خصائص النبي صلي الله عليه وسلم في الدار الآخرة
{الشفاعة العظمى}
تكون شفاعته صلي الله عليه وسلم العُظمى لأهل الموقف أجمعين في بدء الحساب:
وهي للكلِّ، فكلُّ من كان حاضراً في الموقف من الكافرين والمشركين والنبيين وأممهم، كلهم سيُنجِّيهم الله من هذه المضايق بالشفاعة العُظمى لرسول الله صلي الله عليه وسلم للنجاة من أهوال الموقف لماذا ذكر لنا سيدنا رسول الله ذلك؟
حتى لا نتوه مع من يتوه، ونذهب لهذا، ونبحث عن ذاك، ..
فنحن نعرف السرَّ، وحتى نطمئن أن إمامنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا هو الذي سيُنقذنا وسيُنقذ العوالم كلها من هذه الغُمة الكبرى بالشفاعة العُظمى في بدء الحساب.
ورسول الله صلي الله عليه وسلم له غير هذه الشفاعة؛ شفاعاتٌ لا تُعدُّ ولا تُحدُّ، لكننا سنذكر أهمها:
فرسول الله سيشفع في أقوام تعرضوا للحساب ليُخفف الله سبحانه وتعالي عنهم الحساب، وعلى سبيل المثال قال صلي الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَضَى لأَخِيهِ حَاجَةً كُنْتُ وَاقِفًا عِنْدَ مِيزَانِهِ، فَإِنْ رَجَحَ وَإِلا شَفَعْتُ لَهُ }(1)
هذه شفاعة في تخفيف الحساب، فهناك أُناس يحاسبون حساباً يسيراً، وأُناس يحاسبون حساباً عسيراً، فيشفع لنا ليكون من كان حسابه عسيراً يصبح يسيراً.
وشفاعته صلي الله عليه وسلم في أقوام أخذوا من الجبار تعالى أحكاماً بأن يدخلوا جهنم نتيجة أعمالهم، ويقضون مُدَداً في جهنم، فيشفع لهم ليُخفف عنهم مُدَدهم، ويستجلب من الله العفو لهم، قال صلي الله عليه وسلم:
{ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ }(2)
ثم يقول:
{ مَا زِلْتُ أَشْفَعُ إِلَى رَبِّي عز وجل وَيُشَفِّعُنِي وَأَشْفَعُ وَيُشَفِّعُنِي حَتَّى أَقُولَ: أَيْ رَبِّ شَفِّعْنِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَلا لأَحَدٍ، هَذِهِ لِي، وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَرَحْمَتِي لا أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَدًا يَقُولُ لا إله إلا الله }(3)
فيُخرج الله أقواماً قد قُضي عليهم بعذاب في جهنم، بشفاعته صلوات ربي وتسليماته عليه.
ويشفع لأقوام في دخول الجنة، ونحن نعلم أنه قال للأمَّة كلها من بدئها إلى ختامها:
{ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّه؟
قَالَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ }(4)
ولكن سندخل بشفاعة الحبيب صلي الله عليه وسلم ،وبعد دخول الجنة يود أقوامٌ في الجنة أن ترتفع درجاتهم، وأن يجمعهم الله على أحبابهم الذين كانوا معهم في الدنيا، فتأتي الشفاعة الخامسة لرسول الله صلي الله عليه وسلم في رفعة أقوام درجات في الجنة لم ينالوها بأعمالهم، ولكن بشفاعة النبي صلوات ربي وتسليماته عليه لهم.
شفاعات كثيرة ... حتى أنه صلي الله عليه وسلم يطلب من الله تعالى أن يجعل بعض المؤمنين يشفع في بعض:
فيُعطي الله عز وجل أناساً من الأمة الشفاعة يشفعون لغيرهم، منهم الشهداء، ومنهم حفظة القرآن، وكذلك الملائكة، ومنهم العلماء، ومنهم الصالحون وغيرهم، كل هؤلاء يشفعون بإذنٍ، لأن الشفاعة لا تنبغي إلا لمن أذن له الرحمن ورضي له قولاً.
ومن الذي يأتيه بهذا الإذن؟
الحبيب صلي الله عليه وسلم يأتيه بإذن الشفاعة، ليشفع في قومٍ آخرين، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم:
{ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقُولُ فِي الْجَنَّةِ مَا فَعَلَ صَدِيقِي فُلانٌ؟ وَصَدِيقُهُ فِي الْجَحِيمِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا لَهُ صَدِيقَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ مَنْ بَقِيَ: " فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ " }
قَالَ الْحَسَنُ: اسْتَكْثِرُوا مِنَ الأَصْدِقَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ لَهُمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ(5)
(1)حلية الأولياء لأبي نعيم عن ابن عمر رضي الله عنهما
(2)البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه
(3)صحيح ابن خزيمة والسنة لابن أبي عاصم عن أنس بن مالك رضي الله عنه
(4)مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
(5)معالم التنزيل تفسير البغوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
خصائص النبي صلي الله عليه وسلم في الدار الآخرة
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
{الشفاعة العظمى}
تكون شفاعته صلي الله عليه وسلم العُظمى لأهل الموقف أجمعين في بدء الحساب:
وهي للكلِّ، فكلُّ من كان حاضراً في الموقف من الكافرين والمشركين والنبيين وأممهم، كلهم سيُنجِّيهم الله من هذه المضايق بالشفاعة العُظمى لرسول الله صلي الله عليه وسلم للنجاة من أهوال الموقف لماذا ذكر لنا سيدنا رسول الله ذلك؟
حتى لا نتوه مع من يتوه، ونذهب لهذا، ونبحث عن ذاك، ..
فنحن نعرف السرَّ، وحتى نطمئن أن إمامنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا هو الذي سيُنقذنا وسيُنقذ العوالم كلها من هذه الغُمة الكبرى بالشفاعة العُظمى في بدء الحساب.
ورسول الله صلي الله عليه وسلم له غير هذه الشفاعة؛ شفاعاتٌ لا تُعدُّ ولا تُحدُّ، لكننا سنذكر أهمها:
فرسول الله سيشفع في أقوام تعرضوا للحساب ليُخفف الله سبحانه وتعالي عنهم الحساب، وعلى سبيل المثال قال صلي الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَضَى لأَخِيهِ حَاجَةً كُنْتُ وَاقِفًا عِنْدَ مِيزَانِهِ، فَإِنْ رَجَحَ وَإِلا شَفَعْتُ لَهُ }(1)
هذه شفاعة في تخفيف الحساب، فهناك أُناس يحاسبون حساباً يسيراً، وأُناس يحاسبون حساباً عسيراً، فيشفع لنا ليكون من كان حسابه عسيراً يصبح يسيراً.
وشفاعته صلي الله عليه وسلم في أقوام أخذوا من الجبار تعالى أحكاماً بأن يدخلوا جهنم نتيجة أعمالهم، ويقضون مُدَداً في جهنم، فيشفع لهم ليُخفف عنهم مُدَدهم، ويستجلب من الله العفو لهم، قال صلي الله عليه وسلم:
{ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ }(2)
ثم يقول:
{ مَا زِلْتُ أَشْفَعُ إِلَى رَبِّي عز وجل وَيُشَفِّعُنِي وَأَشْفَعُ وَيُشَفِّعُنِي حَتَّى أَقُولَ: أَيْ رَبِّ شَفِّعْنِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَلا لأَحَدٍ، هَذِهِ لِي، وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَرَحْمَتِي لا أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَدًا يَقُولُ لا إله إلا الله }(3)
فيُخرج الله أقواماً قد قُضي عليهم بعذاب في جهنم، بشفاعته صلوات ربي وتسليماته عليه.
ويشفع لأقوام في دخول الجنة، ونحن نعلم أنه قال للأمَّة كلها من بدئها إلى ختامها:
{ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّه؟
قَالَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ }(4)
ولكن سندخل بشفاعة الحبيب صلي الله عليه وسلم ،وبعد دخول الجنة يود أقوامٌ في الجنة أن ترتفع درجاتهم، وأن يجمعهم الله على أحبابهم الذين كانوا معهم في الدنيا، فتأتي الشفاعة الخامسة لرسول الله صلي الله عليه وسلم في رفعة أقوام درجات في الجنة لم ينالوها بأعمالهم، ولكن بشفاعة النبي صلوات ربي وتسليماته عليه لهم.
شفاعات كثيرة ... حتى أنه صلي الله عليه وسلم يطلب من الله تعالى أن يجعل بعض المؤمنين يشفع في بعض:
فيُعطي الله عز وجل أناساً من الأمة الشفاعة يشفعون لغيرهم، منهم الشهداء، ومنهم حفظة القرآن، وكذلك الملائكة، ومنهم العلماء، ومنهم الصالحون وغيرهم، كل هؤلاء يشفعون بإذنٍ، لأن الشفاعة لا تنبغي إلا لمن أذن له الرحمن ورضي له قولاً.
ومن الذي يأتيه بهذا الإذن؟
الحبيب صلي الله عليه وسلم يأتيه بإذن الشفاعة، ليشفع في قومٍ آخرين، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم:
{ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقُولُ فِي الْجَنَّةِ مَا فَعَلَ صَدِيقِي فُلانٌ؟ وَصَدِيقُهُ فِي الْجَحِيمِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا لَهُ صَدِيقَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ مَنْ بَقِيَ: " فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ " }
قَالَ الْحَسَنُ: اسْتَكْثِرُوا مِنَ الأَصْدِقَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ لَهُمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ(5)
(1)حلية الأولياء لأبي نعيم عن ابن عمر رضي الله عنهما
(2)البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه
(3)صحيح ابن خزيمة والسنة لابن أبي عاصم عن أنس بن مالك رضي الله عنه
(4)مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
(5)معالم التنزيل تفسير البغوي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
خصائص النبي صلي الله عليه وسلم في الدار الآخرة
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد