سر الوصول وسبب السعادة وأكسير الحسنى والزيادة ... وكنز الجمال وكهف أهل الكمال .... والممدوح فى كل الخصال .... والمطلوب التأسى به فى كل الأفعال ... والذى بيده كل مفاتيح خزن العطاء والنوال ... من لدن الواحد المتعال .... فى الدنيا وفى المآل ....
هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
علم العارفون هذه الحقيقة، فسلكوا هذه الطريقة، فلم يتوهوا مع السالكين فى ميادين العبادات، ولم يجهدوا أنفسهم ويأخذونها بأسواط المجاهدات وإنما أخذوها على قمر التجليات وبدر المشاهدات وأوقفوها بين يدى سيد السادات صلى الله عليه وسلم فإن سرَّ الوصول وسبب الحصول على كل مأمول هو تطهير القلب بالكلية لله عزوجل والقلب لا يطهر من خصاله ولا تشرق على أرضه أنوار وصاله إلا إذا أشرقت شمس الحبيب صلى الله عليه وسلم على حوضه فطهرت خصاله والأمر أوضح من كل بيان تكون الأرض كلها فى ظلمة الأكوان فإذا أراد الله عزوجل إشراق النهار ظهرت الشمس وعندما تشرق الشمس بنورها ينقشع الظلام ويتبدد فتصبح الأرض كلها واضحة جلية وهذا مثال ضربه الله تعالى لأهل الكمال ...
فإن القلب قبل إشراق نور الحبيب المصطفى يكون حالك الظلام ملئ بالخرافات والخزعبلات والأوهام وصاحبه يميل إلى الحظوظ والشهوات والبعد عن الله تعالى فى كل الآنات فإذا أشرقت شمس الحبيب على القلب فوراً يغيب عنه كل ضلال وكل ظلام وكل جهل ويشرق عليه نور الحبيب بالعلم والوصل ليكون هذا الرجل من كبار العارفين ولو كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب فى كتاب أو سجل أو كراس
ومن قبل كنا ظلامـاً وجهلاً
فصـرنا بطـه رجـالاً فحـولاً
هنا الناس تحسدنا والملائكة تغبطنا والكون كله يسر بنا وذلك كله لزينة الحبيب التى ظهرت فى قلوبنا وليس من أجلنا فما الذى معنا ؟ فنحن تراب و الجمال الذى جمل هذا التراب هو جمال حضرة الوهاب عندما تجلى علينا نور الحبيب صلى الله عليه وسلم بعد التوبة والإياب وإسمع إلى إمام من أئمة أهل الوصال سيدى الإمام أبى العزائم رضى الله عنه وهو يقول فى ذلك :-
من خمر نور جمالك ومن رحيق وصالك شربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالك
وأصبح القلب نوراً والقلب قد كان حالك ومبشرى قال هيا فالحما لك سالك
فسرت وهو إمـامى حتى وصلت هنالك ناديت ياليت قومى قد يعلمون بـذلك
هذه هى البداية يا إخوانى التى أجمع عليها الصالحون أجمعون أن القلب كى يتحلَّى بالأنوار لا بد من إزالة ما به من أغيار، ولا تستطيع قوة فى الوجود أن تقضى على هذه الأغيار حتى ولو قام العبد بكل همة بكل ما وصل إليه من أذكار .. كذلك لا تستطيع الأذكار أن تزيل وتقضى على الأغيار .. ولا يزيل الأغيار من قلوب الأبرار إلا إذا أشرق على القلب نور الحبيب المختار فهو وحده الذى يزيل هذه الأغيار ويفتح الباب للأطهار لكى يدلهم على حقيقة الوصل من حضرة العزيز الغفار.
وهذه هى بداية الوصول فنحن فى دائرة المحبة.إلى أن تنبت بذرة المحبة فلا تبقى فى القلب لغير المحبوب حبة فينتقل الإنسان إلى دائرة الأحبة أى من محب إلى محبوب
ومن طالب إلى مطلوب ومن مريد إلى مراد
، قال لا يخطو المريد قدماً فى طريق الله عزوجل حتى يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
المعرفة الحقيقية أما قبل ذلك فعليه أن يجهز نفسه لكن متى يبدأ السفر ؟
إذا لاح الحبيب للنظر وذلك لأنه سيمشى خلفه فإذا لاح الدليل فقد ظهر السبيل ويمشى مع هذا القبيل أما من لم يجد الدليل فأين الطريق لأن حبيبى ليس له جهات ولا يوصل إليه بالحركات ولا تلحقه العبارات ولا تشهده الإشارات وليس بينك وبينه مسافات ومن ظن أنه محجوب بالغطا فقد حرم العطا لأن الذى بينك وبين الله هو أنت.
أمحو أنيتك تجد وصاله فما بينك وبين الله إلا نفسك التى بين جنبيك.
أمحو النفس وشهواتها وحظوظها وأهوائها تجد الله أقرب إليه من حبل الوريد :
إذاً متى يلوح الطريق ؟ بعد أن يظهر نور خير المرسلين.