اضغط :فتاوى جامعة للنساء
الحمد لله الذي فقهنا في الدين وألهمنا الرشد وجعلنا من عباده المسلمين.
والصلاة والسلام على سيد الأنام وبدر التمام ومصباح الظلام سيدنا محمد وآله بدور التمام، وصحابته العظام، وأتباعه والسالكين على نهجه إلى يوم الدين آمين.
وبعد ، فإن ديننا العظيم أولى عناية خاصة للمرأة المسلمة بنتا، وفتاة، وزوجة، وأماً، لأنها صانعة الأجيال ومُعِدَّةٌ للرجال، . وصدق الشاعر إذ يقول:
الأم مدرسة إذا أعددتها ..... أعددت شعباً طيب الأعراق
وقد كرم الرسول صل الله عليه وسلم المرأة ففقهها في الدين، كما أمر زوجاته بتعلم القراءة و الكتابة، وجعل لنساء المؤمنين درساً خاصاً بهن، يقوم فيه عزوجل بالتعليم النظري، وتقوم السيدة عائشة رضى الله عنها للنساء بالشرح العملي .، وكان يشجع النساء على الاستفسار عن أمور دينهن ، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فى ذلك مشجعة لهن :
{ نَعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ }
بل كان صل الله عليه وسلم يشرك النساء معه في الأعمال التى تناسبهن حتى في القتال عند الضرورة، فقد قال عن السيدة نسيبة بنت كعب في غزوة أحد عندما أمسكت بسيفها وأخذت تدافع عنه صل الله عليه وسلم بعد فرار كثير من المسلمين عن حضرته وإحداق العدو به:
{ مَا ٱلْتَفَتُّ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً إلاَّ وَأَنَا أَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي }
ومن هذا المنطلق .. رأينا أن من واجبنا أن نبصر النساء المسلمات بأمور دينهن فنعقد لهن في كل الزيارات التى نجوب بها البلاد الإسلامية مدناً وقرى مجالساً للعلم تسبقها دعوة لهن، ليتم الانتفاع لأكثر عدد، ونجعل هذه الندوات في المساجد أو قاعات المناسبات المنتشرة في ربوع البلاد، ونقسم هذه الندوات إلى قسمين، القسم الأول عبارة عن درس ديني في الشئون المتعلقة بالنساء وقد جمعنا قدراً كافياً من هذه الدروس ونشرناها في كتابنا "المؤمنات القانتات".
أما القسم الثاني فنجعله للإجابة على الأسئلة والاستفسارات التى نتلقاها من الحاضرات ، ولما كانت هذه الأسئلة تشمل كل شئون المرأة في زيها، وزينتها، وخلقها، وطهارتها، وعبادتها، و جميع حقوقها الزوجية والإرثية وغيرها، وكل أحوالها المنزلية والإجتماعية، فقد جمعنا من هذه الأسئلة قدراً كافياً وآثرنا نشرها بعد تبويبها ومراجعتها تحت عنوان: "فتاوى جامعة للنساء" ليعم بها النفع ويزول بها اللبس وينقشع بها الجهل خاصة أننا جعلناها في لغة سهلة وبطريقة مبسطة ليسهل قراءتها أو سماعها وتناولها لأى امرأة مسلمة حتى ولو كانت على قدر محدود جداً من الثقافة اللغوية أو العلمية.
والله حسبنا في ذلك كله فإنا ما نبغي غير رضاه ولا نطلب إلا توفيقه وهداه، فما كان من هذا العمل من خير، فهو من الله وما كان فيه من سهو أو خطأ؛ فيجبرنا فيه أننا ننوي به وجه الله عزوجل ونفع أخواتنا المسلمات المؤمنات القانتات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مساء الإثنين ، غرة ذو الحجة 1428هـ ، 10 من ديسمبر 2007م