حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    نعمة الإسلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    نعمة الإسلام  Empty نعمة الإسلام

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء ديسمبر 23, 2015 12:44 pm

    نحن في أيام ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يجب علينا في شأن هذه الذكرى؟
    أول واجب علينا أن نتدَّبر فضل الله علينا بالإيمان والهداية، فأي امرئ منَّا لو مَلَك الدنيا كلها من أولَّها إلى آخرها، وحرمه الله من نعمة الإيمان بالله، ماذا يكون موقفه يوم السَّفر من هذه الحياة؟ وكيف يكون حاله يوم يُقبْل على الله؟
    إنَّ هذا يقول فيه وفي أمثاله الله:
     (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ. وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ. وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ. كَلَّا إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِلشَّوَى. تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى. وَجَمَعَ فَأَوْعَى) (15: 18المعارج).
     فلا ينفعه ما جنت يداه، ولا يشفع فيه شئ من مُتع الدنيا  لينجِّيه من عذاب الله، لأنه لا ينفع بعد الكفر حتى الأعمال الخيرة التي فعلها في هذه الحياة، فمن كفر بالله، وظن أنه يفعل الخير: فيبني مستشفيات، أو يقدِّم معونات، أو يسوق عروضاً في الخيرات، فإن مثله مثل عبد الله بن جدعان الذي قالت فيه السيدة عائشة للرسول صلى الله عليه وسلم:


     { إن عبد الله بن جدعان كان يطعم الطعام، ويواسي الضعفاء، وينصر الغرباء، فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هل نطق بالشهادتين؟ قالت: لا.فقال صلى الله عليه وسلم: لو نطق بهما لنفعه ذلك}(1)

    فالذي لم ينطق بالشهادتين لا ينفعه شئ قدَّمه في دنيا الناس، ولذلك فالذين يزعمون أنهم يقدمون الخير للناس في أي صورة من الصور ولكن الله لم يهدي قلوبهم للإيمان، ولم يفتح ألسنتهم بمفتاح الجنان وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا ينفعهم ذلك يوم لقاء الله.


    أما المسلم الذي نطق بالشهادتين فقد نال مفتاح الجنة حتى ولو عصى الله، وأبعده حظَّه وهواه، فإنه يوم القيامة يَمْثُل في محكمة الله ويصدر عليه حكم من الله، يقضيه في جهنم كما أمر وحكم الله، ولكنه سيأتي وقت يخرج منها ويدخل الجنة بسر لا إله إلا الله محمد رسول الله،
     فلا يمكث في جهنم أبداً، لأن الذي يقضي عليه بأن يمكث في جهنم خالداً فيها أبداً هم الكافرون وعن ذلك يقول الله: 


    (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) (2الحجر).


    ويكون ذلك عندما يأذن الله عز وجل يوم القيامة للحبيب
     صلى الله عليه وسلم بالشفاعة في من دخل جهنم من أمته فيقول الله له صلى الله عليه وسلم:
     
    بعد أن يخرّ تحت العرش ساجداً، ويحمد الله تعالى بمحامد يلهمه الله تعالى بها في تلك الساعة: يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطى، واشفع تُشفَّع، فيقول صلى الله عليه وسلم: يا ربَّ ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيأذن له فيخرجهم من النار حُطمه متفحِّمين، ويُلْقيهم في نهر الحياة، فيُنْبت الله لهم أجسادهم وأعضائهم، ثم يُدْخلهم جنَّته،


     ولكن بعد أن يكونوا قضوا بعض ما عليهم في نار جهنم. ثم يرجع صلى الله عليه وسلم إلى العرش فيخرّ ساجداً لله عز وجل ويحمد الله تعالى بمحامد يُلهمه الله تعالى بها في تلك الساعة، فيقول الله تعالى  يا محمد، ارفع رأسك، وسَلْ تعطى، واشفع تُشفَّع، فيقول صلى الله عليه وسلم: يا ربَّ ائذن لي فيمن في قلبه مِثقال حبَّة من شعيرة من الإيمان، فيأذن الله عز وجل له، فيُخْرجهم، ثم يطلب منه عز وجل الإذن في إخراج من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو مرة واحدة فيأذن الله عز وجل فيخرجون .

    وعندما يخرج آخر الموحدين من النار ويدخلون الجنة، ويُؤْتي بالموت في صورة كَبْش أمْلح فيُذْبح ين الجنَّة والنَّار، ويُنادي مُناد من قِبل الله عز وجل: يا أهل الجنة خُلود بلا موت، ويا أهل النَّار خُلود بلا موت،


     فيتحسَّر أهل النار حَسْرة لا يدري بها الأولون ولا الآخرون ويقولون: يا ليتنا قُلناها ولو مرَّة واحدة، إذا لنجونا من عذاب الأبد في النار، ونلنا نعيم الواحد الأحد في الجنة.



    فالمسلم الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، تنفعه يوم لقاء الله، لأنه على الأقل لا يُخلد في نار الجحيم مع أهل الشقاوة من الكافرين والجاحدين والمشركين.


    أما المؤمن المطيع الذي استقام على طاعة الله فإن الله عز وجل يرفعه في الدنيا والآخرة ببركة هذا الإيمان، وهذا ما بشَّر به الله عز وجل في قوله:


     ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)  (97النحل).

     فالذي يعمل الأعمال الصالحة، يعينه الله أن يحيا في الدنيا حياة طيبة، لا يُقاسي عناء، ولا يَشْكو من غلاء، ولا يُصيبه ومَنْ معه وباء، ولا يتعرَّض لشقاء، وفي الآخرة يكون في جوار السُّعداء.



    (1)الحديث بتمامه رواه البخاري ومسلم في باب الشفاعة عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A/


    منقول من كتاب {الخطب الإلهامية المولد النبوي الشريف} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 color=#000000 face=times new roman]
    اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/url]

    https://www.youtube.com/watch?v=CBH20GCYiQw


    نعمة الإسلام  Book_Kotab_elhameya_part2_moled_Nabawi

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:06 pm