في هذه الأيام تتشدَّق دول الغرب بحقوق الإنسان، ويجعلون من أنفسهم أنبياء يطالبون البشرية بحقوق الإنسان، ولكنهم يطبقونها بميزان له كفَّتان: من وأصلهم أعانوه، ومن رفض نظامهم قاطعوه، وسلَّطوا عليه الحروب التي لا تحتملها دولته.
أما حقوق الإنسان التي جاء بها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وشرعها في خطبة الوداع، فما زالت هي النبراس المضئ لكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وهي التي قال في بعض بنودها صلى الله عليه وسلم:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
وقد حرَّم فيها صلى الله عليه وسلم الاعتداء على الأموال، والاعتداء على الأعراض، والاعتداء على الأجساد وقد قال في ذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام مخاطباً الأمة كلها من بدئها إلى الختام :
{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى? الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ }(2)
إلى بقية هذه الوثيقة التي نقلوها وطوروها بحسب لغة العصر وادّعوا أنهم صانعوها، ولكن كذبهم ظهر في عدم فلاحهم في تطبيقها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بها.
ولو نظرنا إلى المُثل والأمثلة لتطبيقها في عصره وعصور أصحابه الكرام، لعجزنا وعجز الوقت عن استيعاب بعضها فضلاً عنها كلها.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمناهج السدية لإصلاح جميع البشر ففي ميدان الاقتصاد جعل سعي التاجر رسالة إنسانية لنفع العباد والبلاد، فالتاجر يسعى لجلب تجارته ليس للربح فقط، وإنما ليجلب السعادة لمن حوله من أهل مجتمعه فيرضيهم فيرضى الله عز وجل عنهم، هدفه الأول هو هذه الرسالة ثم بعد ذلك يجعل لنفسه هامش ربح يبارك الله فيه وإن كان قليلاً فيجعله كثيراً، وكان لهذا لا يغش ولا يخون ولا يداري عيب بضاعته، بل لابد أن يُظْهر عيبها ويُعرَّفها للمشتري كما أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء التجار الصادقون في منهج النبي المختار بصدقهم وآمانتهم وهديهم في تجارتهم وحسن تعاملاتهم فتحوا بلاداً كإندونيسيا والفلبين والصين وكثير من دول إفريقيا ليس بالكلمة ولا بالعظة ولا بالمسجّلات، وإنما بالتعاملات التي ورثوها عن هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه.
أما في عصرنا فقد أصبح همَّ التاجر الربح المادي ولذلك نجد الجشع والسُّعار المادي يجعله لا يتورع في غشّ، ولا يتهاون في سبيل الحصول على المال بأي وسيلة من الوسائل الدنيوية ولا يلتزم بالأوامر الإلهية فبدَّل الله حالنا، وذهبت الثقة في التعامل من بيننا ولن ترجع إلا إذا رجعنا إلى هدى قرآننا وتعاليم نبينا صلى الله عليه وسلم.
وهكذا يا إخواني الأمر في كل الأمور وأنبه، وأقول فى كل الأمور، فادرسوا مناهجه السديدة، وطرقه الرشيدة في كل أمر من الأمورتجدونها لا تعتمد فقط على الخبرة ولكنها تعتمد أيضاً على صلاحية القدرة، قدرة الله الذي صنع، والذي أبدع، والذي يعلم مالا نعلم عن مصالحنا في الدنيا وسعادتنا في الآخرة ....
فالخالق عز وجل الذي أوجد الإنسان ويعلم ما ينفع الإنسان في سلوكه مع زوجه وأهل بيته لتكون حياته سديدة رشيدة جاء بذلك في قرآنه، والله عز وجل الذي علم أن صلاح المجتمعات يقتضي نوعاً ما من المعاملات، جاء بهذه المعاملات سواء في البيع أو في الشراء أو في التداول أو في التزاور، أو في الجلوس على الطرقات، أو في الاستدانة من الآخرين، أو في طلب المعونة من المحيطين وكل أمر قدَّره ودبَّره تدبيراً عظيماً:
(لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) (49الكهف).
فصلاح أمرنا بالرجوع إلى هدى حبيب الله ومصطفاة وأنتم ترون اليوم ماذا حدث للأنظمة الدنيوية؟ فهذا النظام الشيوعي قد سقط برمَّته لأنه من وضع بني الإنسان، وهذا النظام الرأسمالي يوشك أن ينحط ويسقط برمَّته لأنه ليس في تطبيقه سعادة ولا عدالة لبني الإنسان. إذاً أين السعادة؟، في إتباع القرآن، وفي هدى النبي العدنان.
وقد عرف صلى الله عليه وسلم الحال الذي نحن فيه الآن، ورأى الفتن المحيطة بنا ومن حولنا ودلَّنا على الروشتَّة الربانية التي فيها إصلاح حالنا فقال صلى الله عليه وسلم:
{ألا إنها سَتَكُونُ فتن كَقِطعِ الَّليْلِ المُظْلِم}،
وهي ما نراه يبيع الأخ فيها أخاه ويدنِّس عرضه طمعاً في دراهم قليلة لا تنفعه في دنياه، ويخسر ضميره بسبب قروش قليلة قد لا يُعجِّل له العمر بصرفها، وإذا صرفها ينفقها فيما يُغضب الله.
رأى صلى الله عليه وسلم بنورانيته وبما أطلعه الله عليه رأى كل هذه الفتن فقال:
{ أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قِيلَ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَا مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى? الْهُدَى? فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقِ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمَلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ}
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font]
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=dklz89uaTiQ
أما حقوق الإنسان التي جاء بها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، وشرعها في خطبة الوداع، فما زالت هي النبراس المضئ لكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وهي التي قال في بعض بنودها صلى الله عليه وسلم:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
وقد حرَّم فيها صلى الله عليه وسلم الاعتداء على الأموال، والاعتداء على الأعراض، والاعتداء على الأجساد وقد قال في ذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام مخاطباً الأمة كلها من بدئها إلى الختام :
{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى? الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ }(2)
إلى بقية هذه الوثيقة التي نقلوها وطوروها بحسب لغة العصر وادّعوا أنهم صانعوها، ولكن كذبهم ظهر في عدم فلاحهم في تطبيقها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بها.
ولو نظرنا إلى المُثل والأمثلة لتطبيقها في عصره وعصور أصحابه الكرام، لعجزنا وعجز الوقت عن استيعاب بعضها فضلاً عنها كلها.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمناهج السدية لإصلاح جميع البشر ففي ميدان الاقتصاد جعل سعي التاجر رسالة إنسانية لنفع العباد والبلاد، فالتاجر يسعى لجلب تجارته ليس للربح فقط، وإنما ليجلب السعادة لمن حوله من أهل مجتمعه فيرضيهم فيرضى الله عز وجل عنهم، هدفه الأول هو هذه الرسالة ثم بعد ذلك يجعل لنفسه هامش ربح يبارك الله فيه وإن كان قليلاً فيجعله كثيراً، وكان لهذا لا يغش ولا يخون ولا يداري عيب بضاعته، بل لابد أن يُظْهر عيبها ويُعرَّفها للمشتري كما أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء التجار الصادقون في منهج النبي المختار بصدقهم وآمانتهم وهديهم في تجارتهم وحسن تعاملاتهم فتحوا بلاداً كإندونيسيا والفلبين والصين وكثير من دول إفريقيا ليس بالكلمة ولا بالعظة ولا بالمسجّلات، وإنما بالتعاملات التي ورثوها عن هذا الدين الحنيف الذي جاء به النبي الشريف صلوات الله وسلامه عليه.
أما في عصرنا فقد أصبح همَّ التاجر الربح المادي ولذلك نجد الجشع والسُّعار المادي يجعله لا يتورع في غشّ، ولا يتهاون في سبيل الحصول على المال بأي وسيلة من الوسائل الدنيوية ولا يلتزم بالأوامر الإلهية فبدَّل الله حالنا، وذهبت الثقة في التعامل من بيننا ولن ترجع إلا إذا رجعنا إلى هدى قرآننا وتعاليم نبينا صلى الله عليه وسلم.
وهكذا يا إخواني الأمر في كل الأمور وأنبه، وأقول فى كل الأمور، فادرسوا مناهجه السديدة، وطرقه الرشيدة في كل أمر من الأمورتجدونها لا تعتمد فقط على الخبرة ولكنها تعتمد أيضاً على صلاحية القدرة، قدرة الله الذي صنع، والذي أبدع، والذي يعلم مالا نعلم عن مصالحنا في الدنيا وسعادتنا في الآخرة ....
فالخالق عز وجل الذي أوجد الإنسان ويعلم ما ينفع الإنسان في سلوكه مع زوجه وأهل بيته لتكون حياته سديدة رشيدة جاء بذلك في قرآنه، والله عز وجل الذي علم أن صلاح المجتمعات يقتضي نوعاً ما من المعاملات، جاء بهذه المعاملات سواء في البيع أو في الشراء أو في التداول أو في التزاور، أو في الجلوس على الطرقات، أو في الاستدانة من الآخرين، أو في طلب المعونة من المحيطين وكل أمر قدَّره ودبَّره تدبيراً عظيماً:
(لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) (49الكهف).
فصلاح أمرنا بالرجوع إلى هدى حبيب الله ومصطفاة وأنتم ترون اليوم ماذا حدث للأنظمة الدنيوية؟ فهذا النظام الشيوعي قد سقط برمَّته لأنه من وضع بني الإنسان، وهذا النظام الرأسمالي يوشك أن ينحط ويسقط برمَّته لأنه ليس في تطبيقه سعادة ولا عدالة لبني الإنسان. إذاً أين السعادة؟، في إتباع القرآن، وفي هدى النبي العدنان.
وقد عرف صلى الله عليه وسلم الحال الذي نحن فيه الآن، ورأى الفتن المحيطة بنا ومن حولنا ودلَّنا على الروشتَّة الربانية التي فيها إصلاح حالنا فقال صلى الله عليه وسلم:
{ألا إنها سَتَكُونُ فتن كَقِطعِ الَّليْلِ المُظْلِم}،
وهي ما نراه يبيع الأخ فيها أخاه ويدنِّس عرضه طمعاً في دراهم قليلة لا تنفعه في دنياه، ويخسر ضميره بسبب قروش قليلة قد لا يُعجِّل له العمر بصرفها، وإذا صرفها ينفقها فيما يُغضب الله.
رأى صلى الله عليه وسلم بنورانيته وبما أطلعه الله عليه رأى كل هذه الفتن فقال:
{ أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قِيلَ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَا مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى? الْهُدَى? فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقِ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمَلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ}
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font]
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=dklz89uaTiQ