مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة السابعة عشر : استكمال الإشارات الربانية حول الآيات في غزوة بدر وأحد << 123 من سورة آل عمران >>
يقول الحق عز وجل :- <<وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) >>
ما علامة صحة الجهاد؟
-------------------------> أن يرى الإنسان نفسه مقصراً،
متى يكون العبد محسناً؟
------------------------> قيل: إذا رأى نفسه مسيئاً،
ومتى يكون العبد مسيئاً؟
------------------------> قيل: إذا رأى نفسه محسناً.
وهذه التي تحتاج إلى الجهاد الأعظم، لأن كثير من الأحباب يرى بداخل نفسه أنه شيئاً كبيراً،
وقد نزيد له هذا الأمر في بعض الأحيان ؛ لأنه لا يريد أن يخرج منه، فنكبره ونعظمه ونكرمه، فيزيد ؛ لأنه يرى دائماً أن آراءه سديدة وصحيحة ، لذلك نأخذ رأيه حتى يحس ويترك رأيه ، ويُسلَّم لأصحاب الله !!!
فالذي يزيد في هذا الأمر ويرى نفسه أنه شيء، فهو ليس معه شيء، لكن الذي معه شيء هو الذي لم يجعل لنفسه شيء، فيُغطيه الله عز وجل .
الداخل على حضرة الله، ويريد أن يحصل على ما يتمناه فعليه بأضداد الصفات حتى ينال مناه، فالله عزيز ويريد مني أن أكون ذلي بين يديه، والله عليم ويريد مني أن أكون جهول، والله غني ويريد مني أن أكون فقير، فأدخل على الله بأضداد الصفات، والذي جمعها الذل :-
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ >>
ينصركم الله إذا لاح في قلوبكم بدر التمام بعد أن تحققتم بأوصاف العبودية للملك العلام سبحانه وتعالى،
ولذلك يقول أحدهم أريد أن أرى رسول الله، لكن أنت ترى نفسك، فكيف ترى رسول الله؟!!
أنت ترى نفسك ولك كيان، ولك هيئة، ولك مقام، ولك قدر، ولك جاه، فكيف تراه؟!!.
.. هو يتعطف على الفقراء والمساكين والمحرومين أمثالي، يقول فيهم الإمام أبو العزائم :
قد أكرم الله أهل العجز علَّمهم
أسرار توحيده بالحال والقال
خلِّ الملامة فإن الله مقتدر
يعطي الولاية للساري وللقال
الذين يتحلوا بالعجز فإن رسول الله يجبر خاطرهم، فيكشف لهم عن ذاته النورانية، ويواليهم بعطاءاته الإلهية، لأنهم فقراء :-
<< يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ >> - فاطر 15
لكن الذي يرى نفسه شيء فماذا يحتاج؟!
أنت ترى نفسك وتريد من الناس أن يتبعوك، ويلتفوا حولك، ويعظموك، ويكرموك، فماذا تحتاج؟!!،
لكن الذي يريد العطاءات عليه أن يتجمل بملابس العبودية.
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ >>
.. بدر التجليات، وبدر الإشراقات، بهذا البدر، ولكن الشرط مجملين بجمال العبودية.
ولذلك الإمام أبو العزائم عندما عرَّف نفسه قال:-
(محمد ماضي الخوف قوامه، والذل حليته، والرهبة باطنه، والرغبة ظاهره، والحيرة رداؤه، والصبر أنيسه، والرضا رفيقه، والتقوى زاده،
والثقة كنزه، والفكر طريقه، والتسليم مذهبه، والتواضع رفعته،
والفقه منهجه، والصدق ضالته، والإخلاص مراده، والسيد صلى الله عليه وسلم مقصوده، والله سبحانه معبوده، والشكر ذكره، والدعاء عمله،
وما يقرب إلى النار عدوه، وما يقرب إلى الجنة أليفه، وبر الوالدين سروره، وصلة الرحم حبوره، وإدخال السرور على عباد الله وصوله، والرحمة بخلق الله حظوته، والقرآن الكريم خلوته، والحضور بقلبه مع الحق جلوته، يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبه وبلغه مراده،
وهكذا فليكن كل ماض أو من يحب ماضياً)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة السابعة عشر : استكمال الإشارات الربانية حول الآيات في غزوة بدر وأحد << 123 من سورة آل عمران >>
يقول الحق عز وجل :- <<وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) >>
ما علامة صحة الجهاد؟
-------------------------> أن يرى الإنسان نفسه مقصراً،
متى يكون العبد محسناً؟
------------------------> قيل: إذا رأى نفسه مسيئاً،
ومتى يكون العبد مسيئاً؟
------------------------> قيل: إذا رأى نفسه محسناً.
وهذه التي تحتاج إلى الجهاد الأعظم، لأن كثير من الأحباب يرى بداخل نفسه أنه شيئاً كبيراً،
وقد نزيد له هذا الأمر في بعض الأحيان ؛ لأنه لا يريد أن يخرج منه، فنكبره ونعظمه ونكرمه، فيزيد ؛ لأنه يرى دائماً أن آراءه سديدة وصحيحة ، لذلك نأخذ رأيه حتى يحس ويترك رأيه ، ويُسلَّم لأصحاب الله !!!
فالذي يزيد في هذا الأمر ويرى نفسه أنه شيء، فهو ليس معه شيء، لكن الذي معه شيء هو الذي لم يجعل لنفسه شيء، فيُغطيه الله عز وجل .
الداخل على حضرة الله، ويريد أن يحصل على ما يتمناه فعليه بأضداد الصفات حتى ينال مناه، فالله عزيز ويريد مني أن أكون ذلي بين يديه، والله عليم ويريد مني أن أكون جهول، والله غني ويريد مني أن أكون فقير، فأدخل على الله بأضداد الصفات، والذي جمعها الذل :-
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ >>
ينصركم الله إذا لاح في قلوبكم بدر التمام بعد أن تحققتم بأوصاف العبودية للملك العلام سبحانه وتعالى،
ولذلك يقول أحدهم أريد أن أرى رسول الله، لكن أنت ترى نفسك، فكيف ترى رسول الله؟!!
أنت ترى نفسك ولك كيان، ولك هيئة، ولك مقام، ولك قدر، ولك جاه، فكيف تراه؟!!.
.. هو يتعطف على الفقراء والمساكين والمحرومين أمثالي، يقول فيهم الإمام أبو العزائم :
قد أكرم الله أهل العجز علَّمهم
أسرار توحيده بالحال والقال
خلِّ الملامة فإن الله مقتدر
يعطي الولاية للساري وللقال
الذين يتحلوا بالعجز فإن رسول الله يجبر خاطرهم، فيكشف لهم عن ذاته النورانية، ويواليهم بعطاءاته الإلهية، لأنهم فقراء :-
<< يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ >> - فاطر 15
لكن الذي يرى نفسه شيء فماذا يحتاج؟!
أنت ترى نفسك وتريد من الناس أن يتبعوك، ويلتفوا حولك، ويعظموك، ويكرموك، فماذا تحتاج؟!!،
لكن الذي يريد العطاءات عليه أن يتجمل بملابس العبودية.
<< وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ >>
.. بدر التجليات، وبدر الإشراقات، بهذا البدر، ولكن الشرط مجملين بجمال العبودية.
ولذلك الإمام أبو العزائم عندما عرَّف نفسه قال:-
(محمد ماضي الخوف قوامه، والذل حليته، والرهبة باطنه، والرغبة ظاهره، والحيرة رداؤه، والصبر أنيسه، والرضا رفيقه، والتقوى زاده،
والثقة كنزه، والفكر طريقه، والتسليم مذهبه، والتواضع رفعته،
والفقه منهجه، والصدق ضالته، والإخلاص مراده، والسيد صلى الله عليه وسلم مقصوده، والله سبحانه معبوده، والشكر ذكره، والدعاء عمله،
وما يقرب إلى النار عدوه، وما يقرب إلى الجنة أليفه، وبر الوالدين سروره، وصلة الرحم حبوره، وإدخال السرور على عباد الله وصوله، والرحمة بخلق الله حظوته، والقرآن الكريم خلوته، والحضور بقلبه مع الحق جلوته، يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبه وبلغه مراده،
وهكذا فليكن كل ماض أو من يحب ماضياً)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم