تحويل القبلة
كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مدعُواً إلى مائدة غداء في قبيلة بني سلمة من الأنصار، وكان النبي صلي الله عليه وسلم من كريم سجاياه إذا دعاه قومٌ إلى غداء أو عشاء لا يترك محلتهم إلا بعد أن يُصلي فيها فريضة لله معهم إكراماً لهم، ويأمر أحد أصحابه أن يُصلي بالنيابة عنه في مسجد الله النبوي، خصالٌ علَّمها له رب البرية عز وجل .
فكان يصلي عندهم ومعهم الظهر وفي روايةٍ العصر، وبعد أن صلَّى الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل وحي السماء عليه وهو في الصلاة:
{قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ } (144البقرة)
والحظ معي قول الله عز وجل : لم يقل (فلنولينك قبلة نرضاها)
وذاك حق لأن الله يرضاها، لكن الله قال له: { تَرْضَاهَا ۚ}
لإبراز مكانته وإعزاز قدره وشرفه،
ولذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
{ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ }(1)
الله يسارع في تنفيذ كل ما تهوى وكل ما تريد، وليس له هوى ولا إرادة إلا في ذات الله جل في علاه.
وبمجرد نزول هذه الآيات قام النبي صلي الله عليه وسلم ومَن خلفه إلى الركعة الثالثة، فحوَّل وجهته من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، ومَن خلفه من الصفوف تحولوا جميعاً إلى بيت الله الحرام.
وحتى ندرك مدى حب المسلمين الأولين والآخرين للسمع والطاعة لله، لم يسمع بأمر تحويل القبلة جميع المؤمنين، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَ النبي صلي الله عليه وسلم فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: "أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ"(2)
تحركوا وهم في الصلاة، لم ينتظروا حتى ينتهوا من الصلاة، ولم يناقشوا ولم يجادلوا ولكن كما قال الله فيهم:
{ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }(285البقرة).
(1)البخاري ومسلم
(2)البخاري ومسلم عن البراءبن عازب رضي االله عنه
من كتاب شرف شهر شعبان
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
كان سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مدعُواً إلى مائدة غداء في قبيلة بني سلمة من الأنصار، وكان النبي صلي الله عليه وسلم من كريم سجاياه إذا دعاه قومٌ إلى غداء أو عشاء لا يترك محلتهم إلا بعد أن يُصلي فيها فريضة لله معهم إكراماً لهم، ويأمر أحد أصحابه أن يُصلي بالنيابة عنه في مسجد الله النبوي، خصالٌ علَّمها له رب البرية عز وجل .
فكان يصلي عندهم ومعهم الظهر وفي روايةٍ العصر، وبعد أن صلَّى الركعة الأولى والثانية تجاه بيت المقدس نزل وحي السماء عليه وهو في الصلاة:
{قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ } (144البقرة)
والحظ معي قول الله عز وجل : لم يقل (فلنولينك قبلة نرضاها)
وذاك حق لأن الله يرضاها، لكن الله قال له: { تَرْضَاهَا ۚ}
لإبراز مكانته وإعزاز قدره وشرفه،
ولذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
{ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ }(1)
الله يسارع في تنفيذ كل ما تهوى وكل ما تريد، وليس له هوى ولا إرادة إلا في ذات الله جل في علاه.
وبمجرد نزول هذه الآيات قام النبي صلي الله عليه وسلم ومَن خلفه إلى الركعة الثالثة، فحوَّل وجهته من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، ومَن خلفه من الصفوف تحولوا جميعاً إلى بيت الله الحرام.
وحتى ندرك مدى حب المسلمين الأولين والآخرين للسمع والطاعة لله، لم يسمع بأمر تحويل القبلة جميع المؤمنين، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَ النبي صلي الله عليه وسلم فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: "أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ"(2)
تحركوا وهم في الصلاة، لم ينتظروا حتى ينتهوا من الصلاة، ولم يناقشوا ولم يجادلوا ولكن كما قال الله فيهم:
{ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }(285البقرة).
(1)البخاري ومسلم
(2)البخاري ومسلم عن البراءبن عازب رضي االله عنه
من كتاب شرف شهر شعبان
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد