سر الوصول
.. كل المنازعات النفسيَّة والصفات الكبريائيَّة، التى تجعل النفس ظلمانيَّة لا تستطيع أن تنظر بعين إلهية، أو تدخل فى نطاق أهل المعيَّة ...
>>>> يعنى: أن الذى مازال عنده بقية من الغلِّ أو الحقد أو الحسد، أو الطمع أو الحرص، أو الشُّح أو البخل، أو الأثرة أو الأنانية، فما زال مُحِبًّا لأهل المعيَّة، لكنه لم ينضم رسميًّا فى عداد أهل المعيَّة،
ولذلك فما زال لم يُفتح عليه بمفاتِحهم السَّنيَّة،
ولم يسمح له بعطاءاتهم الوهبيَّة.
فقد قال إمامنا أبو العزائم رضى الله عنه:
(نحنُ قومٌ نَكْتُمُ أسرارنا عن الطالب حتَّى لا يكون له شهوةٌ إلاَّ فى الحقّ).
.. ما عليك إلاَّ أن تضع عين بصيرتك على نفسك وسريرتك، وتنظر إلى ما فيها من عيوب تحجبها عن حضرة علاَّم الغيوب عزَّ وجلّ،
وتجاهد فى إزالة ذلك المطلوب حتى تكون إنساناً منظوراً بعين الغيوب، ويفتح لك كنز فضل الله عزَّ وجلّ، بعد دخولك ضمن هذه العُصبة والثُّلة المباركة.
مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يَرْأهُمْ وَيَوُدُّهُمْ
وَيَفُوزُ مِنْهُمْ بِالصَّفَا وَيُوَالِى
ولذلك قال صلوات الله وسلامه عليه:-
(مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر) - متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
وخاصة إذا كان هذا الكِبْرَ على إخوانه، لأن الله أمرنا أن نكون (54:المائدة):-
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ... )) - بعد ذلك-----------> (( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ .. ))
فالجهاد لا يصح إلاَّ بعد التحقق فى المقامين المتقدمين:-
أن يكون متواضعاً ذليلاً، وهيِّناً وليِّناً، وبشوشاً لإخوانه المؤمنين أجمعين،
>>>> وأن يكون عزيزاً يعزُّ نفسه عن الدنو من العظماء والمتكبرين - وإن كان لحاجة عاجلة - فإنَّ ربَّ الحوائج على كل شئ قدير (2، 3:الطلاق):-
(( .. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [سورة الطلاق:2، 3].
فإذا تحقق المريد بكلام الحىِّ القيوم الحميد المجيد، وصفَّى قلبه، وطابت نفسه، ارتاح سره، ورقى فى عوالم القرب، ونظروا إليه نظر عطف وحنان، فبدَّلُوه إلى أحسن حال،
.. فإذا جاهد يجاهد فى مقام الرجال ، لا يجاهد بالفعال ولا بالأعمال، وإنما يجاهد فى مَحْوِ ما لا يحبُّه الله من خصال، والتجمل بالأحوال التى جعلها واضحة فى صورة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفيها يقول القائل:-
((ليست الكرامة أن تطير فى الهواء، فإن الطيور فى السماء تفعل ذلك، وليست الكرامة أن تمشى على الماء لأن الأسماك والحيتان تصنع ذلك، ولكن الكرامة أن تغيِّر خُلُقاً سيئاً فيك بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) ... ذلك هو جهاد الرجال ..
سر الوصول من كتاب طريق المحبوبين وأذواقهم
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
.. كل المنازعات النفسيَّة والصفات الكبريائيَّة، التى تجعل النفس ظلمانيَّة لا تستطيع أن تنظر بعين إلهية، أو تدخل فى نطاق أهل المعيَّة ...
>>>> يعنى: أن الذى مازال عنده بقية من الغلِّ أو الحقد أو الحسد، أو الطمع أو الحرص، أو الشُّح أو البخل، أو الأثرة أو الأنانية، فما زال مُحِبًّا لأهل المعيَّة، لكنه لم ينضم رسميًّا فى عداد أهل المعيَّة،
ولذلك فما زال لم يُفتح عليه بمفاتِحهم السَّنيَّة،
ولم يسمح له بعطاءاتهم الوهبيَّة.
فقد قال إمامنا أبو العزائم رضى الله عنه:
(نحنُ قومٌ نَكْتُمُ أسرارنا عن الطالب حتَّى لا يكون له شهوةٌ إلاَّ فى الحقّ).
.. ما عليك إلاَّ أن تضع عين بصيرتك على نفسك وسريرتك، وتنظر إلى ما فيها من عيوب تحجبها عن حضرة علاَّم الغيوب عزَّ وجلّ،
وتجاهد فى إزالة ذلك المطلوب حتى تكون إنساناً منظوراً بعين الغيوب، ويفتح لك كنز فضل الله عزَّ وجلّ، بعد دخولك ضمن هذه العُصبة والثُّلة المباركة.
مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يَرْأهُمْ وَيَوُدُّهُمْ
وَيَفُوزُ مِنْهُمْ بِالصَّفَا وَيُوَالِى
ولذلك قال صلوات الله وسلامه عليه:-
(مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْر) - متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
وخاصة إذا كان هذا الكِبْرَ على إخوانه، لأن الله أمرنا أن نكون (54:المائدة):-
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ... )) - بعد ذلك-----------> (( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ .. ))
فالجهاد لا يصح إلاَّ بعد التحقق فى المقامين المتقدمين:-
أن يكون متواضعاً ذليلاً، وهيِّناً وليِّناً، وبشوشاً لإخوانه المؤمنين أجمعين،
>>>> وأن يكون عزيزاً يعزُّ نفسه عن الدنو من العظماء والمتكبرين - وإن كان لحاجة عاجلة - فإنَّ ربَّ الحوائج على كل شئ قدير (2، 3:الطلاق):-
(( .. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [سورة الطلاق:2، 3].
فإذا تحقق المريد بكلام الحىِّ القيوم الحميد المجيد، وصفَّى قلبه، وطابت نفسه، ارتاح سره، ورقى فى عوالم القرب، ونظروا إليه نظر عطف وحنان، فبدَّلُوه إلى أحسن حال،
.. فإذا جاهد يجاهد فى مقام الرجال ، لا يجاهد بالفعال ولا بالأعمال، وإنما يجاهد فى مَحْوِ ما لا يحبُّه الله من خصال، والتجمل بالأحوال التى جعلها واضحة فى صورة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفيها يقول القائل:-
((ليست الكرامة أن تطير فى الهواء، فإن الطيور فى السماء تفعل ذلك، وليست الكرامة أن تمشى على الماء لأن الأسماك والحيتان تصنع ذلك، ولكن الكرامة أن تغيِّر خُلُقاً سيئاً فيك بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) ... ذلك هو جهاد الرجال ..
سر الوصول من كتاب طريق المحبوبين وأذواقهم
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد