القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين
ـــــــ خطبة الجمعة ـــــــ
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
------------------------
الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن شفاء من كل داء، وترياقاً من كل همّ وغمّ ونكدٍ وبلاء، وقال للمؤمنين أجمعين في شأنه :
﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ ( فصلت: 44)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملأ الوجودَ كلَّه عُلواً وسُفلاً بمظاهر قدرته، ودلائل حكمته، وجعل في كل شيءٍ خَلَقَهُ أثراً من آثار رحمته، وقال في ذلك عزَّ وجلَّ:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (156الأعراف).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله الرحمة المهداة والنعمة المسداة التي أنزلها لنا وعلينا الله
اللهم صلِّ وسلّمِ وبارك على سيدنا محمد الذي فطرته على خالص رحمتك، وملأت قلبه بالشفقة والحنان والعطف لجميع بريَّتك، وجعلته في الدنيا رَسُولَكَ إلي الأنام، وفي الآخرة شَفِيعاً للخلق أجمعين يوم الزحام،
وآله وصحبه، وكل من تبعه بخير على مدى الزمان
🤲آمين آمين يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
القرآن الكريم أرسله الله عز وجل لنا جماعة المؤمنين .. رحمة من الله وهداية، من الله وشفاء من الله، يقول فيه الله :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (57-58 يونس)
فإذا سرنا على هداه كنا في الدنيا موفقين ونلنا رضا الله، وكنا بعد ذلك في الآخرة مع الذين أنعم عليهم الله من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ولذلك قدم لنا القرآن نصائح غالية حتى لا ننجرف في هذه الدنيا مع الغافلين عن الله، ، بل نكون دائماً وأبداً مع
"محمد رسول الله والذين معه" (الفتح 29 )
فالقرآن شفاءٌ تام لجميع الآلام والأسقام، ورحمة لكل الأنام لأنه كلام الله عز وجلّ
وهو هدايةً من الضلال، وهداية من الشك، وهداية من الحيرة، وهداية من الظلمات إلى نور الله عز وجلّ الواضح وضوح الأرض والسماوات، وليس ذلك هو شأنه فحسب، بل هو كما قال الله :
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الالْبَابِ ﴾ (ص:29)
إذا كنت حريصاً على العيشة السعيدة، والحياة المديدة، والقوة السديدة، والحياة في الآخرة في جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فلا تصنع شيئاً في أمرك إلا بالقرآن
يا أمّة القرآن
يامن علمتم قدر القرآن وتهاونتم في القيام بأمره في كل وقت وآن، تكاسلاً وفتوراً عن تلبية رغبة الحنّان والمنّان، ألا تدرون أن الكافرين والمشركين يبحثون في كل معاملهم وجامعاتهم عن أسرار القرآن التي يرونها في أمة القرآن، وفي كل يومٍ يخرجون إلينا ببحثٍ جديدٍ يضيف إلى المؤمن ثباتاً ويقيناً في قلبه لأن هذا الكتاب :
﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت:42)
وقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا فضل القرآن :
{ألا إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم، قالوا وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تعالى، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غرائبه، ولا يخلق ـ أي: لا يبلى ـ مع كثرة الرد ـ أي: مع كثرة التكرار والتلاوة ـ وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به). من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه دعا إلى صراط مستقيم (الترمذي عن علي رضي الله عنه)
فالسعيد يا إخواني من عمل بوصايا الله، ومشى على هَدْي وسنة رسول الله، فطالعوا كتاب الله، واقرأوا ما فيه من وصايا، وعوها وافهموها وتدبروها، ثم قوموا عاملين بها
ومن وصايا القرآن : عندما تكلَّم الله عن بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لماذا أرسله إلي الخَلْق؟
قال الله موضحاً السبب والعلِّة في ذلك:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (107الأنبياء)
فجعل رسالته رحمة للخلق اجمعين
ولذلك تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:
(ما خُيِّر صلى الله عليه وسلّم بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً) (رواه أبو داود)،
ومن رحمة الله بنا في القرآن أنه يأمرهم بالتخفيف على الخَلْقِ، والتيسير على النَّاس في طاعة ربِّ الناس عزَّ وجلَّ، فبقول سبحانه وتعالى:
﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ (78الحج)
وجعل الله عزَّ وجلَّ شعار هذه الأمة من البدء إلي الختام في القرآن:
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (29الفتح)
ما أحوجنا إلي أن نتخلَّق بالرحمة، وأن تمتلئ قلوبنا بالشفقة والحنان والعطف على جميع الخلق
قال صلى الله عليه وسلم
" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم . قال :
إنه ليس برحمة أحدكم ولكن رحمة العامة رحمة العامة " (رواه الحاكم من حديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه)
أو كما قال، أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من قرّبه واجتباه هداه إلى العمل الصالح وأعانه عليه ووفقه إليه إلى يوم يلقاه.
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله من أحبه مولاه ودله عليه، ورزقه التأسي به والاهتداء به في هذه الحياة، وزاده فجعله معه الي يوم لقاء الله.
اللهم صل وسلم وبارك على سر بركاتك وسبب نعمائك سيدنا محمد إمام الهدى وكاشف الدُجى،
صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وكل من تابعه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين
🤲أمين أمين يارب العالمين.
إخواني وأحبابي جماعة المؤمنين:
إذا كنت ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويتلوا القرآن كل يومٍ مرة ولا يكف لسانك عن ذكر الله .. كل هذا شأنٌ بينك وبين الله.
لكن الله جعل للإيمان دلائل يراها خلق الله يدل على أن هذا القلب مملوءٌ بالإيمان وعلى أن صاحبه له منزلة عند حضرة الرحمن وعلى أنه يمشي على منهج القرآن ويقتدي بالنبي العدنان صلى الله عليه وسلم. نأخذ صفة واحدةً بينها الله في القرآن وقال عنها في صريح البيان: " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (156 الأعراف)
أوضحها وأجلاها الله بالنبي العدنان صلّى الله عليه وسلّم :
فنجد أن الله عز وجلّ عندما أثنى في كتابه على حبيبه ومصطفاه، مع جملة المدائح الإلهية التي لا تُعد على حبيب الله مصطفاه وركّز في كتابه في قوله :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (الأنبياء:107)
رحمته وشفقته على الخلق أجمعين وحتى عندما تحدّث عن صفاته للمؤمنين قال لنا ولمن بعدنا ولمن قبلنا من المؤمنين :
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (التوبة:128)
يا أحباب الله ورسوله
أول دليلٌ على صدق الإيمان والعمل بالقرآن هو الرحمة والشقفة والعطف والحنان على أهل الإيمان وعلى جميع خلق الله.
فمن رأيته يضرب مسلماً ولا يتألم، ومن رأيته يُنزل دماً من مسلمٍ ولا يتأسف، ومن رأيته يظلم مسلماً ولو في بيعٍ أو شراء ولا يندم، ومن رأيته لا يكون رحيما على المسلمين ويرى أنه لا يأثم، فاعلم أن هذا إيمانه فيه دَخَل .
ولو كان إيمانه على قدر إيمان المؤمنين السابقين الأولين لا بد وأن يكون في قلبه نصيبٌ من رحمة سيد الأولين والآخرين التي يقول فيها الله :
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" ( آل عمران:159 )
ولذلك أمرنا الله بالرحمة فيما بيننا، يرحم الكبير الصغير، ويُوقِّر الصغير الكبير، ويرحم الصحيح المريض، ويرحم الرجل المرأة - لأنها ضعيفة، ويرحم والفقراء والمساكين ويتلمَّس لإخوانه الأعذار، ولا يُكلمهم إلا برفقٍ وأدبٍ ولين، ليس في كلامه فظاظة ولا غلظة ولا شدِّة ولا كلام لا يليق، ولا أسلوبٍ مستهجن، فاعلم أن هذا المؤمن هو الذي مشى على خُلق الله، وعلى نهج حبيب الله ومصطفاه، وهو الذي يحبه مولاه جل في عُلاه.
🤲نسال الله عز وجلّ أن يودع الرحمة في قلوبنا، وأن يزيد الهدى والشفقة والعطف والحنان في أفئدتنا لبعضنا، وأن يخرج الغل والكيد والحقد من نفوس المسلمين أجمعين وأن يملأ بالمودة والمحبة كل قلوب المؤمنين
🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو
الدخول على موقع فضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
ـــــــ خطبة الجمعة ـــــــ
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
------------------------
الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن شفاء من كل داء، وترياقاً من كل همّ وغمّ ونكدٍ وبلاء، وقال للمؤمنين أجمعين في شأنه :
﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ ( فصلت: 44)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملأ الوجودَ كلَّه عُلواً وسُفلاً بمظاهر قدرته، ودلائل حكمته، وجعل في كل شيءٍ خَلَقَهُ أثراً من آثار رحمته، وقال في ذلك عزَّ وجلَّ:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (156الأعراف).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله الرحمة المهداة والنعمة المسداة التي أنزلها لنا وعلينا الله
اللهم صلِّ وسلّمِ وبارك على سيدنا محمد الذي فطرته على خالص رحمتك، وملأت قلبه بالشفقة والحنان والعطف لجميع بريَّتك، وجعلته في الدنيا رَسُولَكَ إلي الأنام، وفي الآخرة شَفِيعاً للخلق أجمعين يوم الزحام،
وآله وصحبه، وكل من تبعه بخير على مدى الزمان
🤲آمين آمين يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين
القرآن الكريم أرسله الله عز وجل لنا جماعة المؤمنين .. رحمة من الله وهداية، من الله وشفاء من الله، يقول فيه الله :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" (57-58 يونس)
فإذا سرنا على هداه كنا في الدنيا موفقين ونلنا رضا الله، وكنا بعد ذلك في الآخرة مع الذين أنعم عليهم الله من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ولذلك قدم لنا القرآن نصائح غالية حتى لا ننجرف في هذه الدنيا مع الغافلين عن الله، ، بل نكون دائماً وأبداً مع
"محمد رسول الله والذين معه" (الفتح 29 )
فالقرآن شفاءٌ تام لجميع الآلام والأسقام، ورحمة لكل الأنام لأنه كلام الله عز وجلّ
وهو هدايةً من الضلال، وهداية من الشك، وهداية من الحيرة، وهداية من الظلمات إلى نور الله عز وجلّ الواضح وضوح الأرض والسماوات، وليس ذلك هو شأنه فحسب، بل هو كما قال الله :
﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الالْبَابِ ﴾ (ص:29)
إذا كنت حريصاً على العيشة السعيدة، والحياة المديدة، والقوة السديدة، والحياة في الآخرة في جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فلا تصنع شيئاً في أمرك إلا بالقرآن
يا أمّة القرآن
يامن علمتم قدر القرآن وتهاونتم في القيام بأمره في كل وقت وآن، تكاسلاً وفتوراً عن تلبية رغبة الحنّان والمنّان، ألا تدرون أن الكافرين والمشركين يبحثون في كل معاملهم وجامعاتهم عن أسرار القرآن التي يرونها في أمة القرآن، وفي كل يومٍ يخرجون إلينا ببحثٍ جديدٍ يضيف إلى المؤمن ثباتاً ويقيناً في قلبه لأن هذا الكتاب :
﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت:42)
وقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا فضل القرآن :
{ألا إنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم، قالوا وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تعالى، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل، وهو الذي لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غرائبه، ولا يخلق ـ أي: لا يبلى ـ مع كثرة الرد ـ أي: مع كثرة التكرار والتلاوة ـ وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به). من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه دعا إلى صراط مستقيم (الترمذي عن علي رضي الله عنه)
فالسعيد يا إخواني من عمل بوصايا الله، ومشى على هَدْي وسنة رسول الله، فطالعوا كتاب الله، واقرأوا ما فيه من وصايا، وعوها وافهموها وتدبروها، ثم قوموا عاملين بها
ومن وصايا القرآن : عندما تكلَّم الله عن بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لماذا أرسله إلي الخَلْق؟
قال الله موضحاً السبب والعلِّة في ذلك:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (107الأنبياء)
فجعل رسالته رحمة للخلق اجمعين
ولذلك تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:
(ما خُيِّر صلى الله عليه وسلّم بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً) (رواه أبو داود)،
ومن رحمة الله بنا في القرآن أنه يأمرهم بالتخفيف على الخَلْقِ، والتيسير على النَّاس في طاعة ربِّ الناس عزَّ وجلَّ، فبقول سبحانه وتعالى:
﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ (78الحج)
وجعل الله عزَّ وجلَّ شعار هذه الأمة من البدء إلي الختام في القرآن:
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (29الفتح)
ما أحوجنا إلي أن نتخلَّق بالرحمة، وأن تمتلئ قلوبنا بالشفقة والحنان والعطف على جميع الخلق
قال صلى الله عليه وسلم
" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم . قال :
إنه ليس برحمة أحدكم ولكن رحمة العامة رحمة العامة " (رواه الحاكم من حديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه)
أو كما قال، أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من قرّبه واجتباه هداه إلى العمل الصالح وأعانه عليه ووفقه إليه إلى يوم يلقاه.
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله من أحبه مولاه ودله عليه، ورزقه التأسي به والاهتداء به في هذه الحياة، وزاده فجعله معه الي يوم لقاء الله.
اللهم صل وسلم وبارك على سر بركاتك وسبب نعمائك سيدنا محمد إمام الهدى وكاشف الدُجى،
صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وكل من تابعه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين
🤲أمين أمين يارب العالمين.
إخواني وأحبابي جماعة المؤمنين:
إذا كنت ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويتلوا القرآن كل يومٍ مرة ولا يكف لسانك عن ذكر الله .. كل هذا شأنٌ بينك وبين الله.
لكن الله جعل للإيمان دلائل يراها خلق الله يدل على أن هذا القلب مملوءٌ بالإيمان وعلى أن صاحبه له منزلة عند حضرة الرحمن وعلى أنه يمشي على منهج القرآن ويقتدي بالنبي العدنان صلى الله عليه وسلم. نأخذ صفة واحدةً بينها الله في القرآن وقال عنها في صريح البيان: " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (156 الأعراف)
أوضحها وأجلاها الله بالنبي العدنان صلّى الله عليه وسلّم :
فنجد أن الله عز وجلّ عندما أثنى في كتابه على حبيبه ومصطفاه، مع جملة المدائح الإلهية التي لا تُعد على حبيب الله مصطفاه وركّز في كتابه في قوله :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ (الأنبياء:107)
رحمته وشفقته على الخلق أجمعين وحتى عندما تحدّث عن صفاته للمؤمنين قال لنا ولمن بعدنا ولمن قبلنا من المؤمنين :
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (التوبة:128)
يا أحباب الله ورسوله
أول دليلٌ على صدق الإيمان والعمل بالقرآن هو الرحمة والشقفة والعطف والحنان على أهل الإيمان وعلى جميع خلق الله.
فمن رأيته يضرب مسلماً ولا يتألم، ومن رأيته يُنزل دماً من مسلمٍ ولا يتأسف، ومن رأيته يظلم مسلماً ولو في بيعٍ أو شراء ولا يندم، ومن رأيته لا يكون رحيما على المسلمين ويرى أنه لا يأثم، فاعلم أن هذا إيمانه فيه دَخَل .
ولو كان إيمانه على قدر إيمان المؤمنين السابقين الأولين لا بد وأن يكون في قلبه نصيبٌ من رحمة سيد الأولين والآخرين التي يقول فيها الله :
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" ( آل عمران:159 )
ولذلك أمرنا الله بالرحمة فيما بيننا، يرحم الكبير الصغير، ويُوقِّر الصغير الكبير، ويرحم الصحيح المريض، ويرحم الرجل المرأة - لأنها ضعيفة، ويرحم والفقراء والمساكين ويتلمَّس لإخوانه الأعذار، ولا يُكلمهم إلا برفقٍ وأدبٍ ولين، ليس في كلامه فظاظة ولا غلظة ولا شدِّة ولا كلام لا يليق، ولا أسلوبٍ مستهجن، فاعلم أن هذا المؤمن هو الذي مشى على خُلق الله، وعلى نهج حبيب الله ومصطفاه، وهو الذي يحبه مولاه جل في عُلاه.
🤲نسال الله عز وجلّ أن يودع الرحمة في قلوبنا، وأن يزيد الهدى والشفقة والعطف والحنان في أفئدتنا لبعضنا، وأن يخرج الغل والكيد والحقد من نفوس المسلمين أجمعين وأن يملأ بالمودة والمحبة كل قلوب المؤمنين
🤲🤲ثم الدعاء🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو
الدخول على موقع فضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد