من هواك .... وسلِّم كلك لمولاك ..... فمن أعطى الكل أخذ الكل.إذاً الذي يُفشِّل الإنسان من الوصول إلى مقامات الجمال والكمال :-(((((((((((((((((((( الحظ ... والهوى! ))))))))))))))))))))))
فتخلصي من حظك وهواك
فعساك تحظي بالرضا فعساك
لكننا نريد أن نأخذ الرضا، ومعنا الحظ، ومعنا الهوى، ومعنا الشهوات الدنية، ومعنا الرغبات الدنيوية الدنيئة السفلية!!
::::::لا يجوز ذلك أبداً !!!:::::
ولا يستطيع أحد أن يضحك على الله، ولا على حضرة النبي، ولا على الصالحين ؛ لأنهم ليس عندهم مجاملات، حتى لو ابنه من صلبه ليس عنده مجاملة له !! لا يوجد مجاملة في طريق الله 
لأن بعض الجاهلين - كما يحدث في الساحات - يخيل له أن الوصول إلى الصالحين بأن يأتي بأموال وطعام وشراب لهذه الساحات، وهذا أجره على الله، لكن هذا لا شأن له بالعطاءات، فالعطاءات شرطها ----------------> المجاهدات، جاهد --------------------------------> تشاهد،
لكن تشاهد بغير أن تجاهد فهذا ظلم، وهذا لا يجوز، ولا يصح في طريق الله سبحانه وتعالى.الذي أخذ بالأسباب، وسلَّم للشيخ، وأخذ منه الكيفية التي بها يجاهد نفسه، وجعل له مقاليد الأمور في نفسه فلا بد بعد ذلك أن يتوكل على الله:<< وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ >>
يحسن التوكل بعد ذلك .... هؤلاء هم أهل الوصول! ... لكن أهل الفضول الذين يذهبون للساحات في أوقات متقاربات أو متباعدات ويدفع مالاً ويُحضر طعاماً وغيره، فهذا لك فيه أجر عند الله !
لكن هذا لا شأن له بطريق الوصول.
لو جلس رجل مع أحد الصالحين ورافقه ليل نهار مدة طويلة، وهو طوع أمره، ولكنه لم يجاهد نفسه، فهذا نسميه:-----------------------------(((((( خادم )))))-------------------------
والخادم له أجره، ولكن هل سيحظى بهذه المقامات؟ .. يحظى بها إذا جاهد نفسه ، لأن الشرط هنا الجهاد :-<< وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ - (69العنكبوت) >> .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم