الحمد لله ربِّ العالمين، أكرمنا بواسع نعماه، وعمَّنا بخير عطاياه، فكتب في قلوبنا بذاته العلية حقيقة الإيمان بالله.
سبحانه .. سبحانه!!، من توكَّل عليه كفاه، ومن أقرضه جازاه، ومن استعان به أعانه وقوَّاه، ومن عمل خيراً كان له عنده عزَّ وجلَّ حُسن الجزاء في دنياه وأُخراه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعلى شأن عباده المؤمنين في كل زمان ومكان؛ إذا تمسكوا بالهدي الكريم الذي جاء به القرآن، ومشوا على السُّنة الحثيثة التي كان عليها النبي العدنان، كان لهم العزة في هذه الأكوان على جميع أهل الكفر والطغيان، بل وعلى جميع أهل الأديان الأُخرى غير دين الرحمن عزَّ وجلَّ.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، اصطفاه الله عزَّ وجلَّ لرسالته، وأنزل عليه وعلى فؤداه خير كلامٍ تلاه الله عزَّ وجلَّ لبريته، وجعله في الدنيا لنا إماماً وفي الآخرة لنا شفيعاً يوم العرض والزحام.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، والكوثر المشهود، وآله الرُكَّع السجود، وكل من تبعهم على هذا الهدي إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
نسمع كثيراً من المرجفين والمشنعين في هذه الأيام ممن يريدون أن يتكاسل المسلمون، وأن يفقدوا الثقة في أنفسهم، وأن يظنوا أن ما هم فيه من تخلُّفٍ وثقافة مريضةٍ راجعٌ إلى الإسلام، فيقولون: إننا نستورد كل شيءٍ نحتاج إليه من الإبرة إلى الصاروخ، فما الذي عند المسلمين ليُعطوه للآخرين. ... إن المسلمين عندهم عطاءٌ من الله، والخلق جميعاً في أمسِّ الحاجة إليه في هذه الآونة في هذه الحياة.
امرأة من إنجلترا وَلَدَتْ وكان يسكن بجوارها امرأة مسلمة، وبعد ولادتها إذا بالمسلمة لا تتركها، وتعمل بجدٍ وحدبٍ على رعايتها ورعاية صبيِّها، فسألتها - لأن هذا غير موجود عندهم، لا تراحم ولا تعاون، ولا ائتلاف ولا مودة، إلا بحسب النقود والدراهم والحظوظ والشهوات - فقالت لها: لِـمَ تفعلي معي هذا؟!!
قالت: أمرنا بذلك الإسلام، وقد أوصانا بحق الجار، وجعل حق الجار كذا وكذا وكذا، فآمنت المرأة بالإسلام لهذه القيمة العظيمة التي جاءنا بها النبي - نبي الختام، ووصَّانا بها الله عزَّ وجلَّ في خير كتابٍ أنزله على خير رسول لنا خير أمةٍ أُخرجت للناس.
وكان المسلمون في المسجد الكبير بفرنسا في احتفال في يوم عيد، وإذا بامرأةٍ فرنسيةٍ تأتي بولدٍ لها وتأمرهم أن يُلقنوه الشهادتين ويعلمونه الإسلام، فسألوها: وهل أنتِ مسلمة؟ قالت: لا، قالوا: إذن لماذا تدفعينه إلى الإسلام؟
قالت: حتى إذا كبرتُ وصرتُ عجوزاً في السن أكرمني في المعاملة كما يُكرم أبناء المسلمين أمهاتهم، ولا يعاملني كما يعامل الفرنسيون آباءهم وأمهاتهم.
فإن الإسلام هو الدِّين الذي دعا إلى القيم التي بها سعادة البشرية، ولا صلاح لأحوال الأمم، ولا ارتقاء للمجتمعات والشعوب، إلا بالقيم التي جاء بها الإسلام: بر الوالدين وصلة الأرحام، والمودة بين الأنام، وعيادة المريض وتشييع الجنازة، وعزاء صاحب الوفاة؛ كل هذه القيم الإلهية هي التي سنصدِّرها إن شاء الله للبشرية لو تمسكنا بها جماعة المؤمنين.
نحن جماعة المؤمنين - في هذا العصر - نحرص على أنفسنا ولا نحرص على دين الله!!، نهتم بالعبادات التي كلفنا بها الله بالصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرات، فكل هذه الأعمال يقول فيها بارئ الأرض والسماوات عزَّ وجلَّ:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (15الجاثية). هذه الأعمال لك عند الله أجرها إن تقبلها الله بقبولٍ حسن، أما العمل الذي تعمله لنفسك ولدين الإسلام هو أن تتمسَّك بالقيم التي جاء بها الحبيب المصطفى عليه أفصل الصلاة وأتم السلام، فهو الوجه الذي يراه منك الخلق، وهو الذي يُعجبون به بهذا الدين، وهو الوجه الذي يدخلون به في دين الله أفواجاً.
فإذا رأى الناس منك طلاوة الحديث، وحُسن ترتيب الكلام، والبسمة الصادقة على الوجه على الدوام، وعدم الخوض في أعراض الآخرين، وتحرِّي الصدق في الكلام، والأمانة في البيع والشراء، والوفاء في أي وعدٍ وعدته لأي أحدٍ - ولو كان على غير دين الإسلام - إذا رأوا منك هذه الأخلاق الكريمة والقيم الدينية العظيمة فإنهم ولا شك سيدخلون في دين الله عزَّ وجلَّ أفواجا.
لكن الذي يدفعهم دفعاً إلى البُعد عن هذا الدين أفعال أهل هذا الدين، يرونهم في المساجد لا يستطيع أحدٌ عدَّ صفوفهم فضلاً عن عد أشخاصهم، وإذا خرجوا من المساجد وجاءوا إلى الأسواق يرون معاملةً لا تمتُّ بصلة إلى دين الإسلام!! من غشٍّ في الكيل، ومن غشٍ في الوزن، ومن غشٍ في البيع، وألفاظٍ لا يقولها مسلمٌ يؤمن بالله، فــ (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(1) ، وليس المؤمن بسباب ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيئ.
ينظرون إلى حال هؤلاء القوم فيقولون: هل هذا هو الإسلام؟!! هل هذا ما يأمر به دين الحبيب المصطفى الذي نزل بخير دينٍ من عند الله ذي الجلال والإكرام؟!! ينظرون إلى أفعال المسلمين ويظنون أن هذا هو الإسلام!! وهذا الذي يباعد بينهم وبين الدخول في دين الله عزَّ وجلَّ.
نحتاج جماعة المسلمين في هذه الأيام أن نؤدِّي الواجب علينا نحو ديننا، ونؤدي الحقَّ الذي كلَّفنا به ربُّنا، ولنساعد في نُصرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلَّم، بأن نُحيي القيم الإسلامية، وأن نحيي القيم القرآنية، في المعاملات وفي التجارات وفي حقوق الجوار، وفي كل أحوالنا. فإذا فعلنا ذلك أصلح الله جميع أحوالنا، وجعل الأعداء ينظرون إلينا بعين التقدير، لأنهم لا يرون هذه البضاعة إلا في كلام العليِّ القدير، وفيما ورد عن البشير النذير صلوات ربي وتسليماته عليه.
جماعة المؤمنين: إنّا والحمد لله قد يكون بعض الأكابر منا في السن بذلك مستمسكين، ولكن ماذا فعلنا بذلك نحو صغارنا وشبابنا؟!! أين يُوجد برُّ الآباء بين شبابنا الآن؟ برُّ الآباء والأمهات الذي أمر به الله عزَّ وجلَّ وجعله قريناً للشكر لله عزَّ وجلَّ: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (14لقمان).
ألا يعلم هؤلاء الشباب والفتيان أن دعوة الأب والأم لابنه لا تُردُّ؟!!.
أُصيب الإمام البخاري رضي الله عنه بمرضٍ في عينيه حتى ذهب بصره، فأخذت أُمه تدعو الله عزَّ وجلَّ وتُلِّحُ في الدعاء، وبينما هي نائمة إذ رأت ملكاً من السماء نزل ومسح براحته على عينيه فرجع بصيراً، فقامت من النوم فزعةً وتوجهت إليه فوجدت الأمر كما رأته في المنام!!، فقد استجاب الله عزَّ وجلَّ دعاءها وردَّه بصيراً(2).
بل إن من أعجب العجب في هذا الأمر، أن فرعون موسى بعد أن فعل ما فعل مع موسى وقومه، دعا عليه موسى ومعه هارون، دعوا الله عزَّ وجلَّ وقالا: (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الالِيمَ. قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) (88، 89يونس). استجاب الله عزَّ وجلَّ الدعاء، وانتظر موسى تحقيق الإجابة فلم يأتِ الغرق إلا بعد الدعاء بأربعين عاماً، فسأل موسى ربَّه: يا رب لِـمَ أَخَّرْتَ الدعاء وإجابته أربعين عاماً؟ قال: (يا موسى كان فرعون بارَّاً بأمه وكانت تدعو له، فلما ماتت أمه استجبنا دعاءك فيه). حتى الكافر!! كانت دعوة الأم له مانعةً من قضاء الله، ومن دعوة أنبياء الله، حتى نعلم علم اليقين أن بِرَّ الوالدين وما له من نصيب عند الله جلَّ في عُلاه.
فالإسلام - يا أخوة الإيمان - أمرنا أن نُلقِّن صبياننا وبناتنا وشبابنا هذه الأخلاق الكريمة والقيم الدينية العظيمة، فهي مسئوليتك أنت، قال صلى الله عليه وسلَّم: (كلكم راعٍ وكل راعٍ مسئولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته وهو مسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها وهي مسئولةٌ عن رعيِّتها، والخادم راعٍ في مال سيده وهو مسئولٌ عن رعيته، كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته)(3).
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكرمنا وأعلى شأننا بالإنتساب لهذا الدين، وجعلنا كما قال في قرآنه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (110آل عمران).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُحِقُّ الحقَّ ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه الصادق الوعد الأمين.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا للعمل بشرعه وسنته يا الله، وارزقنا شفاعته في الآخرة وجواره في الجنة أجمعين،
آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
ذهب رجلٌ من المسلمين إلى رجلٍ من الصالحين وقال: كيف لي أن أعلم أني رجلٌ صالح؟ فقال الرجل الصالح: إن كنت تدعو لأبيك وأمك كل يوم فأنت رجلٌ صالح، وإن نسيت الدعاء لهما فاعلم أنك غير ذلك، قال: ولِـمَ؟ قال: قال صلى الله عليه وسلَّم: (إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)(4)
فوصف الولد الذي يدعو لأبويه بأنه رجلٌ صالح، إذن ينبغي للمؤمن أن يدعُوَ لوالديه دائماً وأبداً، ويقول كما علمنا الله:
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) (28نوح)، أو كما قال الله:
(رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (24الإسراء).
يواظب على الدعاء بأي كيفية ليكون من الصالحين.
وحذِّروا أولادنا وشبابنا من العقوق، وهو شرُ كبيرة حذَّر منه النبي الشفوق العطوف، وعقوق الوالدين يعني عدم طاعتهما وإهمال حقوقهما وعدم العناية بهما عند الكِبَر، هذا العقوق قد يمنع الإنسان من النطق بالشهادتين عند خروج روحه.
فقد ورد أنه في عصر النبي صلى الله عليه وسلَّم، كان رجلٌ من المؤمنين الصادقين يعالج سكرات الموت، فإذا حدَّثوه تحدَّث معهم، وإذا لقنُّوه الشهادتين لم يستطع أن ينطق بهما، فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلَّم وأخبروه بالأمر، فقال: (هل أحد والديه حيٌّ؟ قالوا: نعم، أمُّه. قال: نذهب إليها. فذهب إليها وقال: يا أم علقمة، كيف كان حال علقمة؟ قالت: كان رجلاً صالحاً، صائم النهار قائم الليل. قال: لا أسألك عن ذلك، وإنما كيف كان حاله معكِ؟
قالت: يا رسول الله، كان يقوم لي كما ينبغي إلا أنه كان يؤثر زوجته عليَّ، قال: سامحيه يا أم علقمة، قالت: لا أستطيع، قال: اجمعوا حطباً وأشعلوا ناراً لنُلقيه فيها، قالت: يا رسول الله أتحرق فلذة كبدي، قال: يا أم علقمة، نار الدنيا أهون من نار الآخرة وإلا فسامحيه، قالت: سامحته يا رسول الله. قال: قولوا للرجل: قل لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، فنطق بالشهادتين في الحال بعد أن سامحته أُمه التي استجابت لنداء الحبيب صلى الله عليه وسلَّم(5).
ليعلم علم اليقين - أبناؤنا وبناتنا كذلك - أن كلَّ ذنبٍ يفعله الإنسان في دنياه قد يُؤخر الحساب عليه إلى الدار الآخرة، غير ذنبٍ واحدٍ لابد أن يُعجَّل لصاحبه في الدنيا؛ وهو عقوق الوالدين. لا يموت حتى يُعجَّل له هذا الذنب، ولذا قيل: ((اعمل ما شئت كما تدين تُدان))ـ وفي الحديث: (البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، افعل ما شئت فكما تدين تُدان)(6). كما فعل معهما يُفعل به
نحن معشر المسلمين ضُرب بنا المثل على طول الزمان في إكرام الوالدين، وفي احترام الوالدين، وفي القيام بالحقوق الإلهية، وفي صلة الأرحام وغيرها، وهذه هي البضاعة الربانية التي العالم كله في أمَّس الحاجة إليها.
أتدرون أن ألمانيا - التي بلغت في الصناعة كما تعلمون - جعلت برامج مخصوصة في إذاعتها في هذا الزمان تحكي قيم المسلمين وتقول لهم:
((إذا أردتم العيشة الطيبة فتعاملوا فيما بينكم كما يتعامل المسلمون؛ من حُسن الجوار، ومن صلة الأرحام، ومن غيرها من الأخلاق الكريمة الإلهية التي يريد أن يبتعد عنها المسلمون الآن، ويظن كل رجلٍ أنه ما دام جيبه مملوءً بالنقود فليس في حاجة إلى غيره. أخطأت يا أخي إذا ظننت ذلك، فأنت في حاجة إلى كل إخوانك المؤمنين،
فكل مسلمٍ في حاجة إلى إخوانه المؤمنين، إن لم يكن في الدنيا فهو في حاجةٍ إليهم عند الموت، وهو في حاجةٍ إليهم في الآخرة، وهو في حاجةٍ دائمةٍ إلى دعائهم، وفي حاجةٍ إلى استغفارهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم لنا: (من دعا للمؤمنين والمؤمنات أعطاه الله بعدد المؤمنين والمؤمنات الأموات حسنات)(7) ولذلك ندعو لهم في كل فريضة، وندعو لهم في كل خُطبة، وجعلناها ركناً أساسياً في صلاة الجمعة، .... ثم الدعاء
**************************************************
(1 ) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
(2 ) روى المؤرخون: {أن بصره أصيب وهو صغير فرأت أمه سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها: (يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ولكثرة دعائك، فأصبح وقد رد الله عليه بصره)} (طبقات الحنابلة - ابن أبي يعلى، أبو الحسين محمد بن محمد (طبعة دار المعرفة:جـ1 ص274)، وكنوز الذهب في تاريخ حلب - سبط ابن العجمي، أبو ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل (طبعة دار القلم:ج2 ص81(
(3 ) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
(4 ) مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه
(5) خرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وعزاه غير واحد للطبراني ، ورواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق، والبيهقي في "شعب الإيمان"وفي " دلائل النبوة "، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
(6 ) رواه عبد الرزاق والبيهقي مرسلاً وابن حجر والزيلعي، ورواه أحمد موقوفاً على أبي الدرداء، ورواه ابن عدي مرفوعاً عن
ابن عمر رضي الله عنهم.
(7) رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة).
سبحانه .. سبحانه!!، من توكَّل عليه كفاه، ومن أقرضه جازاه، ومن استعان به أعانه وقوَّاه، ومن عمل خيراً كان له عنده عزَّ وجلَّ حُسن الجزاء في دنياه وأُخراه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعلى شأن عباده المؤمنين في كل زمان ومكان؛ إذا تمسكوا بالهدي الكريم الذي جاء به القرآن، ومشوا على السُّنة الحثيثة التي كان عليها النبي العدنان، كان لهم العزة في هذه الأكوان على جميع أهل الكفر والطغيان، بل وعلى جميع أهل الأديان الأُخرى غير دين الرحمن عزَّ وجلَّ.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، اصطفاه الله عزَّ وجلَّ لرسالته، وأنزل عليه وعلى فؤداه خير كلامٍ تلاه الله عزَّ وجلَّ لبريته، وجعله في الدنيا لنا إماماً وفي الآخرة لنا شفيعاً يوم العرض والزحام.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، والكوثر المشهود، وآله الرُكَّع السجود، وكل من تبعهم على هذا الهدي إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
نسمع كثيراً من المرجفين والمشنعين في هذه الأيام ممن يريدون أن يتكاسل المسلمون، وأن يفقدوا الثقة في أنفسهم، وأن يظنوا أن ما هم فيه من تخلُّفٍ وثقافة مريضةٍ راجعٌ إلى الإسلام، فيقولون: إننا نستورد كل شيءٍ نحتاج إليه من الإبرة إلى الصاروخ، فما الذي عند المسلمين ليُعطوه للآخرين. ... إن المسلمين عندهم عطاءٌ من الله، والخلق جميعاً في أمسِّ الحاجة إليه في هذه الآونة في هذه الحياة.
امرأة من إنجلترا وَلَدَتْ وكان يسكن بجوارها امرأة مسلمة، وبعد ولادتها إذا بالمسلمة لا تتركها، وتعمل بجدٍ وحدبٍ على رعايتها ورعاية صبيِّها، فسألتها - لأن هذا غير موجود عندهم، لا تراحم ولا تعاون، ولا ائتلاف ولا مودة، إلا بحسب النقود والدراهم والحظوظ والشهوات - فقالت لها: لِـمَ تفعلي معي هذا؟!!
قالت: أمرنا بذلك الإسلام، وقد أوصانا بحق الجار، وجعل حق الجار كذا وكذا وكذا، فآمنت المرأة بالإسلام لهذه القيمة العظيمة التي جاءنا بها النبي - نبي الختام، ووصَّانا بها الله عزَّ وجلَّ في خير كتابٍ أنزله على خير رسول لنا خير أمةٍ أُخرجت للناس.
وكان المسلمون في المسجد الكبير بفرنسا في احتفال في يوم عيد، وإذا بامرأةٍ فرنسيةٍ تأتي بولدٍ لها وتأمرهم أن يُلقنوه الشهادتين ويعلمونه الإسلام، فسألوها: وهل أنتِ مسلمة؟ قالت: لا، قالوا: إذن لماذا تدفعينه إلى الإسلام؟
قالت: حتى إذا كبرتُ وصرتُ عجوزاً في السن أكرمني في المعاملة كما يُكرم أبناء المسلمين أمهاتهم، ولا يعاملني كما يعامل الفرنسيون آباءهم وأمهاتهم.
فإن الإسلام هو الدِّين الذي دعا إلى القيم التي بها سعادة البشرية، ولا صلاح لأحوال الأمم، ولا ارتقاء للمجتمعات والشعوب، إلا بالقيم التي جاء بها الإسلام: بر الوالدين وصلة الأرحام، والمودة بين الأنام، وعيادة المريض وتشييع الجنازة، وعزاء صاحب الوفاة؛ كل هذه القيم الإلهية هي التي سنصدِّرها إن شاء الله للبشرية لو تمسكنا بها جماعة المؤمنين.
نحن جماعة المؤمنين - في هذا العصر - نحرص على أنفسنا ولا نحرص على دين الله!!، نهتم بالعبادات التي كلفنا بها الله بالصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرات، فكل هذه الأعمال يقول فيها بارئ الأرض والسماوات عزَّ وجلَّ:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (15الجاثية). هذه الأعمال لك عند الله أجرها إن تقبلها الله بقبولٍ حسن، أما العمل الذي تعمله لنفسك ولدين الإسلام هو أن تتمسَّك بالقيم التي جاء بها الحبيب المصطفى عليه أفصل الصلاة وأتم السلام، فهو الوجه الذي يراه منك الخلق، وهو الذي يُعجبون به بهذا الدين، وهو الوجه الذي يدخلون به في دين الله أفواجاً.
فإذا رأى الناس منك طلاوة الحديث، وحُسن ترتيب الكلام، والبسمة الصادقة على الوجه على الدوام، وعدم الخوض في أعراض الآخرين، وتحرِّي الصدق في الكلام، والأمانة في البيع والشراء، والوفاء في أي وعدٍ وعدته لأي أحدٍ - ولو كان على غير دين الإسلام - إذا رأوا منك هذه الأخلاق الكريمة والقيم الدينية العظيمة فإنهم ولا شك سيدخلون في دين الله عزَّ وجلَّ أفواجا.
لكن الذي يدفعهم دفعاً إلى البُعد عن هذا الدين أفعال أهل هذا الدين، يرونهم في المساجد لا يستطيع أحدٌ عدَّ صفوفهم فضلاً عن عد أشخاصهم، وإذا خرجوا من المساجد وجاءوا إلى الأسواق يرون معاملةً لا تمتُّ بصلة إلى دين الإسلام!! من غشٍّ في الكيل، ومن غشٍ في الوزن، ومن غشٍ في البيع، وألفاظٍ لا يقولها مسلمٌ يؤمن بالله، فــ (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(1) ، وليس المؤمن بسباب ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيئ.
ينظرون إلى حال هؤلاء القوم فيقولون: هل هذا هو الإسلام؟!! هل هذا ما يأمر به دين الحبيب المصطفى الذي نزل بخير دينٍ من عند الله ذي الجلال والإكرام؟!! ينظرون إلى أفعال المسلمين ويظنون أن هذا هو الإسلام!! وهذا الذي يباعد بينهم وبين الدخول في دين الله عزَّ وجلَّ.
نحتاج جماعة المسلمين في هذه الأيام أن نؤدِّي الواجب علينا نحو ديننا، ونؤدي الحقَّ الذي كلَّفنا به ربُّنا، ولنساعد في نُصرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلَّم، بأن نُحيي القيم الإسلامية، وأن نحيي القيم القرآنية، في المعاملات وفي التجارات وفي حقوق الجوار، وفي كل أحوالنا. فإذا فعلنا ذلك أصلح الله جميع أحوالنا، وجعل الأعداء ينظرون إلينا بعين التقدير، لأنهم لا يرون هذه البضاعة إلا في كلام العليِّ القدير، وفيما ورد عن البشير النذير صلوات ربي وتسليماته عليه.
جماعة المؤمنين: إنّا والحمد لله قد يكون بعض الأكابر منا في السن بذلك مستمسكين، ولكن ماذا فعلنا بذلك نحو صغارنا وشبابنا؟!! أين يُوجد برُّ الآباء بين شبابنا الآن؟ برُّ الآباء والأمهات الذي أمر به الله عزَّ وجلَّ وجعله قريناً للشكر لله عزَّ وجلَّ: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (14لقمان).
ألا يعلم هؤلاء الشباب والفتيان أن دعوة الأب والأم لابنه لا تُردُّ؟!!.
أُصيب الإمام البخاري رضي الله عنه بمرضٍ في عينيه حتى ذهب بصره، فأخذت أُمه تدعو الله عزَّ وجلَّ وتُلِّحُ في الدعاء، وبينما هي نائمة إذ رأت ملكاً من السماء نزل ومسح براحته على عينيه فرجع بصيراً، فقامت من النوم فزعةً وتوجهت إليه فوجدت الأمر كما رأته في المنام!!، فقد استجاب الله عزَّ وجلَّ دعاءها وردَّه بصيراً(2).
بل إن من أعجب العجب في هذا الأمر، أن فرعون موسى بعد أن فعل ما فعل مع موسى وقومه، دعا عليه موسى ومعه هارون، دعوا الله عزَّ وجلَّ وقالا: (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الالِيمَ. قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) (88، 89يونس). استجاب الله عزَّ وجلَّ الدعاء، وانتظر موسى تحقيق الإجابة فلم يأتِ الغرق إلا بعد الدعاء بأربعين عاماً، فسأل موسى ربَّه: يا رب لِـمَ أَخَّرْتَ الدعاء وإجابته أربعين عاماً؟ قال: (يا موسى كان فرعون بارَّاً بأمه وكانت تدعو له، فلما ماتت أمه استجبنا دعاءك فيه). حتى الكافر!! كانت دعوة الأم له مانعةً من قضاء الله، ومن دعوة أنبياء الله، حتى نعلم علم اليقين أن بِرَّ الوالدين وما له من نصيب عند الله جلَّ في عُلاه.
فالإسلام - يا أخوة الإيمان - أمرنا أن نُلقِّن صبياننا وبناتنا وشبابنا هذه الأخلاق الكريمة والقيم الدينية العظيمة، فهي مسئوليتك أنت، قال صلى الله عليه وسلَّم: (كلكم راعٍ وكل راعٍ مسئولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته وهو مسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها وهي مسئولةٌ عن رعيِّتها، والخادم راعٍ في مال سيده وهو مسئولٌ عن رعيته، كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته)(3).
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكرمنا وأعلى شأننا بالإنتساب لهذا الدين، وجعلنا كما قال في قرآنه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (110آل عمران).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُحِقُّ الحقَّ ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه الصادق الوعد الأمين.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا للعمل بشرعه وسنته يا الله، وارزقنا شفاعته في الآخرة وجواره في الجنة أجمعين،
آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.
أيها الأحبة جماعة المؤمنين:
ذهب رجلٌ من المسلمين إلى رجلٍ من الصالحين وقال: كيف لي أن أعلم أني رجلٌ صالح؟ فقال الرجل الصالح: إن كنت تدعو لأبيك وأمك كل يوم فأنت رجلٌ صالح، وإن نسيت الدعاء لهما فاعلم أنك غير ذلك، قال: ولِـمَ؟ قال: قال صلى الله عليه وسلَّم: (إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)(4)
فوصف الولد الذي يدعو لأبويه بأنه رجلٌ صالح، إذن ينبغي للمؤمن أن يدعُوَ لوالديه دائماً وأبداً، ويقول كما علمنا الله:
(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) (28نوح)، أو كما قال الله:
(رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (24الإسراء).
يواظب على الدعاء بأي كيفية ليكون من الصالحين.
وحذِّروا أولادنا وشبابنا من العقوق، وهو شرُ كبيرة حذَّر منه النبي الشفوق العطوف، وعقوق الوالدين يعني عدم طاعتهما وإهمال حقوقهما وعدم العناية بهما عند الكِبَر، هذا العقوق قد يمنع الإنسان من النطق بالشهادتين عند خروج روحه.
فقد ورد أنه في عصر النبي صلى الله عليه وسلَّم، كان رجلٌ من المؤمنين الصادقين يعالج سكرات الموت، فإذا حدَّثوه تحدَّث معهم، وإذا لقنُّوه الشهادتين لم يستطع أن ينطق بهما، فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلَّم وأخبروه بالأمر، فقال: (هل أحد والديه حيٌّ؟ قالوا: نعم، أمُّه. قال: نذهب إليها. فذهب إليها وقال: يا أم علقمة، كيف كان حال علقمة؟ قالت: كان رجلاً صالحاً، صائم النهار قائم الليل. قال: لا أسألك عن ذلك، وإنما كيف كان حاله معكِ؟
قالت: يا رسول الله، كان يقوم لي كما ينبغي إلا أنه كان يؤثر زوجته عليَّ، قال: سامحيه يا أم علقمة، قالت: لا أستطيع، قال: اجمعوا حطباً وأشعلوا ناراً لنُلقيه فيها، قالت: يا رسول الله أتحرق فلذة كبدي، قال: يا أم علقمة، نار الدنيا أهون من نار الآخرة وإلا فسامحيه، قالت: سامحته يا رسول الله. قال: قولوا للرجل: قل لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، فنطق بالشهادتين في الحال بعد أن سامحته أُمه التي استجابت لنداء الحبيب صلى الله عليه وسلَّم(5).
ليعلم علم اليقين - أبناؤنا وبناتنا كذلك - أن كلَّ ذنبٍ يفعله الإنسان في دنياه قد يُؤخر الحساب عليه إلى الدار الآخرة، غير ذنبٍ واحدٍ لابد أن يُعجَّل لصاحبه في الدنيا؛ وهو عقوق الوالدين. لا يموت حتى يُعجَّل له هذا الذنب، ولذا قيل: ((اعمل ما شئت كما تدين تُدان))ـ وفي الحديث: (البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، افعل ما شئت فكما تدين تُدان)(6). كما فعل معهما يُفعل به
نحن معشر المسلمين ضُرب بنا المثل على طول الزمان في إكرام الوالدين، وفي احترام الوالدين، وفي القيام بالحقوق الإلهية، وفي صلة الأرحام وغيرها، وهذه هي البضاعة الربانية التي العالم كله في أمَّس الحاجة إليها.
أتدرون أن ألمانيا - التي بلغت في الصناعة كما تعلمون - جعلت برامج مخصوصة في إذاعتها في هذا الزمان تحكي قيم المسلمين وتقول لهم:
((إذا أردتم العيشة الطيبة فتعاملوا فيما بينكم كما يتعامل المسلمون؛ من حُسن الجوار، ومن صلة الأرحام، ومن غيرها من الأخلاق الكريمة الإلهية التي يريد أن يبتعد عنها المسلمون الآن، ويظن كل رجلٍ أنه ما دام جيبه مملوءً بالنقود فليس في حاجة إلى غيره. أخطأت يا أخي إذا ظننت ذلك، فأنت في حاجة إلى كل إخوانك المؤمنين،
فكل مسلمٍ في حاجة إلى إخوانه المؤمنين، إن لم يكن في الدنيا فهو في حاجةٍ إليهم عند الموت، وهو في حاجةٍ إليهم في الآخرة، وهو في حاجةٍ دائمةٍ إلى دعائهم، وفي حاجةٍ إلى استغفارهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم لنا: (من دعا للمؤمنين والمؤمنات أعطاه الله بعدد المؤمنين والمؤمنات الأموات حسنات)(7) ولذلك ندعو لهم في كل فريضة، وندعو لهم في كل خُطبة، وجعلناها ركناً أساسياً في صلاة الجمعة، .... ثم الدعاء
**************************************************
(1 ) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
(2 ) روى المؤرخون: {أن بصره أصيب وهو صغير فرأت أمه سيدنا إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها: (يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ولكثرة دعائك، فأصبح وقد رد الله عليه بصره)} (طبقات الحنابلة - ابن أبي يعلى، أبو الحسين محمد بن محمد (طبعة دار المعرفة:جـ1 ص274)، وكنوز الذهب في تاريخ حلب - سبط ابن العجمي، أبو ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل (طبعة دار القلم:ج2 ص81(
(3 ) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
(4 ) مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه
(5) خرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير"، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وعزاه غير واحد للطبراني ، ورواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق، والبيهقي في "شعب الإيمان"وفي " دلائل النبوة "، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
(6 ) رواه عبد الرزاق والبيهقي مرسلاً وابن حجر والزيلعي، ورواه أحمد موقوفاً على أبي الدرداء، ورواه ابن عدي مرفوعاً عن
ابن عمر رضي الله عنهم.
(7) رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة).