سلسلة تفسير آيات المناسبات
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة التاسعة : << تابع آيات تحويل القبلة - ج 2>>
الجزء الثاني من الآيتين :- 144، 145
<< قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِين (145) >> - البقرة
.. لأن الله عز وجل يحب حبيبه ومصطفاه فإنه سبحانه رأى ما يدور في قلبه من رغبته في استقبال الكعبة البيت الحرام في صلاته ،
فأجابه عز وجل إلى ذلك بغير طلب، حيث كان يُصلي الظهر أو العصر في بني سلمة، وبعد أن انتهى من صلاة الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل عليه الوحي الإلهي وهو في الصلاة بقول الله تعالى :-
<< قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ >>
فاستجاب لها صلى الله عليه وسلم فوراً واتجه في الركعة الثالثة إلى البيت الحرام، وتحول عن الاتجاه إلى بيت المقدس، وتابعه المصلون خلفه في ذلك،
وحتى يُثبِّت الله النبي وأتباعه في هذا أخبره أن توجهه إلى الكعبة في الصلاة هو الحق الثابت عند الله ،،، وقد ذكر ذلك في الكتب السماوية السابقة، وعلى ألسنة الرسل، فقال تعالى في ذلك:-
<< وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ >>
وحتى لا ينشغل الرسول بأقوالهم الباطلة وليِّهم للحقائق مع معرفتهم للحق قال تعالى :-
<< وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ >> ، فهو يراهم ويراقبهم ويطلع على أعمالهم الظاهرة، ونوياهم الباطنة.
ثم أراد الله أن يجلِّي لحبيبه حقيقةً الأمر حتى لا يشغل نفسه إلا بما يفيد، فأخبره خبراً أكيداً:-
<< وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ >>
أي بكل معجزة وبكل دليل وبكل برهان فلن يسيروا خلفك ولا يتبعوا قبلتك،
لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه الحق،
وما الذي يمنعهم؟
----------------((((( الحسد الذي عندهم )))))----------------، وما دام الداء هو الحسد فلا ينفع مع الحسد برهانٌ ولا دليلٌ ولا آيةٌ.
<< وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ >> -----------> لأنك تعرف أنه الحق اليقين، الحق الذي حدده لك رب العالمين من قبل، وهم كذلك مع بعضهم :-
<< وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بعض >> ----------> فلن يمشي أحدهم تابعاً للآخر.
ثم خاطب الله الأمة في شخص النبي :-
عندما يكون هناك رئيسٌ عمل وهناك توجيه لأحدٍ تحت رئاسته فالخطاب يوجَّه لمن؟
>>>> لرئيس العمل ،،،، ولكن من هو المسئول فيه ومن المخاطب فيه؟
>>>> المُوجَّه إليه الخطاب، فوجَّه الله الحديث للحبيب لأنه أمير هذه الأمة ونبيها وقائدها في الدنيا وزعيمها في الآخرة، ويقصد بالحديث أمة النبي :
<< وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم >>
.. لأن النبي ليس له هوىً إلا في مولاه، وليس له هوىً إلا في رضاه ، وقد قال الله فيه:
<< وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ >> (3-النجم) قوله وحيٌ، وعمله وحيٌ، وتشريعاته كلها وحيٌ، وتوجيهاته ووصاياه كلها وحيٌ،
إذاً الخطاب في هذه الآية للأمة :-
<< وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِين >>
أي كل رجلٍ في الأمة يميل بهواه لقصدٍ غير ما يريده مولاه أو حبيب الله ومصطفاه يكون من الظالمين كما نصَّ الله عز وجل .
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة التاسعة : << تابع آيات تحويل القبلة - ج 2>>
الجزء الثاني من الآيتين :- 144، 145
<< قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِين (145) >> - البقرة
.. لأن الله عز وجل يحب حبيبه ومصطفاه فإنه سبحانه رأى ما يدور في قلبه من رغبته في استقبال الكعبة البيت الحرام في صلاته ،
فأجابه عز وجل إلى ذلك بغير طلب، حيث كان يُصلي الظهر أو العصر في بني سلمة، وبعد أن انتهى من صلاة الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل عليه الوحي الإلهي وهو في الصلاة بقول الله تعالى :-
<< قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ >>
فاستجاب لها صلى الله عليه وسلم فوراً واتجه في الركعة الثالثة إلى البيت الحرام، وتحول عن الاتجاه إلى بيت المقدس، وتابعه المصلون خلفه في ذلك،
وحتى يُثبِّت الله النبي وأتباعه في هذا أخبره أن توجهه إلى الكعبة في الصلاة هو الحق الثابت عند الله ،،، وقد ذكر ذلك في الكتب السماوية السابقة، وعلى ألسنة الرسل، فقال تعالى في ذلك:-
<< وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ >>
وحتى لا ينشغل الرسول بأقوالهم الباطلة وليِّهم للحقائق مع معرفتهم للحق قال تعالى :-
<< وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ >> ، فهو يراهم ويراقبهم ويطلع على أعمالهم الظاهرة، ونوياهم الباطنة.
ثم أراد الله أن يجلِّي لحبيبه حقيقةً الأمر حتى لا يشغل نفسه إلا بما يفيد، فأخبره خبراً أكيداً:-
<< وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ >>
أي بكل معجزة وبكل دليل وبكل برهان فلن يسيروا خلفك ولا يتبعوا قبلتك،
لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه الحق،
وما الذي يمنعهم؟
----------------((((( الحسد الذي عندهم )))))----------------، وما دام الداء هو الحسد فلا ينفع مع الحسد برهانٌ ولا دليلٌ ولا آيةٌ.
<< وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ >> -----------> لأنك تعرف أنه الحق اليقين، الحق الذي حدده لك رب العالمين من قبل، وهم كذلك مع بعضهم :-
<< وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بعض >> ----------> فلن يمشي أحدهم تابعاً للآخر.
ثم خاطب الله الأمة في شخص النبي :-
عندما يكون هناك رئيسٌ عمل وهناك توجيه لأحدٍ تحت رئاسته فالخطاب يوجَّه لمن؟
>>>> لرئيس العمل ،،،، ولكن من هو المسئول فيه ومن المخاطب فيه؟
>>>> المُوجَّه إليه الخطاب، فوجَّه الله الحديث للحبيب لأنه أمير هذه الأمة ونبيها وقائدها في الدنيا وزعيمها في الآخرة، ويقصد بالحديث أمة النبي :
<< وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم >>
.. لأن النبي ليس له هوىً إلا في مولاه، وليس له هوىً إلا في رضاه ، وقد قال الله فيه:
<< وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ >> (3-النجم) قوله وحيٌ، وعمله وحيٌ، وتشريعاته كلها وحيٌ، وتوجيهاته ووصاياه كلها وحيٌ،
إذاً الخطاب في هذه الآية للأمة :-
<< وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِين >>
أي كل رجلٍ في الأمة يميل بهواه لقصدٍ غير ما يريده مولاه أو حبيب الله ومصطفاه يكون من الظالمين كما نصَّ الله عز وجل .