الآداب
الحبيب المصطفى بلغ ما بلغ به من القرب عند ربه بأدبه مع حضرته،
فقد قيل: دخول الجنة بالعمل، والدخول على حضرة الله بالأدب، ولذلك عندما مدح الله حبيبه ومصطفاه في كتاب الله مدحه بحسن سمته وأدبه مع مولاه، فقد عرض عليه جمالات السماوات، وجمالات الجنة، وجمالات العرش والكرسي، وكل الجمالات العلوية، وقال فيه:
(مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )(17)(النجم)
لم يلتفت إلى شيء، وحتى لا نظن أنه لم ير قال الله عزوجل:
(لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )(18) (النجم)
رأى الآيات الكبرى لكنها لم تشغله عن الكبير المتعال عزوجل.
فبُحسن أدبه صلى الله عليه وسلم رُفع مقامه وقدره على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وغيرهم عند ربه عزوجل.
ولذلك الباب الأعظم الذي ينبغي أن يستمسك به الأحباب المتعرضين لفضل الكريم الوهاب حُسن الأدب، وقد قيل: حُسن الأدب في الظاهر عنوان جمال الباطن.
أنت تزعم أن باطنك جمال وكمال وفيه خوف من الله وخشية لله!!!
ما الذي يدلنا على ذلك؟
حُسنُ أدبك الظاهر مع الله بين يدي خلق الله، ولذلك ينبغي على المريد السعيد أن يتجمل بالأدب الذي كان عليه حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A/
منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً