جمال الوجه
وجوه كثيرة وكثيرة، وكلها مظاهر يظهر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيظهر لكل قوم بما بلائمهم وما يناسبهم من الأحوال العلية، والأسرار الربانية، والأخلاق الرحمانية.
أم ا الملائكة فيواجههم صلى الله عليه وسلم بوجه الجمال،
لأنه صلى الله عليه وسلم، هو الجمال الذي أبداه الله عزَّ وجلَّ لهم، فآمنوا به من بعد طول مشاهدتهم لمقامات الجلال،
وكان الملائكة قبل ظهور ذاته الشريفة يواجهون ذات الله عزَّ وجلَّ بجلالها وكبريائها، فمنهم من هو في كرب منذ خلقه الله عزَّ وجلَّ، فلذلك سموا بالكروبيين من شدة كربهم وخوفهم من الله عزَّ وجلَّ.
ومنهم من هو في رعب منذ خلقه الله عزَّ وجلَّ، ولذلك يتجهمون ولا يبتسمون، وعندما رأى صلى الله عليه وسلم إمامهم وزعيمهم مالك عليه السلام، رآه متجهم الوجه، فتعجب كيف يتجهم في حضرته وهو الذي يبتسم الجميع حتى الجمادات بطلعته صلى الله عليه وسلم، فقال له سيدنا جبريل عليه السلام: لا تؤاخذه ولا تعنفه يا رسول الله فلو ضحك لأحد قبلك لضحك لك.
هؤلاء الملائكة على اختلاف أصنافهم وأشكالهم ونعوتهم، كانوا ولا يزالون في شدة الخوف من ربهم حتى واجههم الله عزَّ وجلَّ في وجه حبيبه صلى الله عليه وسلم بوجهه الجميل، وأظهر لهم جمالاته الإلهية، وإكرامه الرباني، وكشف له ولهم عن بعض رحمته الواسعة، فآمنوا واطمأنوا،
وابشروا وبشروا بعد أن رأوا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجميل في ليلة الإسراء أو قبلها أو بعدها.
ووجه آخر يواجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة عدن، ووجه يواجه به جنة الفردوس، ووجه يواجه به جنة الخلد، كل جنة من الجنان يواجهها صلى الله عليه وسلم بوجه يظهر فيه وعليه الله عزَّ وجلَّ الجمالات والكمالات التي يريد أن تكون على مثالها هذه الجنان، فيراه الملائكة المكلفون بهذه الجنة فينسجون على منوال ذاته الشريفة، ويصنعون على مثال صفاته المنيفة، التي تظهر لهم في هذا الوجه الذي يكشفه لهم الله عزَّ وجلَّ.
من كتاب طريق المحبوبين وأذواقهم
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
وجوه كثيرة وكثيرة، وكلها مظاهر يظهر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيظهر لكل قوم بما بلائمهم وما يناسبهم من الأحوال العلية، والأسرار الربانية، والأخلاق الرحمانية.
أم ا الملائكة فيواجههم صلى الله عليه وسلم بوجه الجمال،
لأنه صلى الله عليه وسلم، هو الجمال الذي أبداه الله عزَّ وجلَّ لهم، فآمنوا به من بعد طول مشاهدتهم لمقامات الجلال،
وكان الملائكة قبل ظهور ذاته الشريفة يواجهون ذات الله عزَّ وجلَّ بجلالها وكبريائها، فمنهم من هو في كرب منذ خلقه الله عزَّ وجلَّ، فلذلك سموا بالكروبيين من شدة كربهم وخوفهم من الله عزَّ وجلَّ.
ومنهم من هو في رعب منذ خلقه الله عزَّ وجلَّ، ولذلك يتجهمون ولا يبتسمون، وعندما رأى صلى الله عليه وسلم إمامهم وزعيمهم مالك عليه السلام، رآه متجهم الوجه، فتعجب كيف يتجهم في حضرته وهو الذي يبتسم الجميع حتى الجمادات بطلعته صلى الله عليه وسلم، فقال له سيدنا جبريل عليه السلام: لا تؤاخذه ولا تعنفه يا رسول الله فلو ضحك لأحد قبلك لضحك لك.
هؤلاء الملائكة على اختلاف أصنافهم وأشكالهم ونعوتهم، كانوا ولا يزالون في شدة الخوف من ربهم حتى واجههم الله عزَّ وجلَّ في وجه حبيبه صلى الله عليه وسلم بوجهه الجميل، وأظهر لهم جمالاته الإلهية، وإكرامه الرباني، وكشف له ولهم عن بعض رحمته الواسعة، فآمنوا واطمأنوا،
وابشروا وبشروا بعد أن رأوا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجميل في ليلة الإسراء أو قبلها أو بعدها.
ووجه آخر يواجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة عدن، ووجه يواجه به جنة الفردوس، ووجه يواجه به جنة الخلد، كل جنة من الجنان يواجهها صلى الله عليه وسلم بوجه يظهر فيه وعليه الله عزَّ وجلَّ الجمالات والكمالات التي يريد أن تكون على مثالها هذه الجنان، فيراه الملائكة المكلفون بهذه الجنة فينسجون على منوال ذاته الشريفة، ويصنعون على مثال صفاته المنيفة، التي تظهر لهم في هذا الوجه الذي يكشفه لهم الله عزَّ وجلَّ.
من كتاب طريق المحبوبين وأذواقهم
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد