هو الذي تم معناه وصورته
من كان يصف رسول الله صل الله عليه وسلم كما ورد في كتب الصحاح نفر قليل من الصحابة المباركين، ونحن نعلم أن صحابة النبي عندما ارتقى إلى الرفيق الأعلى مائة وأربعة وعشرون ألف صحابي،
لم يستطع أن ينعته أو يصفه منهم إلا حوالي خمسة عشر صحابي فقط، والباقي لم يقو على ذلك، ولم يستطع ذلك !!! حتى قال الإمام القرطبي رضي الله عنه في كتاب الصلاة:
"لم يُظهر الله عزوجل لنا تمام حُسن حبيبه ومصطفاه صل الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صل الله عليه وسلم"
فقد خلقه الله تعالى على أتم الصور الإلهية من قبل القبل إلى نهاية النهايات، حتى قال الإمام البوصيري رضي الله عنه:
فهو الذي تم معناه وصورته **** ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ *** فلم يدانوه في علم ولا كرم
وسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وقف يخاطبه فقال:
وأجمل منك لم تر قط عيني *** وأكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرءاً من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء
وقال صاحب المواهب: "اعلم أن من تمام الإيمان به صل الله عليه وسلم الإيمان بأن الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا يظهر بعده خلق آدمي مثله"
فإذا كان الله عزوجل قال لنا وفينا أجمعين: ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )(3) (التغابن)
فإن أكمل صورة كمَّلها الله وجمَّلها الله وصوَّرها الله وسوَّاها الله من البدء إلى نهاية النهايات هي صورة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم ،
وأُقرِّب لكم الحقيقة، سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام يقول فيه النبي صل الله عليه وسلم :{ أُعْطِيَ يُوسُفُ شَطْرَ الْحُسَنِ }
أما النبي صل الله عليه وسلم فقد أُعطي الحُسن كله، فالذي أُعطي شطر الحسن عندما هامت به امرأة العزيز، وعلمت أن نساء الوجهاء يتحدثن عنها ويخضن في عرضها جمعتهن في بيتها، وأحضرت لكل واحدة منهن طبقاً ووضعت فيه تفاحاً وسكيناً تُقطع بها التفاح وتأكله، وبعد أن وزعت عليهن الأطباق والسكاكين والتفاح وبدأن يُقطعن أذنت ليوسف أن يدخل عليهن، اسمع لوصف الله لهذا المشهد العجيب الغريب:
( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) (يوسف).
إذا كان النسوة لما رأين جمال يوسف قطعن أيديهن ولم يشعرن، وسال الدم منهن ولم يلاحظن ذلك، ويوسف أُعطي شطر الحسن، فما بالك بصاحب الحُسن كله وهو سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم؟!!.
وربما يسأل سائل: ولِمَ لَم يحدث ذلك لمن رأى رسول الله صل الله عليه وسلم؟ فنقول: كان يوسف ظاهراً بالجمال الصرف، ولذلك حدث ماحدث للنسوة اللاتي رأينه،
أما رسول الله صل الله عليه وسلم فكان جماله مشوب بجلال، ولذلك قيل في وصفه: "من رآه بديهة هابه" فكانت شدة هيبته تمنع الناظر إليه من التثبت في رؤيته.
لم يستطع أن يصفه إلا قلة قليلة، بعضهم وصف شذرات من حلية حضرته، والذي وصف هيئته كلها ثلاثة نفر، الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم معبد التي نزل الرسول صل الله عليه وسلم في خيمتها عند هجرته عندما وصفته لزوجها، وهند ابن أبي هالة ابن السيدة خديجة رضي الله عنها.
♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
من كان يصف رسول الله صل الله عليه وسلم كما ورد في كتب الصحاح نفر قليل من الصحابة المباركين، ونحن نعلم أن صحابة النبي عندما ارتقى إلى الرفيق الأعلى مائة وأربعة وعشرون ألف صحابي،
لم يستطع أن ينعته أو يصفه منهم إلا حوالي خمسة عشر صحابي فقط، والباقي لم يقو على ذلك، ولم يستطع ذلك !!! حتى قال الإمام القرطبي رضي الله عنه في كتاب الصلاة:
"لم يُظهر الله عزوجل لنا تمام حُسن حبيبه ومصطفاه صل الله عليه وسلم لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صل الله عليه وسلم"
فقد خلقه الله تعالى على أتم الصور الإلهية من قبل القبل إلى نهاية النهايات، حتى قال الإمام البوصيري رضي الله عنه:
فهو الذي تم معناه وصورته **** ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ *** فلم يدانوه في علم ولا كرم
وسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وقف يخاطبه فقال:
وأجمل منك لم تر قط عيني *** وأكمل منك لم تلد النساء
خُلقت مبرءاً من كل عيب *** كأنك قد خُلقت كما تشاء
وقال صاحب المواهب: "اعلم أن من تمام الإيمان به صل الله عليه وسلم الإيمان بأن الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا يظهر بعده خلق آدمي مثله"
فإذا كان الله عزوجل قال لنا وفينا أجمعين: ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )(3) (التغابن)
فإن أكمل صورة كمَّلها الله وجمَّلها الله وصوَّرها الله وسوَّاها الله من البدء إلى نهاية النهايات هي صورة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم ،
وأُقرِّب لكم الحقيقة، سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام يقول فيه النبي صل الله عليه وسلم :{ أُعْطِيَ يُوسُفُ شَطْرَ الْحُسَنِ }
أما النبي صل الله عليه وسلم فقد أُعطي الحُسن كله، فالذي أُعطي شطر الحسن عندما هامت به امرأة العزيز، وعلمت أن نساء الوجهاء يتحدثن عنها ويخضن في عرضها جمعتهن في بيتها، وأحضرت لكل واحدة منهن طبقاً ووضعت فيه تفاحاً وسكيناً تُقطع بها التفاح وتأكله، وبعد أن وزعت عليهن الأطباق والسكاكين والتفاح وبدأن يُقطعن أذنت ليوسف أن يدخل عليهن، اسمع لوصف الله لهذا المشهد العجيب الغريب:
( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) (يوسف).
إذا كان النسوة لما رأين جمال يوسف قطعن أيديهن ولم يشعرن، وسال الدم منهن ولم يلاحظن ذلك، ويوسف أُعطي شطر الحسن، فما بالك بصاحب الحُسن كله وهو سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم؟!!.
وربما يسأل سائل: ولِمَ لَم يحدث ذلك لمن رأى رسول الله صل الله عليه وسلم؟ فنقول: كان يوسف ظاهراً بالجمال الصرف، ولذلك حدث ماحدث للنسوة اللاتي رأينه،
أما رسول الله صل الله عليه وسلم فكان جماله مشوب بجلال، ولذلك قيل في وصفه: "من رآه بديهة هابه" فكانت شدة هيبته تمنع الناظر إليه من التثبت في رؤيته.
لم يستطع أن يصفه إلا قلة قليلة، بعضهم وصف شذرات من حلية حضرته، والذي وصف هيئته كلها ثلاثة نفر، الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم معبد التي نزل الرسول صل الله عليه وسلم في خيمتها عند هجرته عندما وصفته لزوجها، وهند ابن أبي هالة ابن السيدة خديجة رضي الله عنها.
♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد