التابوت
===============
السؤال: ما الذي كان يوجد في التابوت الذي ذكره الله في كتابه العزيز في قوله: (وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٤٨ )(البقرة) وما سر هذ التابوت؟
هذا التابوت كانوا إذا وضعوه أمامهم ينتصروا على أعدائهم، وماذا كان فيه؟
كان فيه بقية من آثار سيدنا موسى، كان فيه عصا سيدنا موسى، والنعل الذي قال له الله فيه:
(فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى ١٢ )(طه)
لما قست قلوبهم وابتعدوا عن الله وتركوا منهج الله وسنة أنبياؤه فيهم رُفع هذا التابوت، إلى أن أراد الله لهم النصر وأرسل إليهم طالوت ملكًا.
وهذا التابوت كان عند العمالقة سكان فلسطين في ذلك الزمان، وكانوا قومًا غلاظًا وطوال الأجسام، وفيهم قوة لا تقاوم، كانوا هم الذين أخذوا التابوت عندهم، ولما أخذ العماليق الصندوق عندهم أخذت البلاءات تتوالى عليهم من غير حساب، وكلما ظنوا أن البلاء يرتفع يجدوه يزيد،
فقالوا: يبدو أن هذا التابوت كان نقمة علينا، فوضعوه على عربة وأتوا بثورين اثنين يجرا العربة وساقوهما نحو قوم موسى، فذهبوا بالتابوت، فلما رأوا التابوت فقالوا: الحمد لله سيكون معنا نصر الله ، وفعلًا كان نصر الله تعالى بعد ذلك معهم.
وهذا يبين لك أن الأشياء التي فيها آثار الأنبياء ماذا تصنع بالأعداء؟!
والصانع هو الله عز وجل لكن جعل الله عزوجل لكل شيء سببا.
وهذا أيضًا حدث مع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فسيدنا خالد بن الوليد سماه النبي صلي الله عليه وسلم سيف الله المسلول، ففي معركة مع الروم اسمها معركة اليرموك بالقرب من دمشق فقد القلنسوة يعني العمامة، فأخذ يحارب كالمجنون ليجدها،
فقالوا له: لِمَ تلقي بنفسك في التهُلكة؟ قال:
{ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَابْتَدَرَ النَّاسُ جَوَانِبَ شَعْرِهِ، فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى نَاصِيَتِهِ فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالًا وَهِيَ مَعِي إِلَّا رُزِقْتُ النَّصْرَ }[1]
وسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أخذ شعرة واحدة، وظل محتفظًا بهذه الشعرة، وأوصاهم عند موته وقال لهم: ضعوها على عيني بعد أن تغسلوني وتكفنوني.
فآثار الأنبياء كما قال الله: (فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةٗ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ ) (96طه) فأي قبضة من أثر الرسول يكون فيها أسرار نورانية وأحوال علية لا يتفهمُها ولا يعيها إلا الأرواح التقية النقية.
===========================
[1] الحاكم في المستدرك وسير أعلام النبلاء
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله
===============
السؤال: ما الذي كان يوجد في التابوت الذي ذكره الله في كتابه العزيز في قوله: (وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٞ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٤٨ )(البقرة) وما سر هذ التابوت؟
هذا التابوت كانوا إذا وضعوه أمامهم ينتصروا على أعدائهم، وماذا كان فيه؟
كان فيه بقية من آثار سيدنا موسى، كان فيه عصا سيدنا موسى، والنعل الذي قال له الله فيه:
(فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى ١٢ )(طه)
لما قست قلوبهم وابتعدوا عن الله وتركوا منهج الله وسنة أنبياؤه فيهم رُفع هذا التابوت، إلى أن أراد الله لهم النصر وأرسل إليهم طالوت ملكًا.
وهذا التابوت كان عند العمالقة سكان فلسطين في ذلك الزمان، وكانوا قومًا غلاظًا وطوال الأجسام، وفيهم قوة لا تقاوم، كانوا هم الذين أخذوا التابوت عندهم، ولما أخذ العماليق الصندوق عندهم أخذت البلاءات تتوالى عليهم من غير حساب، وكلما ظنوا أن البلاء يرتفع يجدوه يزيد،
فقالوا: يبدو أن هذا التابوت كان نقمة علينا، فوضعوه على عربة وأتوا بثورين اثنين يجرا العربة وساقوهما نحو قوم موسى، فذهبوا بالتابوت، فلما رأوا التابوت فقالوا: الحمد لله سيكون معنا نصر الله ، وفعلًا كان نصر الله تعالى بعد ذلك معهم.
وهذا يبين لك أن الأشياء التي فيها آثار الأنبياء ماذا تصنع بالأعداء؟!
والصانع هو الله عز وجل لكن جعل الله عزوجل لكل شيء سببا.
وهذا أيضًا حدث مع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فسيدنا خالد بن الوليد سماه النبي صلي الله عليه وسلم سيف الله المسلول، ففي معركة مع الروم اسمها معركة اليرموك بالقرب من دمشق فقد القلنسوة يعني العمامة، فأخذ يحارب كالمجنون ليجدها،
فقالوا له: لِمَ تلقي بنفسك في التهُلكة؟ قال:
{ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَابْتَدَرَ النَّاسُ جَوَانِبَ شَعْرِهِ، فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى نَاصِيَتِهِ فَجَعَلْتُهَا فِي هَذِهِ الْقَلَنْسُوَةِ، فَلَمْ أَشْهَدْ قِتَالًا وَهِيَ مَعِي إِلَّا رُزِقْتُ النَّصْرَ }[1]
وسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أخذ شعرة واحدة، وظل محتفظًا بهذه الشعرة، وأوصاهم عند موته وقال لهم: ضعوها على عيني بعد أن تغسلوني وتكفنوني.
فآثار الأنبياء كما قال الله: (فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةٗ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ ) (96طه) فأي قبضة من أثر الرسول يكون فيها أسرار نورانية وأحوال علية لا يتفهمُها ولا يعيها إلا الأرواح التقية النقية.
===========================
[1] الحاكم في المستدرك وسير أعلام النبلاء
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله