الرئيسية
. . أول خصائص النبي صلى الله عليه وسلم في عالم الأولية قبل خلق الأجسام، وقبل نزول آدم، لأن آدم لم يكن خُلق قبل، وإلى هذا الإشارة بقول الله فى (11الأعراف):-
« وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ »
خلقناكم جميعاً ثم صورناكم جميعاً، فالخلق والتصوير كان قبل خلق آدم، وأول الكائنات التي خلقها الله عز وجل هو سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم :-
{ كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } - مسند الشاميين الطبراني عن أبى هريرة .
ويستحيل عقلاً وعُرفاً وشرعاً أن يكون أول النبيين في الخلقة الجسمانية بل هو آخرهم، لكنه أولهم في الحقيقة النورانية الروحانية التي أوجدها رب البرية .
ولمّا ارتاب البعض في هذا الأمر أجاب الله وقال في كتاب الله عز وجل :-
« قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) الزخرف »
من أول العابدين؟
::: إياك أن تقول الملائكة المقربين ؛ لأن أول العابدين قبل الملائكة، وقبل الجن، وقبل الأنبياء، وقبل الكل، فمن أول العابدين؟ النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام من هذا؟ كلام الله، أفي الله شكٌ؟! حاشا لله ، فكلام الله صدق:
« .. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا » - (122النساء).
️فالنبي أول العابدين، واصطفاه الله بعبادة خاصة مخصوصة دون كل العالمين، فكان بمفرده يعبد ربه وهو روحٌ نورانية.
لم يشاركه في هذه العبادة أحدٌ، فقد كان يطوف حول العرش يُسبِّح ويمجِّد ويحمِّد الواحد الأحد، ولم يكن هناك كائنٌ على الإطلاق، وهي العبادة التي خصَّه الله بها في البداية، ولم يشاركه فيها أحد، خصوصية لرسول الله .
يُروى أن سيدنا رسول الله قال لجبريل :-
{ يَا جِبْرِيلُ كَمْ عَمَّرْتَ مِنَ السِنِين؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَسْتُ أَعلَمُ، غَيْرَ أَنَّ فِي الحِجَابِ الرَّابِعِ نَجْمَاً يَطْلُعُ فِي كُلِّ سَبْعِينَ ألْفَ سَنَةٍ، وَرَأَيْتُهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّة، فَقَال النَّبِي : وَعِزَّةُ رَبِّي أَنَا ذَلِكَ الكَوْكَبُ } - رواه ابن الجوزي فى مولد العروس عن أبى هريرة .
وهذه لها الإشارة في الآية القرآنية:-
« اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ - [ سورة النور: 35]
.. وهي شجرة التوحيد للحميد المجيد ، وهي منزهةٌ عن الشرق والغرب، لأن الله لا تحُدُّه الجهات، ولا تُحيط به الأماكن، ولا يُوصل إليه بالمسافات ؛ لأنه تعالى في عُلوُّه عن جميع الجهات والمسافات والكيانات، أحدٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فكان صلى الله عليه وسلم يطوف حول العرش وحده منفرداً بعبادة خاصة لربه ، وإياك أن تسأل نفسك - لأن هذا السؤال من النفس – عن كيفية هذه العبادة وشأنها ؛ لأن هذا شأن خاص خصَّه به الله ، لا ينبغي لأحد سواه أن يعرفه :-
« فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ(10النجم) »
🤫فكان سرٌّ من سرّ، لا يُذاع ولا يُشاع لأنه بين الله وحبيبه صلوات ربي وتسليماته عليه.
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
« وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ » خلقناكم جميعاً ثم صورناكم جميعاً، فالخلق والتصوير كان قبل خلق آدم، وأول الكائنات التي خلقها الله عز وجل هو سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم ، قال صلى الله عليه وسلم :- { كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } - مسند الشاميين الطبراني عن أبى هريرة .ويستحيل عقلاً وعُرفاً وشرعاً أن يكون أول النبيين في الخلقة الجسمانية بل هو آخرهم، لكنه أولهم في الحقيقة النورانية الروحانية التي أوجدها رب البرية .ولمّا ارتاب البعض في هذا الأمر أجاب الله وقال في كتاب الله عز وجل :-« قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) الزخرف »من أول العابدين؟::: إياك أن تقول الملائكة المقربين ؛ لأن أول العابدين قبل الملائكة، وقبل الجن، وقبل الأنبياء، وقبل الكل، فمن أول العابدين؟ النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام من هذا؟ كلام الله، أفي الله شكٌ؟! حاشا لله ، فكلام الله صدق:« .. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا » - (122النساء).️فالنبي أول العابدين، واصطفاه الله بعبادة خاصة مخصوصة دون كل العالمين، فكان بمفرده يعبد ربه وهو روحٌ نورانية.لم يشاركه في هذه العبادة أحدٌ، فقد كان يطوف حول العرش يُسبِّح ويمجِّد ويحمِّد الواحد الأحد، ولم يكن هناك كائنٌ على الإطلاق، وهي العبادة التي خصَّه الله بها في البداية، ولم يشاركه فيها أحد، خصوصية لرسول الله . يُروى أن سيدنا رسول الله قال لجبريل :- { يَا جِبْرِيلُ كَمْ عَمَّرْتَ مِنَ السِنِين؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله لَسْتُ أَعلَمُ، غَيْرَ أَنَّ فِي الحِجَابِ الرَّابِعِ نَجْمَاً يَطْلُعُ فِي كُلِّ سَبْعِينَ ألْفَ سَنَةٍ، وَرَأَيْتُهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّة، فَقَال النَّبِي : وَعِزَّةُ رَبِّي أَنَا ذَلِكَ الكَوْكَبُ } - رواه ابن الجوزي فى مولد العروس عن أبى هريرة .وهذه لها الإشارة في الآية القرآنية:-« اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ - [ سورة النور: 35]
.. وهي شجرة التوحيد للحميد المجيد ، وهي منزهةٌ عن الشرق والغرب، لأن الله لا تحُدُّه الجهات، ولا تُحيط به الأماكن، ولا يُوصل إليه بالمسافات ؛ لأنه تعالى في عُلوُّه عن جميع الجهات والمسافات والكيانات، أحدٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. فكان صلى الله عليه وسلم يطوف حول العرش وحده منفرداً بعبادة خاصة لربه ، وإياك أن تسأل نفسك - لأن هذا السؤال من النفس – عن كيفية هذه العبادة وشأنها ؛ لأن هذا شأن خاص خصَّه به الله ، لا ينبغي لأحد سواه أن يعرفه :-« فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ(10النجم) »🤫فكان سرٌّ من سرّ، لا يُذاع ولا يُشاع لأنه بين الله وحبيبه صلوات ربي وتسليماته عليه.
من كتاب خصائص النبي الخاتم لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد 