سلسلة تفسير آيات المناسبات
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة العاشرة : << تابع آيات تحويل القبلة - ج 3>>
الجزء الثالث من الآيات :- 146، 148
<< الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) >> - البقرة
.. بيَّن الله عز وجل حقيقة أهل الكتاب وقال فيهم :-
<< الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ >>
هل يوجد أحدٌ لا يعرف إبنه؟!
.. هم كذلك، دقة الوصف الذي وُصف به النبي على لسان موسى وعيسى وذُكر في التوراة والإنجيل الصحيح يجعلهم يعرفون النبي أكثر من معرفتهم لأبنائهم !!
ولذا يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب سأل عبد الله بن سلام بعد ما أسلم فقال له:-
هل كنت تعرف النبي كمعرفتك بإبنك؟
قال: كنت أعرف النبي أكثر من معرفتي لإبني،
قال: كيف؟
قال: نزل أمين السماء على أمين الأرض بصفات هذا النبي فصدقناه وعرفناه، لكن إبني لا أعرف حقيقته عند أمه،
>>> فهذا معنى الآية التي ذكرها هذا الحبر من أحبار اليهود :-
<< وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ >>
وهذا حدث لما أسلم سيدنا عبد الله بن سلام فقال :-
{ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي يَبْهَتُونِي عِنْدَكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ، فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي أَيُّ رَجُلٍ ابْنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ،
فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟،
قَالُوا: خَيْرُنَا، وَابْنُ خَيْرِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا، وَأَفْقَهُنَا، وَابْنُ أَفْقَهِنَا،
قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُونَ؟،
قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ سَلامٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
قَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَجَاهِلُنَا، وَابْنُ جَاهِلِنَا، فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْهمُ } - مسند أحمد وابن حبان .
<< الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ >>
إياك أن تشك لحظة في كلام الله ، وأيضاً وهذا الخطاب لأمة النبي: إياكم أن تشكوا في أى شرعٍ أو أى أمرٍ أو أى وصية جاء بها شرع الله، أو جاء بها نبي الله،
(( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ ))
.. أراح الله نبيه من جهة هؤلاء ، فعرف أنها إرادة الله، فهو الذي يولِّي هذا للمشرق وهذا للمغرب وهذا لليهودية وهذا للنصرانية، ونحمد الله على أن وجهنا للديانة الإسلامية الحنيفية فضلاً من الله ونعمة:
<< يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ >>
(17الحجرات)
<< .. وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ >> - (52الشورى).
فنور الله عز وجل الذي يتفضل به علينا الله فضل من الله وإكرام من الله ، فأمرنا الله أن نستبق فعل الخيرات، ونعمل على زيادة النوافل والقربات، ونستزيد من الصالحات؛ لأننا نعلم علم اليقين أننا في الختام سنُجمع عند الله ..
<< أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا >>
كلنا بعد الفناء وبعد الموت سيجمع الله الكل في يوم معلوم في موقف محتوم لا يستطيع أحدٌ أن يجادل عن نفسه، ولا يستطيع أن يكذب لأن :-
<< هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44الكهف) ..
وستظهر الحقائق كما هي :-
<< وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ >> (281البقرة).
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة العاشرة : << تابع آيات تحويل القبلة - ج 3>>
الجزء الثالث من الآيات :- 146، 148
<< الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) >> - البقرة
.. بيَّن الله عز وجل حقيقة أهل الكتاب وقال فيهم :-
<< الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ >>
هل يوجد أحدٌ لا يعرف إبنه؟!
.. هم كذلك، دقة الوصف الذي وُصف به النبي على لسان موسى وعيسى وذُكر في التوراة والإنجيل الصحيح يجعلهم يعرفون النبي أكثر من معرفتهم لأبنائهم !!
ولذا يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب سأل عبد الله بن سلام بعد ما أسلم فقال له:-
هل كنت تعرف النبي كمعرفتك بإبنك؟
قال: كنت أعرف النبي أكثر من معرفتي لإبني،
قال: كيف؟
قال: نزل أمين السماء على أمين الأرض بصفات هذا النبي فصدقناه وعرفناه، لكن إبني لا أعرف حقيقته عند أمه،
>>> فهذا معنى الآية التي ذكرها هذا الحبر من أحبار اليهود :-
<< وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ >>
وهذا حدث لما أسلم سيدنا عبد الله بن سلام فقال :-
{ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلامِي يَبْهَتُونِي عِنْدَكَ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ، فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي أَيُّ رَجُلٍ ابْنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ،
فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ فِيكُمْ؟،
قَالُوا: خَيْرُنَا، وَابْنُ خَيْرِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا، وَأَفْقَهُنَا، وَابْنُ أَفْقَهِنَا،
قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ تُسْلِمُونَ؟،
قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ سَلامٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
قَالُوا: شَرُّنَا، وَابْنُ شَرِّنَا، وَجَاهِلُنَا، وَابْنُ جَاهِلِنَا، فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَتَخَوَّفُ مِنْهمُ } - مسند أحمد وابن حبان .
<< الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ >>
إياك أن تشك لحظة في كلام الله ، وأيضاً وهذا الخطاب لأمة النبي: إياكم أن تشكوا في أى شرعٍ أو أى أمرٍ أو أى وصية جاء بها شرع الله، أو جاء بها نبي الله،
(( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ ))
.. أراح الله نبيه من جهة هؤلاء ، فعرف أنها إرادة الله، فهو الذي يولِّي هذا للمشرق وهذا للمغرب وهذا لليهودية وهذا للنصرانية، ونحمد الله على أن وجهنا للديانة الإسلامية الحنيفية فضلاً من الله ونعمة:
<< يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ >>
(17الحجرات)
<< .. وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ >> - (52الشورى).
فنور الله عز وجل الذي يتفضل به علينا الله فضل من الله وإكرام من الله ، فأمرنا الله أن نستبق فعل الخيرات، ونعمل على زيادة النوافل والقربات، ونستزيد من الصالحات؛ لأننا نعلم علم اليقين أننا في الختام سنُجمع عند الله ..
<< أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا >>
كلنا بعد الفناء وبعد الموت سيجمع الله الكل في يوم معلوم في موقف محتوم لا يستطيع أحدٌ أن يجادل عن نفسه، ولا يستطيع أن يكذب لأن :-
<< هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44الكهف) ..
وستظهر الحقائق كما هي :-
<< وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ >> (281البقرة).