حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    من هم المحجوبون عن القرآن ؟

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    من هم المحجوبون عن القرآن ؟ Empty من هم المحجوبون عن القرآن ؟

    مُساهمة من طرف Admin الأحد يناير 03, 2016 6:36 am

    القرآن المجيد مورد آل العزائم الروى ، وروضهم الجنى ، وحوضهم المورود ،
    وكوثرهم المشهود ، وميزان أحوالهم ، ومرجع مقاماتهم ،
    يسألونه قبل العمل ، فإن أذان سارعوا ، وإن منع تركوا واستغفروا ،
    فهو الإِمام الناطق وإن صمت ،
    لأنهم يسمعونه عن رسول الله فتسمعه آذان قلوبهم حضورا ووجودا ،
     وإن كان التالى له إنسانا آخر .
    وقفت بهم همتهم العلية على القرآن فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ،
     لو أمرهم بقتل أنفسهم لقتلوها ، أو بمفارقة أموالهم وأولادهم لفارقوها ،
     فرحين بالسمع والطاعة ، تجلت لهم حقائق القرآن جلية ،
    وانبلجت لهم أنواره العلية ظاهرة ، فلم تبق بهم همة إلا فى القرآن ،ولا رغبة إلا فيه ،


    أحبوا القرآن حبا ينبىء عن كمال حبهم للمتكلم سبحانه ،
    كاشفهم الله تعالى بمراده فى كلامه العزيز ، حتى كان الرجل منهم إذا سئل : لم تعمل هذا ؟
    يقول : أمرني القرآن ، ولم تترك هذا ؟ يقول : نهانى القرآن ،
    وإذا طلب منه أمر يقول : مه حتى أستشير القرآن ، فيقرأ القرآن المرة والمرتين ،
    حتى تتضح له حقيقة حاله ، وسر قصده ، فيسارع إلى التنفيذ ، أو إلى الترك .


    فالقرآن طهور الحب ، وحلل القرب ، ولا يوفق للعمل بالقرآن إلا من جذبته العناية ،
     واقتطعته المشيئة ، واختطفته محبة الله السابقة له .


    واعلم أنه لا يجد فهم القرآن عبد فيه أدنى بدعة ، أو مصر على ذنب ،
    أو فى قلبه كبر ، أو مقارف لهوى قد استكن فى قلبه ، أو محب الدنيا ،
    أو عبد غير متحقق بالإِيمان ولا من هو واقف عند مبناه غافل عن معناه ،
     ولا ناظر إلى قوله مفسر ساكن إلى عمله الظاهر ، ولا راجع إلى معقوله،
     فهؤلاء كلهم محجوبون بعقولهم ،
    مردودون إلى ما يقرر فى علومهم ، موقفون مع ما تقرر فى عقولهم ،


     أما العبد الذى يجد حلاوة القرآن ، ويكاشف بمشاهدته ،
     فهو من قرأ ملقيا السمع بين يدى سميعه ، مصغياً إلى سر كلامه ،
    شهيد القلب لمعانى صفات شهيده ، ناظرا إلى قدرته ، تاركا لمعقوله ،
     متبرئا من حوله وقوته ، معظما للمتكلم ، واقفا على حدوده ،
    مفتقرا إلى الفهم بحال مستقيم ، وقلب سليم ، وصفاء يقين ،
    وقوة علم وتمكين ، سمع فصل الخطاب ، وشهد علم غيب


    الامام المجدد السيد محمد ماضي أبوالعزائم 

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:36 pm