نقدم لكم اليوم الكتاب الذى ينتظره طلاب القرب وعشاق المعرفة والتواقين إلى الرقي
كتاب :كيف يحبك الله
للتحميل أو المطالعة مجانا أضغط:
يشتاق أهل الإيمان ، ويتوق أهل الإحسان ، ويتلهف أهل الإيقان إلى القرب من حضرة الله ، يحدوهم الأمل ، ويسوقهم الطمع أن ينالوا بفضله ومنّه نظرة من جمال بهاه ، أو أن يمنَّ عليهم بوصله ، ويكشف لهم عن جمال سناه ، أو يُحلَّ عليهم رضوانه الأعظم ، فينالوا به قربه ورضاه.....
ولما رأى الحق عزَّ شأنه أشواق المحبين ، ولهفة المشتاقين ، وحنين الأوابين ، فتح الباب لأوليائه ، وكاشفهم بمضنون خزائن عطائه ، وواجههم بسرّ ديمومته وبقائه ، فلما كاشفهم به طاشوا ، فواجههم بمضنون سـرِّه ؛ فبه عاشـوا ، وعن وصف هذه
الأحوال يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
والعارف الفرد محبوبٌ لخالقه فات المقامات تحقيقاً و تمكينا
في كل نفس له نور يواجهه من حضرة الحق ترويحاً و تيقينا
يمشي علىالأرض فى ذل ومسكنة هام الملائك شوقاً فيه و حنيناً
معناه غيب و مبناه مشاهدة والفرد معنى وليس الفرد تكويناً
لا يعرف الفرد إلا ذو مواجهة صفا فصوفي فأحيا النهج والدينا
فلما رأينا ...حيرة المريدين في المنهج السديد الذي يسلكونه لينالوا محبة الله ورضاه ، قرَّرنا لهم هذه الحقيقة ، بحسب ما ورد في أصول الشريعة ، وما لاح لأهل القرب في أنوار الحقيقة.
وغاية ما في الأمر :
أن السالك لكي ينال محبَّة الله ؛ يلزمه :
أن ينشغل باله بالكلِّية بمولاه عزوجل .
ويتحرى الصدق في متابعته لحبيب ومصطفاه صل الله عليه وسلم.
والإخلاص في توجهه ونواياه في كل عمل يعمله لحضرة الله.
وأن يسوق نفسه بالعلم الرشيد ، والعزم الأكيد ، والصبر المديد ، حتى تلحظه عناية الحميد المجيد ؛ فيتحقق بقوله سبحانه :أو ألقى السمع وهو شهيد ) )
(الآية (37) ق
وقد بنينا هذا الكتاب على :
توضيح الصفات والأخلاق ، التى مَنْ تجمّل بها أحبَّه الله .
وكذلك الأعمال والأفعال التى من قام بها نال محبَّـــة الله .
هذا بالإضافة إلى السنن والنوافل التى داوم عليها حبيب الله ومصطفاه ،
وكان عليها الصالحون من عبـــاد الله ، والتى إذا واظب عليها العبد ...... فإنها تستجلب له محبَّة الله .
وقد تناولنا هذه الموضوعات في جلسات روحانية ، كانت عامرة بأهل الصفاء والنقاء ، وقد ركَّزنا فيها على :
توضيح الآيات التي اخبر الرحمن أنه يحبُّ أهلها والمتجملين بنعوتها ، كقوله سبحانه وتعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ البقرة
وكذا الأحاديث التى تبين الأحوال التى يطلبها الله عزَّ وجلَّ من خلقه لينالوا رضاه ، كقوله عزَّ شأنه في حديثه القدسي :
{ مَنْ عَادَى لِـي وَلِـيًّا فقدْ بَارَزَنِـي بالـحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَـيَّ عَبْدِي بشىءٍ أَحَبَّ إلـيَّ مِـمَّا افْتَرَضْتُ علـيهِ ، ومَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَـيَّ بالنوافلِ حَتَّـى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، ويَدَهُ الَّتِـي يَبْطُشُ بِهَا ، ورِجْلَهُ الَّتِـي يَـمْشِي بِهَا ، وَلَئِنْ سَأَلَنِـي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِـي لأُعِيذَنَّهُ ، وما تَرَدَّدْتُ عن شىءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نفسِ الـمؤمنِ ، يكرهُ الـموتَ وأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ }.
و أسأل أن ينفع بها من حضرها ، أو قرأها ، أو سمعها .
ربنا آتنا ما وعدتنا …..، وهب لنا ما قدَّرته لنا من الفتح والتقريب ……
إنك لا تخلف الميعاد .