بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالاصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالابْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (38) (النور).
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ (36النور).
البيوت في التفسير العام هي المساجد، ولأهل الخصوصية هي القلوب:
(إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).
فالقلب هو محل نظر الله، أذن الله أن تُرفع عن الأغيار عن كل غيرٍ لله، فهنا الذكر الحقيقي، متى يكون الإنسان ذاكراً حقاً لله؟ إذا كان في ذكره ناسياً لكل ما سواه، ولذلك يقول الله:
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ (24الكهف).
الجماعة العوام يقولون: عندما تنسى قُل يا رب، أو قُل: لا إله إلا الله، لا
أذكر ربك إذا نسيت سواه قل بقلبٍ في الذكر يا ألله
وهذا هو الذكر الحقيقي، لكن ذكر اللسان حسنات، والحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء، وذكر القلب قربات ودرجات، ومنازل عاليات فلا أحد من الصالحين أخذ درجة الولاية العُظمى وفاز بمنازل التقريب إلا بعد ذكر القلب، فلابد من ذكر القلب.
وذكر القلب: فالقلب إذا ذكر لا يغفُل لحظةً عن حضرة المذكور، فتتكلم والقلب شغال في الذكر والتسبيح، ونائم تأخذ الوراثة: تنام عيني وقلبي شغال في الذكر، وتأكل والقلب شغال في الذكر، لا يغفُل عن ذكر الله لحظةً ولا أقل.
فهذا الذكر الذي ينيل الإنسان مكانة القرب هو ذكر القلب.
لكن أذكر الأوراد وأذكر هذا مائة مرة وهذا ألف مرة وهذا خمسة آلاف مرة، ماشي عِدَّ حسنات، وهات لك كمبيوتر وسجل فيه هذه الأذكار وعدها، ولكن إذا تيقنت من قبولها، فلن تأخذ حسنة إلا من تقبله الله:
﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ (27المائدة).
لكن ما الذكر الذي ربنا يريده؟
الذي لا يطلع عليه أحدٌ سواه، لا أحد يرى اللسان وهو يتحرك ولا أحد يرى الجسم وهو يتمايل، ذكر بينك وبين الله فهذا هو الذكر الذي فيه الترقية يا أحباب.
نمرن أنفسنا على ذكر القلب، وذكر القلب نبدأه بأن يعمل الإنسان لنفسه فترة كل ليلة ربع ساعة أو ثلث ساعة يجلس على وضوء ويتجه للقبلة، ويقرأ الفاتحة لحضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم وأولياء الله الصالحين، وشيوخه في طريق الله.
ثم يوقف اللسان خالص ويذكر الله بالقلب ويكون في مكان خاص ليس معه أحد ولا يسمع أصوات تلفزيون ولا يسمع غيره، ويذكر كما نذكر أيضاً حتى لا يتوه فيذكر مرة بالمد الطويل، وثلاث مرات بالمد القصير، يا الله بالمد الطويل، يا الله يا الله يا الله بالمد القصير، يا الله بالمد الطويل، يا الله يا الله يا الله بالمد القصير ، يا الله يا الله يا الله يا الله ولكن بالقلب.
ويستحضر صورة شيخه أمامه حتى يمنع واردات الحس عن قلبه، وهنا يتمتع بتذوق طعم الإيمان حلاوة الإيمان، وطعم الإيمان من الذي يذوقه؟ اللسان أم القلب؟ القلب هو الذي يذوق حلاة الإيمان.
فيشعر بنشوة ويشعر بشوقٍ شديد، ويشعر بأشياء لا نستطيع وصفها، وإنما: ﴿ذق تعرف﴿ يعني إمشي في الطريق وأنت تعرف.
أذكر يوم ويوم، لا إسترح من الآن، لأنهم قالوا لنا: [المحب لا يعتذر]، فلا أعذار لأنك تريد الله، أو تريد ما عند الله بما خصَّ به أولياء الله، والصالحين من عباد الله:
(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).
[لراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري].
فيبدأ يذكر الله كل يوم ربع ساعة أو ثلث ساعة، وإذا استطعم يزيد شوية، وإذا إستطعم يزيد شوية، فبعد شوية يجد نفسه إذا نام يستيقظ من النوم يجد القلب شغال، لأن القلب قد إشتغل خلاص، فيأكل والقلب شغال، يتكلم مع هذا ومع هذا والقلب شغال، فيدخل على الفور في قول السيدة رابعة العدوية:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجســـــم مني للخليل مؤانسٌ وحبيب قلبي في الفؤاد أنيســــــي
فيكون ربه معه ويدخل في قول الله:
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴿ (4الحديد).
ويبدأ يرتقي في مقامات القرب من الله. فهذه يا إخوانا {البداية لأهل العناية}، وهي ذكر القلب.
عندي مشاغل كثيرة ولا أستطيع أن أنتهي من هذه المشاغل، طيب خليك حتى تأكلك المشاغل، وتموت وأنت في مشاغلك، لأن المشاغل لن تنتهي في الدنيا.
فإذا أخذت ربع ساعة كل يوم في هذا الذكر فهل يجهدك هذا؟ فربنا لا يريد شيئاً لا ذكرك ولا طاعتك، وأنت الذي في حاجة إليه:
تريد بأن ترى حسني وترقى بلا حربٍ شديدٍ لا يكون
فمن رام الوصول إلى جنابي أصفيه وفي هذا فتــــــــــــــون
أنت تريد القرب من الله، فلابد أن تمشي على منهج الصالحين، وهذا منهج الصالحين.
كان سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه يقول للجماعة الذين يذكرون باللسان ويستكثرون منه ويقول بعضهم: أنا ذكرت عشرة آلاف مرة، ويذكر هذه العشرة آلاف وهو تائه في الدنيا الدنية، لأنه يذكر باللسان، والعقل والقلب سارحين هنا وهنا وهنا، فما الفائدة؟
نحن نريدك أن تتجمع:
قد كانت لي أهـــــــــــــــــواءٌ مفرقةٌ فاستجمعت مُذ رأتك العين أهوائي
تركت للناس دنيــــاهم ودينهم شغلاً بذاتك يا ديني ودنيــــــــــــــــــــــائي
وهنا وهنا يعني الذين يعبدهم، فمنهم من دينه المال، ومنهم من دينه الزوجة، كما يقول الحديث.
فلابد للإنسان أن يبدأ البداية وهي بداية أهل العناية، فإذا وُفق يفرح بأنه مراد الله وسيواليه مولاه، إذا لم يُوفق فيفتش في نفسه: في ماذا أنا قصرت لأنني غير موفق في هذا الأمر؟ ولا يعود لجهله ويقول: الشيخ السبب والشيخ الذي يحجبني والشيخ هو الذي يمنعني، ولماذا يمنعك الشيخ؟ فربنا قال في الشيخ الأعظم صلى الله عليه وسلَّم:
﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾ (24التكوير).
حتى الغيب لا يبخل به، ومستعد يعطيه لكم ويوزعه عليكم، ولكن بشرط أن تستحقوه، يعني تكون عملت عمل تستحق عليه أن تحصل على هذا الغيب.
وتكون في نفس الوقت قد تحققت بصفة الأمانة لا ترى بهذا الغيب عيباً في الغير، تتحسَّس وتتبصَّص على عيوب الناس، فلا ينفع هذا في طريق الله تبارك وتعالى.
هذه يا إخوانا في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالذكر والاستحضار، وأنوار النبي المختار.
من هؤلاء الذين بلغوا مبلغ الرجال؟ يعني أصبحوا رجال؟ ولذلك:
﴿ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ (37النور).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتجلى على قلوبنا بذكره، وأن يجعلنا من أهل وده وأنسه وقربه، وأن يأخذ بأيدينا كما يراه لنا في الدنيا والآخرة، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وأن يجعلنا دائماً وأبداً المكتوبين في ديوان أهل عنايته، والمسجلين في أهل سابقة الحُسنى من المقربين.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالاصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالابْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (38) (النور).
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ (36النور).
البيوت في التفسير العام هي المساجد، ولأهل الخصوصية هي القلوب:
(إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم).
فالقلب هو محل نظر الله، أذن الله أن تُرفع عن الأغيار عن كل غيرٍ لله، فهنا الذكر الحقيقي، متى يكون الإنسان ذاكراً حقاً لله؟ إذا كان في ذكره ناسياً لكل ما سواه، ولذلك يقول الله:
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ (24الكهف).
الجماعة العوام يقولون: عندما تنسى قُل يا رب، أو قُل: لا إله إلا الله، لا
أذكر ربك إذا نسيت سواه قل بقلبٍ في الذكر يا ألله
وهذا هو الذكر الحقيقي، لكن ذكر اللسان حسنات، والحسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء، وذكر القلب قربات ودرجات، ومنازل عاليات فلا أحد من الصالحين أخذ درجة الولاية العُظمى وفاز بمنازل التقريب إلا بعد ذكر القلب، فلابد من ذكر القلب.
وذكر القلب: فالقلب إذا ذكر لا يغفُل لحظةً عن حضرة المذكور، فتتكلم والقلب شغال في الذكر والتسبيح، ونائم تأخذ الوراثة: تنام عيني وقلبي شغال في الذكر، وتأكل والقلب شغال في الذكر، لا يغفُل عن ذكر الله لحظةً ولا أقل.
فهذا الذكر الذي ينيل الإنسان مكانة القرب هو ذكر القلب.
لكن أذكر الأوراد وأذكر هذا مائة مرة وهذا ألف مرة وهذا خمسة آلاف مرة، ماشي عِدَّ حسنات، وهات لك كمبيوتر وسجل فيه هذه الأذكار وعدها، ولكن إذا تيقنت من قبولها، فلن تأخذ حسنة إلا من تقبله الله:
﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ (27المائدة).
لكن ما الذكر الذي ربنا يريده؟
الذي لا يطلع عليه أحدٌ سواه، لا أحد يرى اللسان وهو يتحرك ولا أحد يرى الجسم وهو يتمايل، ذكر بينك وبين الله فهذا هو الذكر الذي فيه الترقية يا أحباب.
نمرن أنفسنا على ذكر القلب، وذكر القلب نبدأه بأن يعمل الإنسان لنفسه فترة كل ليلة ربع ساعة أو ثلث ساعة يجلس على وضوء ويتجه للقبلة، ويقرأ الفاتحة لحضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم وأولياء الله الصالحين، وشيوخه في طريق الله.
ثم يوقف اللسان خالص ويذكر الله بالقلب ويكون في مكان خاص ليس معه أحد ولا يسمع أصوات تلفزيون ولا يسمع غيره، ويذكر كما نذكر أيضاً حتى لا يتوه فيذكر مرة بالمد الطويل، وثلاث مرات بالمد القصير، يا الله بالمد الطويل، يا الله يا الله يا الله بالمد القصير، يا الله بالمد الطويل، يا الله يا الله يا الله بالمد القصير ، يا الله يا الله يا الله يا الله ولكن بالقلب.
ويستحضر صورة شيخه أمامه حتى يمنع واردات الحس عن قلبه، وهنا يتمتع بتذوق طعم الإيمان حلاوة الإيمان، وطعم الإيمان من الذي يذوقه؟ اللسان أم القلب؟ القلب هو الذي يذوق حلاة الإيمان.
فيشعر بنشوة ويشعر بشوقٍ شديد، ويشعر بأشياء لا نستطيع وصفها، وإنما: ﴿ذق تعرف﴿ يعني إمشي في الطريق وأنت تعرف.
أذكر يوم ويوم، لا إسترح من الآن، لأنهم قالوا لنا: [المحب لا يعتذر]، فلا أعذار لأنك تريد الله، أو تريد ما عند الله بما خصَّ به أولياء الله، والصالحين من عباد الله:
(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).
[لراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري].
فيبدأ يذكر الله كل يوم ربع ساعة أو ثلث ساعة، وإذا استطعم يزيد شوية، وإذا إستطعم يزيد شوية، فبعد شوية يجد نفسه إذا نام يستيقظ من النوم يجد القلب شغال، لأن القلب قد إشتغل خلاص، فيأكل والقلب شغال، يتكلم مع هذا ومع هذا والقلب شغال، فيدخل على الفور في قول السيدة رابعة العدوية:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجســـــم مني للخليل مؤانسٌ وحبيب قلبي في الفؤاد أنيســــــي
فيكون ربه معه ويدخل في قول الله:
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴿ (4الحديد).
ويبدأ يرتقي في مقامات القرب من الله. فهذه يا إخوانا {البداية لأهل العناية}، وهي ذكر القلب.
عندي مشاغل كثيرة ولا أستطيع أن أنتهي من هذه المشاغل، طيب خليك حتى تأكلك المشاغل، وتموت وأنت في مشاغلك، لأن المشاغل لن تنتهي في الدنيا.
فإذا أخذت ربع ساعة كل يوم في هذا الذكر فهل يجهدك هذا؟ فربنا لا يريد شيئاً لا ذكرك ولا طاعتك، وأنت الذي في حاجة إليه:
تريد بأن ترى حسني وترقى بلا حربٍ شديدٍ لا يكون
فمن رام الوصول إلى جنابي أصفيه وفي هذا فتــــــــــــــون
أنت تريد القرب من الله، فلابد أن تمشي على منهج الصالحين، وهذا منهج الصالحين.
كان سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه يقول للجماعة الذين يذكرون باللسان ويستكثرون منه ويقول بعضهم: أنا ذكرت عشرة آلاف مرة، ويذكر هذه العشرة آلاف وهو تائه في الدنيا الدنية، لأنه يذكر باللسان، والعقل والقلب سارحين هنا وهنا وهنا، فما الفائدة؟
نحن نريدك أن تتجمع:
قد كانت لي أهـــــــــــــــــواءٌ مفرقةٌ فاستجمعت مُذ رأتك العين أهوائي
تركت للناس دنيــــاهم ودينهم شغلاً بذاتك يا ديني ودنيــــــــــــــــــــــائي
وهنا وهنا يعني الذين يعبدهم، فمنهم من دينه المال، ومنهم من دينه الزوجة، كما يقول الحديث.
فلابد للإنسان أن يبدأ البداية وهي بداية أهل العناية، فإذا وُفق يفرح بأنه مراد الله وسيواليه مولاه، إذا لم يُوفق فيفتش في نفسه: في ماذا أنا قصرت لأنني غير موفق في هذا الأمر؟ ولا يعود لجهله ويقول: الشيخ السبب والشيخ الذي يحجبني والشيخ هو الذي يمنعني، ولماذا يمنعك الشيخ؟ فربنا قال في الشيخ الأعظم صلى الله عليه وسلَّم:
﴿ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾ (24التكوير).
حتى الغيب لا يبخل به، ومستعد يعطيه لكم ويوزعه عليكم، ولكن بشرط أن تستحقوه، يعني تكون عملت عمل تستحق عليه أن تحصل على هذا الغيب.
وتكون في نفس الوقت قد تحققت بصفة الأمانة لا ترى بهذا الغيب عيباً في الغير، تتحسَّس وتتبصَّص على عيوب الناس، فلا ينفع هذا في طريق الله تبارك وتعالى.
هذه يا إخوانا في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالذكر والاستحضار، وأنوار النبي المختار.
من هؤلاء الذين بلغوا مبلغ الرجال؟ يعني أصبحوا رجال؟ ولذلك:
﴿ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ (37النور).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتجلى على قلوبنا بذكره، وأن يجعلنا من أهل وده وأنسه وقربه، وأن يأخذ بأيدينا كما يراه لنا في الدنيا والآخرة، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وأن يجعلنا دائماً وأبداً المكتوبين في ديوان أهل عنايته، والمسجلين في أهل سابقة الحُسنى من المقربين.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم