حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم  Empty التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف Admin الأحد سبتمبر 04, 2022 7:25 pm

    التحذير من الغفلة والبغتة في القرآن الكريم
    خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
    *********************
    ♥الحمد لله رب العالمين اختار لنا الإسلام ديناً والقرآن كتاباً، وسيدنا محمداً نبيّاً ورسولا .. سبحانه سبحانه جعلنا على الشريعة السمحاء والملةّ الحنيفية البيضاء، وجعلها على الوسطية القرآنية، وعلى نسق الحضرة المحمدية ليكون الناس جميعاً عند الله عز وجلّ بالعدل والسويّة .
    💚وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعز من أطاعه واتبع هداه فيغنيه بفضله عمن سواه، ولا يُحوجه فى الدنيا والآخرة إلى ما عاداه .
    ✍وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أكرمه الله عز وجلّ برسالته، وأمره بتبليغ شريعته ووعد من أطاعه واتبع هُداه بدخول جنته، وتوّعد من عصاه وخالف هديه بالخلود فى دار شقوته ..
    🌹 اللهم صل وسلمّ وبارك على سيدنا محمد الناصح الأمين الذى ما ترك شيئاً يبلغنا الجنة إلا ما أوصانا به، وما ترك شيئاً يباعد بيننا وبين النار إلا وحذّرنا منه .. فصلىّ اللهم وسلمّ وبارك على عبدك الرؤف الرحيم والسيد السند العظيم سيدنا محمد إمامنا فى الدنيا، وشفيعنا أجمعين يوم الدين ..
    🪴أما بعد .. فيا أيها الأخوة المؤمنون :
    حكت الآيات التى استمعنا إليها قبل الصلاة عن موقفٍ يتعرّض له كثير من عباد الله المؤمنين، وبينت مغبّة هذا الموقف وكيف أن صاحبه يقع فى أمر هام لا يستطيع أن يزيد حُسنه فى صحيفة حسناته، ولا ان يقدم تنفعه بعد مماته، لأنه وصل فى هذه اللحظة إلى العمر الذى قدّره له الله فى حياته :
    🏵️﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ (المؤمنون:100) .
    بعض الناس عند لحظة الموت وعندما يعاين ــ وكلنا سنعاين عند لحظة الموت ما أعدّه الله لنا فى الدار الآخرة ويظهر أمامنا فى تلك اللحظة كل ما عملناه من خيرٍ او شرٍ :
    🌾﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ (ق:22) فيشهد كل هذه الأمور فيعاين ما عصى فيه من أمر الله، وما فرّط فيه مما يستطيع عمله فى طاعة الله، فيطلب من الله أن يزيد فى عمره وقتاً يستطيع أن يُعوّض فيه ما فاته، فيقول الله عزوجلّ :
    🥀﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ (الأعراف:34) لكل أجلٍ كتاب، ولكل نفسٍ أجل حدّده الكريم الوهاب، والأجل عندنا بالسنين والشهور والأيام، لكن الأجل يحسبه الله بالأنفاس التى تتردد فى صدر الإنسان وليس بالدقائق ولا بالساعات ولا بالشهور لأنها من صنع أيدينا، وإنما اجل المرء على حسب أنفاسه التى يتنفسها .. كم يتنفّس المرء فى اليوم والليلة ؟
    💮أخبر العلماء العاملين على ذلك فقالوا : إن المرء يتنفس فى اليوم والليلة أربعة وعشرين ألف نفس .. كل نفس له حساب .. فيما أنفقه ؟ هل فى طاعة الله ؟ أم فى غفلة أم فى لهوٍ ؟ ام فى معصية الله عزوجلّ ؟
    🍂فمن أطاع فله جزاؤه على حسب نيته وإخلاصه فى طاعته، ومن عصى فعليه وزره وعقابه على حسب جُرمه وقُبحه ونيته ومن بخل فله الحسرة يوم الدين، فيتحّسر على ما فاته من اوقات لم يستغلها فى طاعة الله .. ولا هو عمل فيها عملاً ينفعه يوم لقاء الله، فيقول كما قال الله :
    ﴿ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله ﴾ ( الزمر:56 ) حتى من سيدخل الجنة يتحسّر، .. نعم سيتحسّر .. على ماذا ؟ قال النبى صلى الله عليه وسلمّ :
    🌺( لا يندم أهل الجنة وهم فى الجنة، إلا على الساعة التى مرّت بهم فى غير طاعة الله عزوجلّ ) من الذى يسأل الله عزوجلّ الرجعة عند خروج النفس الأخير ؟ الذى عجز عن طاعة كانت مُيسّرة له وكان يسّهل عليه آدائها، ولكن نفسه غلبته وشهواته حطمّته واهواؤه أعمته فقصّر فى هذه الطاعة مع يُسرها .. مثل ماذا ؟
    قال سيدنا عبد الله بن عبّاس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية :
    🌻[ من مات ولم يحجّ وهو يستطيع إلى ذلك سبيلا سأل الله الرجعة عند الموت، ومن مات ولم يخرج زكاة مسألة سأل الله الرجعة عند الموت ] ورجلٌ أفاء الله عليه واعطاه أمولاً لا يستطيع أن يخرجها فى طريقه للحجّ وصحّته سايمة والطرق التى ستؤدّى بها المناسك واضحة ومستقيمة ولكنه يُسوّف ويردد : مازال فى العمر بقية عندما ازوّج الأولاد، عندما يستقرّوا .. ليس عليك زواج الأولاد، فقد بلغنا الشرع بتربيتهم ولكنه لم يبلغنا فرضاً علينا بزواجهم فإذا أعنتهم فهذا امرٌ من عندك يثيبك الله عليه .
    🌿لكن الحج دينٌ عليك متى توافرت فيك الشروط .. فماذا ستقول لربك إذا سألك يوماً لم لا تحجّ ؟ فإنى وفرّت لك الاستطاعة، وأنت سوّفت وأخّرت وامرُ الله لا يحتمل التسويف، ولا التأخير :
    🌺﴿ وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا .. ومن استطاع ولم يذهب ؟ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ (آل عمران:97) فأنت لحظة الموت ولم يحج فيطلب من الله أن يرّد إليه بعض انفاسه وبعض أيامه حتى يؤدّى دين الحج .. هذا الديْن إذا شكاه صاحب الدين للمحكمة وأصدرت حُكماً بالقبض عليه لأنه يسوّف فى اداء هذا الدين، وجاء أمر النيابة وذهبوا للتنفيذ، فيقول لهم :
    انتظروا حتى أؤدّى ما علىّ الآن ؟ أين كنت فى الأيام الماضية ؟
    ♥المؤمن الذى يُسوّف فى فريضة الحج مع الاستطاعة يندم ولا ينفعه الندم، أما الذى ليس معه الاستطاعة ينوى ويجدد النية كل عام ويصنع شيئاً لله يكون بمثابة عُذر له عند مولاه، فما المانع فى ان يدّخر كل شهر خمسة جنيهات ولا يقترب منهم مهما احتاج، فيكون هذا دليل على صدقه مع الله عز وجلّ لأنه فى أمر التكليف ويُهيئ نفسه لأداء هذه الفريضة مع الأيام وإن طالت الأيام سيأخذ هذا المبلغ للحج، وقد توافر بالتمام لأنه نوى الحج للملك العلام .
    🤎وعلى هذه النية وبسبب هذه النية لأنه يرغب فى الحج ولا يستطيع الحج يكتب له الله ثواب الحج كل عام مثل الذى ذهب إلى هناك وادّى المناسك تماماً بتمام .
    ولو أمكنته الفرصة لذهب إلى هناك والذى منعه عجزه عن الاستطاعة وهذا لا يسأل الرجعة يوم لقاء الله .
    ✔وكذلك الزكاة : ﴿ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (الأنعام:141) فما هو الإسراف هنا ؟ هو التأخير عن ميعاد الزكاة، وزكاة المال تخرج كل عام إذا بقى معى مبلغ يوازى ثمن خمسة وثمانين جراماً من الذهب وادخرتهم ومرّ عليهم عاماً هجرياً وليس ميلادياً، لأن الشريعة تنطبق على السنة الهجرية والتقويم القمرى، فإذا وضعتها فى رمضان، إذاّ لابد وأن أخرجها فى رمضان ولا أؤخرها إلى شوّال إذا وضعته فى البنك فى يناير أحسب الزكاة بالتقويم الهجرى الذى أسس الله عليه شريعته السديدة الواضحة، لأن السنة الهجرية أقلّ من السنة الميلادية بإحدى عشر يوماً .
    🌕فلا ولا أؤخر ولا أسوّف ولابد وان أدفع الزكاة قبل ميعادها بشهر، ربما تأتى المنيّة ولم أؤدى ما علىّ من الزكاة ولا أدرى هل أولادى سيبرّون وسيخرجون الزكاة أو سيشحّون، ولا يخرجون ما علىّ لأنها علىّ وليست عليهم، لأن المال كان فى عصمتىى فى ذلك الوقت .
    🪴فمهما يطلب المرء من الله الرجعة فلا يجيبه الله على ذلك، وكذلك الصلاة :
    ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ (النساء:103) .
    وجب الظهر فلا أؤخره للعصر فربما تصيبنى المنية قبل العصر ولا أؤدى صلاة الظهر، ويُحرر لى محضراً أننى مدين لله بصلاة الظهر ونحاسب يوم الدين على الصلاة جملةً واحدة، لكن كل فريضة لها جُنحة خاصّة بها فى محكمة الجُنح الإلهية، بل كل فريضة تركها قضيّة بذاتها تبحثها المحكمة الإلهية وتصدر على صاحبها ــ إن لم يكن له عُذرٌ شرعى ــ الحكم الإلهى وتتجمع الأحكام ويقضى الإنسان ما عليه للملك العلام فى مكان أعدّه الله لتاركى الصلاة كما وعدنا ربنا ..
    🌬️أين هو قسم تاركى الصلاة ؟ ..
    ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) ﴾ ( المدثر ) أنواع كثيرة كل نوع له عقابه مثل : القارعة ــ سقر .. ــ وله حكمه الذى يصدره الله عزوجلّ .. كل جريمة لها حكمها وكل صلاة بمفردها قضية بذاتها .
    ☘كان رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلمّ يمشى فى سفر ووجب الظهر وليس معهم ماء الوضوء، فتيمم صلى الله عليه وسلمّ، وكان معه قومٌ يأمرهم بالبحث عن الماء، فقالوا : يا رسول الله بيننا وبين الماء كيلوا واحداً، فانتظر حتى نصل إليه، فقال صلى الله عليه وسلمّ :
    💖( وما يدرينى لعلىّ لا أبلغه ) يؤذّن الظهر فيقول المرء : عندما أرجع إلى المنزل، ويرجع ويتناول طعام الغذاء ويشرب الشاى ويجد نفسه يسمع أذان العصر بذلك ضيّع الظهر، ماذا سيقول لله، وماذا أعدّ من جواب يقوله لله فى يوم الحساب ؟ فقد قال الله عز وجلّ :
    ✍﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لله قَانِتِينَ ﴾ (البقرة:238) فالصلاة كلما أخرّها عن وقتها يطلب الرجعة يوم لقاء الله ولا ينفعه ذلك لأن الله يقول له :
    💐﴿ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ (المؤمنون:100) قال صلى الله عليه وسلمّ : ( التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ) او كما قال : أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ..
    الخطبة الثانية :
    🍄الحمد لله رب العالمين أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله ..
    وأشهد ان لا إله إلا الله يُحب عباده التوابين وعباده المخلصين وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله الصادق الوعد الأمين ..
    🌳اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمّ واعطنا الخير وادفع عنا الشرّ ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا رب العالمين .. اما بعد فيا أيها الأخوة المؤمنون :
    🍂بقى مثال واحد لمن يطلب الرجعة عند الموت وإن كانت الأمثلة فى هذا لا حد لها ولا عدّ، والمثال الباقى مثال تأخير التوبة لمن ارتكب ذنباً أو مخالفة ولم يتب إلى الله منها، فإن المسلم لا يؤجل التوبة أبداً بل يسارع فور ارتكاب الذنب إلى التوبة لله عز وجلّ، وليس منا من لم يرتكب الذنوب فكل بنى آدم خطاء ولكن العبد المشفق على نفسه الناصح لأمره الصادق مع ربه هو كما قال صلى الله عليه وسلمّ :
    🌻( .. وخير الخطائين التوابون ) الذى يتوب فوراً .. إياك ان ترتكب معصية فتؤجّل التوبة أو كما
    🌲يقول البعض أرتكب غيرها وغيرها ثم اتوب توبة واحدة، ربما يأخذك الله أخذ عزيز مقتدر ولم تتب منها كلها .. فماذا تفعل ؟
    🌿يقول بعض المستهترين : أرتكب بعض المعاصى وفى النهاية ــ وديّتها حِجّة ــ أى أمحُ هذه المعاصى بحجّة، فتغسل ما مضى ؟ ومن يضمن لك ذلك ؟
    🍂حتى إذا توفّر لك مال الحج وحججت إلى بيت الله، هل ضمنت من الله القبول ؟ هل ضمنت أن يقول لك الله : لبيك وسعديك ؟ أو تقول لك الملائكة :
    لا لبيك ولا سعديك وحجك هذا مردود عليك ؟ والله عز وجلّ شرَط القبول بشرطٍ صعب وهو :
    🪴﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ (المائدة:27) وكذلك قبول الصلاة والصيام والحج .
    🌱فالمسلم لا يؤجّل التوبة، فربما لا تدرك العصر فتموت وعليك وزرٌ وخاصّة إذا كان هذا الذنب كبيرة من الكبائر، فمن مات على كبيرة لا يأمن أن يُختم له بغير دين الإسلام، فمما يستوجبه سوء الخاتمة هو أن يموت المرء على كبيرة من الكبائر، ويُصّر عليها ولم يتب منها .
    🌹فمن مات وهو مُصّر على الزنا او شُرب الخمر أو عقوق الوالدين أو التعامل بالربا أو السرقة .. او إلى غير ذلك، مات على غير لا إله إلا الله، لأن هذه كبائر يقول فيها الله :
    "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا " (النساء:31) فالمؤمن لا يُصرّ على كبيرة من هذه الكبائر حتى إذا جاء أجله لا يطلب من الله التأخير لأنه مستعد للقاء الله ....... ثم الدعاء
    **************************
    وللمزيد من الخطب الدخول على الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:09 pm