سلسلة تفسير آيات المناسبات
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الرابعة : ( آيات المعراج من سورة النجم)
الجزء الأول من الآية 1 – 4
(( بسم الله الرحمن الرحيم .. وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )) .
ما النجم الذي يُقسِم به الله في هذه الآية؟
.. الله عز وجل له غاية يبينها لأهل العناية في أي قَسَم يبدأ به أي آية، فكلمة : (( وَالنَّجْمِ )) احتار الأقدمون في تفسيرها ..
وقال بعض السادة العارفين في مضمون هذه الآية، وهذا كلام يوضحه العلم الحديث :-
.. فإن العلم الحديث يُثبت إلى الآن أنه لم يُكتشف سرعة أكبر من سرعة الضوء، وأي شيء فيه نور.. فيه ضوء وفيه طاقة وله سرعة ثابتة 168 ألف ميل في الثانية، وقالوا: قال الله لنا :-
<< قد جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ >> (15المائدة)
وقد ورد في بعض الأثر: (كنت نوراً بين يدي ربي قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام).
وقال صلى الله عليه وسلم إجابة لجابر عندما سأله: ما أول ما خلق الله يا رسول الله؟ فقال صلي الله عليه وسلم :
{ أَوَّل مَا خَلَقَ الله نُورُ نَبِيِّكَ يَا جَابِر } - مسند عبد الرزاق
فإذا كان رسول الله نور، فإنه يسير بسرعة الطاقة النورانية، لا أقول بسرعة الضوء لأننا لم نعرف إلى الآن إلا سرعة الضوء، لكنه يسير بسرعة لا يعلمها إلا الله؛ لا سرعة فوقها، وإذا كانت ذات الله لطلاقة لقدرتها فإنه لا زمن عنده ، ولا مكان يحيزه ، فقدرته لا يحيزها زمان ولا يحيطها مكان، فالنجم إذاً هو رسول الله .
(( إِذَا هَوَى )) :-
---------> قال بعض الصالحين: (هوى) أي هواه لمحبوبه ، وليس له هوى في غير ذات الله، فإن الله عرض عليه في هذه الرحلة الميمونة كل مباهج السماء، وكل مسرات الجنة، وكل تحف عوالم القُدُس الأعلى، لكنه لم يلتفت إلى شيء من ذلك ..
وبعضهم قال :-
إنه كان في هذه الحيطات العلية، وفي ميادين الأزل القدسية، مبتهجاً ومنشرحاً بما يلوح لعين فؤاده من التجليات الإلهية والمشاهد القدسية التي يقول فيها الله :-
(( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11النجم)) ،،، فأهوى به الله إلى خلقه ليأخذ بأيديهم إليه، ويدلهم به عليه، ويوَصِّلهم بفضله وجوده إليه .
:: (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2)) -------> أعظِم بنبي يدافع عنه ، ويدفع عنه الله العلِي، عندما تتدبر في آيات كتاب الله تجد الأنبياء السابقين - سلام الله ورحمته عليهم وعلى نبينا أجمعين - يدافعون عن أنفسهم، منهم من يقول:
(( قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ( (61الاعراف)
.. ومنهم من يدفع عن نفسه السفه، ومنهم من يدفع عن نفسه الجهل، لكن حبيب الله ومصطفاه أدَّبه الله بأدبه العالي ألا ينطق لسانه مدافعاً عن نفسه، والذي يدافع عنه هو الله.
(( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ .. )) ما ضل عن المنهاج المستقيم، ولا الطريق القويم الذي رسمه الله ، وجعله إماماً فيه لكل الأنبياء والمرسلين، فهو إمامهم، وهو قدوتهم، وهو زعيمهم .
(( وَمَا غَوَىٰ )) :-
لم يغوه شيء في الدنيا، لم تغوه مناصبها ولا مطارفها ولا مباهجها لانه يريد ما عند الله جل في علاه.
(( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ))
.. لم يقل الله (وما ينطق بالهوى) ..
انظر إلى دقة الألفاظ القرآنية، ليس في باطنه إلا الحق، النطق يكون عن شيء يجول بالخاطر أو بالبال، فإذا كان بالبال هوى كان النطق معبراً عن هذا الهوى، وإذا كان بالبال مشاغل كان النطق معبراً عن هذه المشاغل، وإذا كان البال مشغولاً بطلبات وأماني كان النطق معبراً عن هذه الطلبات وعن هذه الأماني،
لكن هذا الرجل شهد له مولاه أنه ليس في قلبه إلا مولاه: << وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى >> ، إنما ينطق عن المولى، فهو الذي يُلهمه، وهو الذي يوحي إليه، وهو الذي يسدده، وهو الذي يُلقي في روعه كل كَلِم ينطق به لسانه صلوات ربي وتسليماته عليه.
وهذا أفضل رد على الطائفة التي ظهرت في هذا الزمان ومن قبله؛ ويقولون: لا نعترف إلا بكتاب الله، ولا شأن لنا بالسُنَّة!!،
(( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )) : ... كل كلام حضرة النبي وحي، ولذلك كان سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يكتب عن رسول الله ، فنهاه نفر من قريش فَقَالُوا:
{ إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ بَشَرٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فذهب إلى حضرة النبي وحكى له ما دار، فقال صلى الله عليه وسلم : اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلا حَقٌّ } - مسند أحمد .
لا يخرج منه إلا الحق لأنه وحي من الله عز وجل ، فالقرآن الكريم وحي من الله على يد أمين الوحي جبريل، والسُنَّة النبوية بطرق الوحي المتعددة ، لنعلم أن الكل من الله ..
مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة الرابعة : ( آيات المعراج من سورة النجم)
الجزء الأول من الآية 1 – 4
(( بسم الله الرحمن الرحيم .. وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )) .
ما النجم الذي يُقسِم به الله في هذه الآية؟
.. الله عز وجل له غاية يبينها لأهل العناية في أي قَسَم يبدأ به أي آية، فكلمة : (( وَالنَّجْمِ )) احتار الأقدمون في تفسيرها ..
وقال بعض السادة العارفين في مضمون هذه الآية، وهذا كلام يوضحه العلم الحديث :-
.. فإن العلم الحديث يُثبت إلى الآن أنه لم يُكتشف سرعة أكبر من سرعة الضوء، وأي شيء فيه نور.. فيه ضوء وفيه طاقة وله سرعة ثابتة 168 ألف ميل في الثانية، وقالوا: قال الله لنا :-
<< قد جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ >> (15المائدة)
وقد ورد في بعض الأثر: (كنت نوراً بين يدي ربي قبل خلق السماوات والأرض بألفي عام).
وقال صلى الله عليه وسلم إجابة لجابر عندما سأله: ما أول ما خلق الله يا رسول الله؟ فقال صلي الله عليه وسلم :
{ أَوَّل مَا خَلَقَ الله نُورُ نَبِيِّكَ يَا جَابِر } - مسند عبد الرزاق
فإذا كان رسول الله نور، فإنه يسير بسرعة الطاقة النورانية، لا أقول بسرعة الضوء لأننا لم نعرف إلى الآن إلا سرعة الضوء، لكنه يسير بسرعة لا يعلمها إلا الله؛ لا سرعة فوقها، وإذا كانت ذات الله لطلاقة لقدرتها فإنه لا زمن عنده ، ولا مكان يحيزه ، فقدرته لا يحيزها زمان ولا يحيطها مكان، فالنجم إذاً هو رسول الله .
(( إِذَا هَوَى )) :-
---------> قال بعض الصالحين: (هوى) أي هواه لمحبوبه ، وليس له هوى في غير ذات الله، فإن الله عرض عليه في هذه الرحلة الميمونة كل مباهج السماء، وكل مسرات الجنة، وكل تحف عوالم القُدُس الأعلى، لكنه لم يلتفت إلى شيء من ذلك ..
وبعضهم قال :-
إنه كان في هذه الحيطات العلية، وفي ميادين الأزل القدسية، مبتهجاً ومنشرحاً بما يلوح لعين فؤاده من التجليات الإلهية والمشاهد القدسية التي يقول فيها الله :-
(( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11النجم)) ،،، فأهوى به الله إلى خلقه ليأخذ بأيديهم إليه، ويدلهم به عليه، ويوَصِّلهم بفضله وجوده إليه .
:: (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2)) -------> أعظِم بنبي يدافع عنه ، ويدفع عنه الله العلِي، عندما تتدبر في آيات كتاب الله تجد الأنبياء السابقين - سلام الله ورحمته عليهم وعلى نبينا أجمعين - يدافعون عن أنفسهم، منهم من يقول:
(( قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ( (61الاعراف)
.. ومنهم من يدفع عن نفسه السفه، ومنهم من يدفع عن نفسه الجهل، لكن حبيب الله ومصطفاه أدَّبه الله بأدبه العالي ألا ينطق لسانه مدافعاً عن نفسه، والذي يدافع عنه هو الله.
(( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ .. )) ما ضل عن المنهاج المستقيم، ولا الطريق القويم الذي رسمه الله ، وجعله إماماً فيه لكل الأنبياء والمرسلين، فهو إمامهم، وهو قدوتهم، وهو زعيمهم .
(( وَمَا غَوَىٰ )) :-
لم يغوه شيء في الدنيا، لم تغوه مناصبها ولا مطارفها ولا مباهجها لانه يريد ما عند الله جل في علاه.
(( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ))
.. لم يقل الله (وما ينطق بالهوى) ..
انظر إلى دقة الألفاظ القرآنية، ليس في باطنه إلا الحق، النطق يكون عن شيء يجول بالخاطر أو بالبال، فإذا كان بالبال هوى كان النطق معبراً عن هذا الهوى، وإذا كان بالبال مشاغل كان النطق معبراً عن هذه المشاغل، وإذا كان البال مشغولاً بطلبات وأماني كان النطق معبراً عن هذه الطلبات وعن هذه الأماني،
لكن هذا الرجل شهد له مولاه أنه ليس في قلبه إلا مولاه: << وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى >> ، إنما ينطق عن المولى، فهو الذي يُلهمه، وهو الذي يوحي إليه، وهو الذي يسدده، وهو الذي يُلقي في روعه كل كَلِم ينطق به لسانه صلوات ربي وتسليماته عليه.
وهذا أفضل رد على الطائفة التي ظهرت في هذا الزمان ومن قبله؛ ويقولون: لا نعترف إلا بكتاب الله، ولا شأن لنا بالسُنَّة!!،
(( إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )) : ... كل كلام حضرة النبي وحي، ولذلك كان سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يكتب عن رسول الله ، فنهاه نفر من قريش فَقَالُوا:
{ إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ بَشَرٌ، يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فذهب إلى حضرة النبي وحكى له ما دار، فقال صلى الله عليه وسلم : اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلا حَقٌّ } - مسند أحمد .
لا يخرج منه إلا الحق لأنه وحي من الله عز وجل ، فالقرآن الكريم وحي من الله على يد أمين الوحي جبريل، والسُنَّة النبوية بطرق الوحي المتعددة ، لنعلم أن الكل من الله ..