مقتطفات من تفسير آيات كتاب الله
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة العشرون : الإشارات الربانية حول الآيات ( 7 ، من سورة الأنفال ج 2 :-
يقول الحق عز وجل :- << وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ( >>
.. لأن الله عز وجل هو الذي يرد عن حبيبه ومصطفاه يقول لهم :-
(( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ .. ))
لم يعدكم بالقافلة وإنما وعدكم بإحدى الطائفتين ليختبركم ويمتحنكم،
ترجون ما عند الله أو ترجون ما عند هؤلاء من متاعٍ داني وفاني، وهذا هو الإختبار !!
<< وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ .. >>
---------> والشوكة يعني التي فيها جهاد وهي تعبير عن الجهاد والحرب ،
.. أي : تريدون أن تنالوا المال والعتاد بغير جهاد.
<< وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ >>
.. أراد الله هذا الخروج ليُظهر الحق، ويُظهر الحق بإعجازٍ يتعجَّب منه الخلق ؛ لأن هؤلاء قومٌ خرجوا ليس للقتال، وكان عددهم قليل، ولم يكن معهم إلا فرسين، وسبعين جملاً يتعاقبون عليهم، كل ثلاثة يتعاقبون ركوب جمل، أحدهم يركب والباقي مشاة،
وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين فقالوا: يا رسول الله إنا نكفيك فاركب ونمشي، فقال :-
{ مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا } - مسند أحمد وابن حبان .
.. لكن الله يريد أمراً وهم يريدون أمراً، يريد أن يبين للخلق أجمعين ما قاله في هذه الآيات بعد حين :-
<< وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ >> - (10الأنفال)
::: لا بالكثرة ولا بالعدد ولا بالعُدة وإنما من الله ؛ لأن من أسمائه النصير، والنصير هو الذي لا تغلبه عُدَّة .
<< لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ>>
والمجرمون هنا إشارة إلى الكافرين ؛ لأن الكافرين عندما وصلهم ضمضم الغفاري وقال :-
" يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اللَّطِيمَةَ قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَالَلَّطِيمَةُ هِيَ التِّجَارَةُ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ تُدْرِكُوهَا"
فخرج أهل مكة وأخذتهم عزِّة الجاهلية، خرجوا بخيلهم ورجالهم وأسلحتهم ونساءٌ مغنياتٌ معهن الدفوف تنشد لهم وتحمسِّهم على ذلك، وخرجوا بما يزيد عن ألف رجل فرسانٌ مدججين بالسلاح،
ولكن الله عز وجل إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.
وصل النبي إلى ماء بدر، وبدر موضع بئر ماءٍ لرجلٍ كان يُسمَّى بدر، ووصل الكافرون قبلهم فاختاروا مكاناً صلباً يقفون عليه، وتركوا المكان الرخو الرمل لجيش النبي، وجعلوا الماء تحت سيطرتهم،
ولم يتركوا ماءاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مع العُدة ومع العتاد ومع الكثرة،
وهنا حصلت الآيات البينات من الله ، وأولها إجابة الدعاء، فقد وقف النبي وخاطب ربه وقال:-
{ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِني مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ } - صحيح مسلم والترمذي عن عمر .
يتبع بمشيئة الله الجزء الثالث
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الحلقة العشرون : الإشارات الربانية حول الآيات ( 7 ، من سورة الأنفال ج 2 :-
يقول الحق عز وجل :- << وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ( >>
.. لأن الله عز وجل هو الذي يرد عن حبيبه ومصطفاه يقول لهم :-
(( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ .. ))
لم يعدكم بالقافلة وإنما وعدكم بإحدى الطائفتين ليختبركم ويمتحنكم،
ترجون ما عند الله أو ترجون ما عند هؤلاء من متاعٍ داني وفاني، وهذا هو الإختبار !!
<< وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ .. >>
---------> والشوكة يعني التي فيها جهاد وهي تعبير عن الجهاد والحرب ،
.. أي : تريدون أن تنالوا المال والعتاد بغير جهاد.
<< وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ >>
.. أراد الله هذا الخروج ليُظهر الحق، ويُظهر الحق بإعجازٍ يتعجَّب منه الخلق ؛ لأن هؤلاء قومٌ خرجوا ليس للقتال، وكان عددهم قليل، ولم يكن معهم إلا فرسين، وسبعين جملاً يتعاقبون عليهم، كل ثلاثة يتعاقبون ركوب جمل، أحدهم يركب والباقي مشاة،
وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين فقالوا: يا رسول الله إنا نكفيك فاركب ونمشي، فقال :-
{ مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا } - مسند أحمد وابن حبان .
.. لكن الله يريد أمراً وهم يريدون أمراً، يريد أن يبين للخلق أجمعين ما قاله في هذه الآيات بعد حين :-
<< وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ >> - (10الأنفال)
::: لا بالكثرة ولا بالعدد ولا بالعُدة وإنما من الله ؛ لأن من أسمائه النصير، والنصير هو الذي لا تغلبه عُدَّة .
<< لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ>>
والمجرمون هنا إشارة إلى الكافرين ؛ لأن الكافرين عندما وصلهم ضمضم الغفاري وقال :-
" يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اللَّطِيمَةَ قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَالَلَّطِيمَةُ هِيَ التِّجَارَةُ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ تُدْرِكُوهَا"
فخرج أهل مكة وأخذتهم عزِّة الجاهلية، خرجوا بخيلهم ورجالهم وأسلحتهم ونساءٌ مغنياتٌ معهن الدفوف تنشد لهم وتحمسِّهم على ذلك، وخرجوا بما يزيد عن ألف رجل فرسانٌ مدججين بالسلاح،
ولكن الله عز وجل إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.
وصل النبي إلى ماء بدر، وبدر موضع بئر ماءٍ لرجلٍ كان يُسمَّى بدر، ووصل الكافرون قبلهم فاختاروا مكاناً صلباً يقفون عليه، وتركوا المكان الرخو الرمل لجيش النبي، وجعلوا الماء تحت سيطرتهم،
ولم يتركوا ماءاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مع العُدة ومع العتاد ومع الكثرة،
وهنا حصلت الآيات البينات من الله ، وأولها إجابة الدعاء، فقد وقف النبي وخاطب ربه وقال:-
{ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِني مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ } - صحيح مسلم والترمذي عن عمر .
يتبع بمشيئة الله الجزء الثالث