خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الخُلُقية
الحمد لله الذي منَّ علينا بحبيبه ومصطفاه، وجعله أسوة طيبة نرقى في مراقيه حتى نصل إلى مراتب القُرب من حضرة الله، والدُنوِّ من مقام قاب قوسين أو أدنى، في قربه ودنوه من مولاه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جعله الله عزّ وجل أُسوة طيبة في كل حقائقه الظاهرة والباطنة، وآله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، واجعلنا منهم أجمعين .. آمين آمين يا رب العالمين.
ما زلنا نتواصل في وصف خصائص حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلمنا في اللقاء السابق في حضرته وخصائصة الظاهرية الجسمانية، التي تراها العين الحسية، وقد خصَّه الله تعالى فيها بخصائص ذاتية أشرنا إليها إشارات خفيفة لأن البيان في هذا المقام لا ينفع فيه التطوال، فهو فوق العقل وفوق الخيال.
التشبّه الأكمل بالنبي صلى الله عليه وسلم
واليوم نتحدث عن خصائصه المعنوية، أو خصائصه الخُلُقية، وخصائصة المعنوية هي الميدان الذي يتبارى فيه العارفون، ويتسابق فيه المقربون، وينالون به ما يبغون من القُرب من حضرة الله، ومن حقيقة التشبُّه بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الله عزّ وجل عندما وصفه وأثنى عليه لم يُثن عليه بالعبادات، مع أنه أول العابدين، ولم يدانيه أحدٌ في الأولين ولا الآخرين ولا النبيين ولا المرسلين ولا حتى الملائكة المقربين في طاعته وعبادته لرب العالمين: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ )(81الزخرف).
ومع ذلك لم يمدحه الله عزّ وجل بهذه العبادات مع أنه بلغ فيها الغاية، حتى لا يظنُّ البعض ممن ليس لهم في الكرم الإلهي الأعلى نصيب، أن الغاية في استباق الطاعات والعبادات. والطاعات والعبادات أبوابٌ للعُلوِّ في الجنات، يكون له بها قصور ويكون له بها حور، ويكون له بها نعيمٌ مقيم في جنات النعيم، فهذه غاية الطاعات والعبادات.
لكن المقربون لا يطلبون الجنة لذاتها ولكن يطلبون الجنة لأنها الموضع الذي يتجلى فيه لهم الحق سبحانه وتعالى، فيشاهدونه بجمالاته وكمالاته.
وتلك أُمنيتهم، وهذه بُغيتهم، وليس لهم بُغية غيرها، فالذي يُوصِّل إلى ذلك هو التشبه بالحبيب صلى الله عليه وسلم فيما أثنى عليه به مولاه، حيث يقول:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4القلم)
و (لَعَلَى) يعني أعلى من الخُلق العظيم، ولم يقُل من الخلق العظيم، ولكنك أعلى من الخُلق العظيم، وفي قراءة قرآنية: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقِ عَظِيمٍ ) (خُلقِ) مضاف، و (عظيم) مُضاف إليه، يعني أنت على أخلاق العظيم والعظيم هو حضرة الله عزّ وجل.
--------------------------------------------------------------------------
كتاب (خصائص النبي الخاتم)
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
الحمد لله الذي منَّ علينا بحبيبه ومصطفاه، وجعله أسوة طيبة نرقى في مراقيه حتى نصل إلى مراتب القُرب من حضرة الله، والدُنوِّ من مقام قاب قوسين أو أدنى، في قربه ودنوه من مولاه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جعله الله عزّ وجل أُسوة طيبة في كل حقائقه الظاهرة والباطنة، وآله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، واجعلنا منهم أجمعين .. آمين آمين يا رب العالمين.
ما زلنا نتواصل في وصف خصائص حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلمنا في اللقاء السابق في حضرته وخصائصة الظاهرية الجسمانية، التي تراها العين الحسية، وقد خصَّه الله تعالى فيها بخصائص ذاتية أشرنا إليها إشارات خفيفة لأن البيان في هذا المقام لا ينفع فيه التطوال، فهو فوق العقل وفوق الخيال.
التشبّه الأكمل بالنبي صلى الله عليه وسلم
واليوم نتحدث عن خصائصه المعنوية، أو خصائصه الخُلُقية، وخصائصة المعنوية هي الميدان الذي يتبارى فيه العارفون، ويتسابق فيه المقربون، وينالون به ما يبغون من القُرب من حضرة الله، ومن حقيقة التشبُّه بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الله عزّ وجل عندما وصفه وأثنى عليه لم يُثن عليه بالعبادات، مع أنه أول العابدين، ولم يدانيه أحدٌ في الأولين ولا الآخرين ولا النبيين ولا المرسلين ولا حتى الملائكة المقربين في طاعته وعبادته لرب العالمين: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ )(81الزخرف).
ومع ذلك لم يمدحه الله عزّ وجل بهذه العبادات مع أنه بلغ فيها الغاية، حتى لا يظنُّ البعض ممن ليس لهم في الكرم الإلهي الأعلى نصيب، أن الغاية في استباق الطاعات والعبادات. والطاعات والعبادات أبوابٌ للعُلوِّ في الجنات، يكون له بها قصور ويكون له بها حور، ويكون له بها نعيمٌ مقيم في جنات النعيم، فهذه غاية الطاعات والعبادات.
لكن المقربون لا يطلبون الجنة لذاتها ولكن يطلبون الجنة لأنها الموضع الذي يتجلى فيه لهم الحق سبحانه وتعالى، فيشاهدونه بجمالاته وكمالاته.
وتلك أُمنيتهم، وهذه بُغيتهم، وليس لهم بُغية غيرها، فالذي يُوصِّل إلى ذلك هو التشبه بالحبيب صلى الله عليه وسلم فيما أثنى عليه به مولاه، حيث يقول:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4القلم)
و (لَعَلَى) يعني أعلى من الخُلق العظيم، ولم يقُل من الخلق العظيم، ولكنك أعلى من الخُلق العظيم، وفي قراءة قرآنية: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقِ عَظِيمٍ ) (خُلقِ) مضاف، و (عظيم) مُضاف إليه، يعني أنت على أخلاق العظيم والعظيم هو حضرة الله عزّ وجل.
--------------------------------------------------------------------------
كتاب (خصائص النبي الخاتم)
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد