للمطالعة أو التجميل أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأ
مفدمة الكتاب
الحمد لله واهب العطاء والنوال، ومفيض النور والعناية للكمل من الرجال والصلاة والسلام علي تاج البها العالي، وسر الإصطفا الغالي سيدنا محمد كنز الهدي والنور المتلالي وآله وصحبه ومحبيه وحزبه وكل من اتبع نهجه إلي يوم الدين آمين وبعد
فإن للعارفين سياحات كثيرة منها: السياحة الكونية وتكون في عالم الكون لتهذيب النفس ورياضتها، أو التفكر في آثار قدرة الله، والتعرف علي بعض مظاهر نعم الله علي خلقه، وقد تكون للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله.
وقد تكون لنشر العلم النافع، وإكساب واكتساب الحال الرافع، وأحياناً تكون السياحة لعمل من أعمال البر والخير كالتعرف علي الصالحين وإصلاح أحوال المسلمين، والتخفيف عن البؤساء والمساكين، وصلة ذوي الأرحام، وحل مشاكل المسلمين وغيرها من أعمال الخير التي حببها الله عزوجل لعباده الصالحين.
ومنها السياحة الملكوتية وقد تكون مناماً بالرؤيا الصالحة وقد تكون يقظةً إذاً كشف الله الحجب عن القلب فيستضئ بنور الله عزوجل فيتحقق بقول الرجل الصالح:
قلوب العارفين لها عيون
تري ما لا يراه الناظرون
وأجنحة تطير بغير ريش
إلي ملكوت رب العالمينا
فيشاهد الصالح بقلبه عوالم الملكوت الأعلى وما فيها من أرواح الملائكة، ونعموت المقربين وغيرها من خبايا الملكوت إرثاً للخليل حين قال له الجليل:
"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَالْمُوقِنِينَ[الأنعام]
فصاحب هذه المشاهد يكون من الموقنين، ولا يصل إلى هذا الحال إلا بعد أن يهب الله له من عنده علوم اليقين .. فيحققه بقوله عزَّ شأنه فى سورة التكاثر:
{ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ(6) } التكاثر
وفي هؤلاء الرجال يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
إن الرجال كنـوز ليس يدريهــا
إلا مـراد تحلي مـن معانيهــا
في الأرض أجسامهم والعرش مقعدهم
قلوبهــم صفت والله هاديهــا
همو الشموس لشرع المصطفي وهمـو
سفينة الوصل باسم الله مجريهــا
وهناك سياحة بالروح في عوالم القدس الأعلى ... حيث تشهد الروح في صفوها بفضل ربها عوالم سدرة المنتهي ... وعوالم العرش ... وعوالم اللوح ... وعوالم القلم ... وغيرها من العوالم القدسية.
أما سياحة نفخة القدس ففي شميم من مشاهد (دنا فتدلى )8[النجم]
وهكذا فلكل حقيقة سياحاتها، ولكل سياحة مشاهدها وعلومها وأسرارها، وتفصيل ذلك يقول فيه العارف الرباني الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
يا مريداً شهود ما قد شهدنا
فاخلع النعل واستمع لمقالي
هذا وقد تفضل الله عزوجل علينا – مع أننا لسنا أهلاً لذلك – ببعض السياحات الكونية لزيارة إخواننا في الله تعالى في شتي البلاد .. وتفقد أحوالهم .. وإشاعة المحبة والمودة فيما بينهم .. ونشر العلوم الشرعية والوهبية التي يقتضيها الوقت والمقام لهم .. وإيقاظ الغافلين .. وإعلاء عزيمة القاصدين .. وتوجيه السالكين .. وإرشاد المربين؛ وكل ذلك طلباً لمرضاة الله عزوجل أولاً، ومتابعة الحبيب صل الله عليه وسلم ثانياً، وقياماً بالواجب علينا نحو إخواننا والمسلمين أجمعين ثالثاً.
وقد طلب مني بعض الإخوة الصادقين نشر رحلة متكاملة تكون نموذجاً يحتذى لهم، وقد قيض الله عزوجل إخوان صدق لنا سجلوا الرحلة التي قمنا بها إلي محافظتي أسوان وقنا ومدينة الأقصر في الفترة من الأربعاء 23/1/2008م إلي الجمعة 1/2/2008م؛ فاستخرنا الله تعالي - بعد مراجعتها وتهذيبها- في نشرها، ولا نبغي من وراء ذلك إلا رضاء الله عزوجل والنفع العام لإخواننا المسلمين، وقد آثرنا فى تجهيزها للنشر؛ أن نتركها كما هي بحسب ترتيب أيام السياحة .... فما تراه أخي القارئ أمامك؛ هو جملة من المعارف العلمية التي أفاضها الله عزوجل علينا أثناء زيارتنا لإخواننا في هذه الأماكن بحسب التنزلات الوقتية .. والأرزاق الإلهية ... ووسعة قلوب السامعين.
وفقنا الله عزوجل بمنه وفضله لما يحبه ويرضاه في كل وقت وحين
وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مساء الخميس 6 من شعبان 1429 هـ
7 من أغسطس 2008م