الدكتور مصطفى محمود أشار في كتابه (السر الأعظم )
إلى فضيلة الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبوالعزائم
أنه ( كنز لم يكتشف بعد )
بعد فترة من الإطلاع على الكتب والمواجيد الخاصة بالإمام أبي العزائم بدأ بكتب كتابه الشهير (السر الأعظم)، والذي يعتمد فيه على بحث واستقصاء لآراء الأقطاب الكبار الكمل من أهل الكشف والفتوحات ممن لا شك في مكانتهم العلمية وصدقهم، أمثال أن عربي والغزالي والنفري والجيلي وابن الفارض وأبي العزائم،
يقول الدكتور مصطفى محمود عن علوم الإمام:
" والإمام أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشفي لدني، وهو في نظري كنز لم يكتشف بعد، وقطب ينافس الفحول فكرا وعلما وسلوكا، وشعره لا يخضع للمواصفات الفنية للشعر، وإنما هو شفرة ورموز عرفانية عالية يفهم منها كل واحد على قدر حظه. ونحن ما قدمنا من علم الرجل إلا نقطة من بحر. اهـ.
فيقول الباحث: إن قصائد الإمام المجدد تتسم بعدة سمات وهي:
أ- اختلاف هذه القصائد عن عامة الشعر، فهي تعد بمثابة مواجيد نظمية وإلهامات عرفانية،
و هو الذي جعل الدكتور مصطفى محمود يقول في كتابه "السر الأعظم"
والإمام أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشفي لدني، وليس عن اجتهاد برأي.
ولذلك فلا تعد قصائد الصوفية شعرا بل يعدها بمثابة خمر طهور، فنراه يقول:
ليس شعرا ما قلت حال شهودي
بل هو الخمر يحتسي في الوجود
راح قدس قصائد من قصود
وهي إشراق علمه التوحيدي
بينت قصد آله ومشوق
يسكر الروح في خفاء الوجود
يحتسيها الأفراد حال صفاء
بعد نيل القبول حفظ العهود
أظهرت غيب العلوم عيانا
تشهد الصب غامض التوحيد
مقتضى نشوتي بحال ألست
حين واجهت وجهه في سعود
توقظ النائمين منها بمعنى
تجذب الروح لا بكد الجهود
نور فضل يجلي الحقائق كشفا
للمراد المحبوب سر المزيد
ليس شعرا ما صبغ بل هو سر
لاح للعارفين بعد الشهود
بل هو الذكر تسبح الروح فيه
في علي الملكوت حال الورود
وهو ذكرى للمؤمنين حضورا
يكشف الحجب للمحب المريد
ب- إن هذه القصائد جميعها إملائية، فلقد كان الإمام المجدد يمليها على تلاميذه فنراه يقول:
عني اسمعوا ما تعقلون من الكلام
فالعلم بالرحمن من صافي المدام
والعلم بالله العلي غوامض
لم يفقهن الا الصب في اصطلام
خذ ما صفا لك من إشارة عارف
فالعارفون كلامهم يشفي السقام
ونراه يقول
خذوا من عباراتي بقدر مبانيها
وخلوا لأهل الذوق سر معانيها
ففيها من الأسرار ما ليس يكشفن
وقد خفيت أسرارها ومبانيها
يذوق عباراتي مراد لحضرتي
ويشهد أسرارها فتى فنى فيها
وليس لساني ناطقا بعبارتي
ولكنها نور يفاض بباريها
ثانيا: ويذكر الباحث أنه يمكن تقسيم قصائد الإمام المجدد من ناحية أحجامها إلى خمسة أنواع هي:
1- الأبيات المتفرقة: مثل قوم الإمام:
أما ومجلى كمال الذات في القدس
وعزة عظمكوت وسعة الكرسي
لو أن جرمي ضاق الكون أجمعه
عنه لما يئست من عفوكم نفسي
2- المقطوعات القصيرة: ويتراوح حجمها بين ثلاثة أبيات إلى ستة أبيات ومن أمثلتها:
للطيف الخبير أرفع أمري
وبه في الوجود يرفع قدري
كيف يرجو عبد من العبد عونا
والكريم الحليم عوني وذخري
ويقيني بالله أضحى قويا
بفؤادي وظاهري وبسري
3- القصائد القصيرة: ويتراوح عدد أبياتها بين سعة إلى عشرين بيتا وهذا أكثر قصائد الإمام.
4- القصائد المتوسطة: ويتراوح حجمها من عشرين بيتا إلى أربعين، ويأتي هذا الحجم في المرتبة الثانية من حيث انتشاره في قصائده.
5 – القصائد الطويلة : والتي تزيد عن أربعين بيتا وتصل إلى أكثر من مائة بيت
وكان الإمام لا يميل إليها كثيرا ومن أمثلتها قصيدة:
إلهي بمجلى الذات سر الحقيقة
وغيب التجلي من كنوز الهوية
ومثل قصيدة:
كن إضاءت بشمسها الواحدية
عن معاني تقدست أزلية
ثالثا: أما عن أغراض القصائد عند الإمام أبي العزائم رضي الله عنه فيقول الباحث:
إذا نظرنا إلى قصائد الإمام المجدد نجدها تنقسم إلى أغراض كثيرة هي :
المدح، والفخر، والهجاء، والرثاء، والغزل، والطبيعة، والعتاب، والشعر الوطني.
أما المدح:
ثم يمدح الإمام في قصائده حاكما أو وزيرا أو صاحب سلطان أو جاه وانحصر مدحه في ثلاثة أنواع:
1- المدح البشري 2- مدح المكان 3- مدح الزمان
والمدح البشري عند الإمام يقتصر على أربعة أنواع هي: المدح النبوي،
ومدح أهل البيت، ومدح أهل التقوى والصلاح، ومدح تلاميذه وأتباعه السائرين على نهج النبي.
أما في مدح المكان فقد مدح الأماكن المقدسة مثل الروضات الطاهرة،
والمقامات المقدسة، كمدحه في مقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل عليه السلام،
وزمزم والحطيم وغيرها.ومدح الزمان كمدح الإمام المجدد لليلة القدر،
وشهر رمضان، وليلة نصف شعبان، فقال في ليلة القدر:
سبع وعشرون فيها ليلة القدر
إنزال قرآن ذات المنعم البر
وقال في شهر رمضان
يا شهر رمضان نور الوجه يشرق لي
أتلو به آية القرآن إشهادا
ولقد اتسم مدحه رضي الله عنه بخصائص الصدق والواقعية
وانطلاقه من مبادئي إسلامية ترمي إلى رضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وعن الفخر:
يقول الباحث: إن الفخر في قصائد الإمام أبي العزائم يختلف اختلافا كليا عن الفخر عند الشعراء السابقين،
فلقد جدد الإمام كثيرا في غرض الفخر في قصائده، حيث إنه رأي من صفات الفخر عند السابقين إنها صفات
فانية زائلة لا تستحق الفخر، فالشجاعة والقوة والسلطات كلها صفات لا تدوم، بيد أنه وجد أن الصفات التي
تستحق الفخر هي التقوى والإيمان والقرب إلى الله ورسوله، لقد كان الفخر عند الإمام أبي العزائم منطلقا
من قوله تعالى
أنه ( كنز لم يكتشف بعد )
بعد فترة من الإطلاع على الكتب والمواجيد الخاصة بالإمام أبي العزائم بدأ بكتب كتابه الشهير (السر الأعظم)، والذي يعتمد فيه على بحث واستقصاء لآراء الأقطاب الكبار الكمل من أهل الكشف والفتوحات ممن لا شك في مكانتهم العلمية وصدقهم، أمثال أن عربي والغزالي والنفري والجيلي وابن الفارض وأبي العزائم،
يقول الدكتور مصطفى محمود عن علوم الإمام:
" والإمام أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشفي لدني، وهو في نظري كنز لم يكتشف بعد، وقطب ينافس الفحول فكرا وعلما وسلوكا، وشعره لا يخضع للمواصفات الفنية للشعر، وإنما هو شفرة ورموز عرفانية عالية يفهم منها كل واحد على قدر حظه. ونحن ما قدمنا من علم الرجل إلا نقطة من بحر. اهـ.
فيقول الباحث: إن قصائد الإمام المجدد تتسم بعدة سمات وهي:
أ- اختلاف هذه القصائد عن عامة الشعر، فهي تعد بمثابة مواجيد نظمية وإلهامات عرفانية،
و هو الذي جعل الدكتور مصطفى محمود يقول في كتابه "السر الأعظم"
والإمام أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشفي لدني، وليس عن اجتهاد برأي.
ولذلك فلا تعد قصائد الصوفية شعرا بل يعدها بمثابة خمر طهور، فنراه يقول:
ليس شعرا ما قلت حال شهودي
بل هو الخمر يحتسي في الوجود
راح قدس قصائد من قصود
وهي إشراق علمه التوحيدي
بينت قصد آله ومشوق
يسكر الروح في خفاء الوجود
يحتسيها الأفراد حال صفاء
بعد نيل القبول حفظ العهود
أظهرت غيب العلوم عيانا
تشهد الصب غامض التوحيد
مقتضى نشوتي بحال ألست
حين واجهت وجهه في سعود
توقظ النائمين منها بمعنى
تجذب الروح لا بكد الجهود
نور فضل يجلي الحقائق كشفا
للمراد المحبوب سر المزيد
ليس شعرا ما صبغ بل هو سر
لاح للعارفين بعد الشهود
بل هو الذكر تسبح الروح فيه
في علي الملكوت حال الورود
وهو ذكرى للمؤمنين حضورا
يكشف الحجب للمحب المريد
ب- إن هذه القصائد جميعها إملائية، فلقد كان الإمام المجدد يمليها على تلاميذه فنراه يقول:
عني اسمعوا ما تعقلون من الكلام
فالعلم بالرحمن من صافي المدام
والعلم بالله العلي غوامض
لم يفقهن الا الصب في اصطلام
خذ ما صفا لك من إشارة عارف
فالعارفون كلامهم يشفي السقام
ونراه يقول
خذوا من عباراتي بقدر مبانيها
وخلوا لأهل الذوق سر معانيها
ففيها من الأسرار ما ليس يكشفن
وقد خفيت أسرارها ومبانيها
يذوق عباراتي مراد لحضرتي
ويشهد أسرارها فتى فنى فيها
وليس لساني ناطقا بعبارتي
ولكنها نور يفاض بباريها
ثانيا: ويذكر الباحث أنه يمكن تقسيم قصائد الإمام المجدد من ناحية أحجامها إلى خمسة أنواع هي:
1- الأبيات المتفرقة: مثل قوم الإمام:
أما ومجلى كمال الذات في القدس
وعزة عظمكوت وسعة الكرسي
لو أن جرمي ضاق الكون أجمعه
عنه لما يئست من عفوكم نفسي
2- المقطوعات القصيرة: ويتراوح حجمها بين ثلاثة أبيات إلى ستة أبيات ومن أمثلتها:
للطيف الخبير أرفع أمري
وبه في الوجود يرفع قدري
كيف يرجو عبد من العبد عونا
والكريم الحليم عوني وذخري
ويقيني بالله أضحى قويا
بفؤادي وظاهري وبسري
3- القصائد القصيرة: ويتراوح عدد أبياتها بين سعة إلى عشرين بيتا وهذا أكثر قصائد الإمام.
4- القصائد المتوسطة: ويتراوح حجمها من عشرين بيتا إلى أربعين، ويأتي هذا الحجم في المرتبة الثانية من حيث انتشاره في قصائده.
5 – القصائد الطويلة : والتي تزيد عن أربعين بيتا وتصل إلى أكثر من مائة بيت
وكان الإمام لا يميل إليها كثيرا ومن أمثلتها قصيدة:
إلهي بمجلى الذات سر الحقيقة
وغيب التجلي من كنوز الهوية
ومثل قصيدة:
كن إضاءت بشمسها الواحدية
عن معاني تقدست أزلية
ثالثا: أما عن أغراض القصائد عند الإمام أبي العزائم رضي الله عنه فيقول الباحث:
إذا نظرنا إلى قصائد الإمام المجدد نجدها تنقسم إلى أغراض كثيرة هي :
المدح، والفخر، والهجاء، والرثاء، والغزل، والطبيعة، والعتاب، والشعر الوطني.
أما المدح:
ثم يمدح الإمام في قصائده حاكما أو وزيرا أو صاحب سلطان أو جاه وانحصر مدحه في ثلاثة أنواع:
1- المدح البشري 2- مدح المكان 3- مدح الزمان
والمدح البشري عند الإمام يقتصر على أربعة أنواع هي: المدح النبوي،
ومدح أهل البيت، ومدح أهل التقوى والصلاح، ومدح تلاميذه وأتباعه السائرين على نهج النبي.
أما في مدح المكان فقد مدح الأماكن المقدسة مثل الروضات الطاهرة،
والمقامات المقدسة، كمدحه في مقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل عليه السلام،
وزمزم والحطيم وغيرها.ومدح الزمان كمدح الإمام المجدد لليلة القدر،
وشهر رمضان، وليلة نصف شعبان، فقال في ليلة القدر:
سبع وعشرون فيها ليلة القدر
إنزال قرآن ذات المنعم البر
وقال في شهر رمضان
يا شهر رمضان نور الوجه يشرق لي
أتلو به آية القرآن إشهادا
ولقد اتسم مدحه رضي الله عنه بخصائص الصدق والواقعية
وانطلاقه من مبادئي إسلامية ترمي إلى رضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وعن الفخر:
يقول الباحث: إن الفخر في قصائد الإمام أبي العزائم يختلف اختلافا كليا عن الفخر عند الشعراء السابقين،
فلقد جدد الإمام كثيرا في غرض الفخر في قصائده، حيث إنه رأي من صفات الفخر عند السابقين إنها صفات
فانية زائلة لا تستحق الفخر، فالشجاعة والقوة والسلطات كلها صفات لا تدوم، بيد أنه وجد أن الصفات التي
تستحق الفخر هي التقوى والإيمان والقرب إلى الله ورسوله، لقد كان الفخر عند الإمام أبي العزائم منطلقا
من قوله تعالى
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: من الآية13)
فمن ثم يظهر الاختلاف بين الفخر عند أبي العزائم، والفخر عن السابقين،
حيث أنه لم يفتخر في قصائده بقوته أو بعلمه أو بشجاعته بل يفتخر
بقربه من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فنراه يقول:
سقاني رسول الله كأسا مزمزما
وصيرني طه إماما مقدما
ونراه يقول:
سقاني رسول الله راح وداده
وصيرني بالفضل باب شهوده
ونراه يفخر طورا آخر بعبوديته لله تعالى فيقول:
أيقنت قدري مقامي
أتى الرغام قوامي
عبد لرب قد يسر
بسر محيط سلام
ونراه يفتخر بانتسابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:
كيف أخشى أو أخاف ولي بكم
نسبة صحت لدى أنسابكم
أو أرى ضيما وجدي أحمد
قد ورثت المجد عن أحسابكم
أما في الرثاء:
لقد استطاع الإمام أبو العزائم أن يجدد في رثائه بالدعاء لمن يرثه بالمغفرة والرحمة والدرجات العالية والفوز بالجنة، وكان رضي الله عنه يتحلى بصفات الإيمان في رثائه، لقد رثى الإمام والديه فقال:
أعني أبر الوالدين أيا ربي
فإنهما أصلاي مذ كنت في الغيب
بررتهما حين هب لي عناية
أبرهما في القبر بالجسم والقلب
وقال أيضا رضي الله عنه في رثاء تلميذه محمد عبد الخالق:
محمد يا ابن عبد الخالق
أزورك مشتاقا لخل وصادق
ولي طمع في الله جل جلاله
أنالك غفرانا من فضل رازق
لقد كنت صديقا لك الوجه مشهد
وكنت كبير القلب في حال خافق
وعن الهجاء:
يقول الباحث : إن الإمام أبا العزائم ما ساقه إلى الهجاء إلا غيرته الشديدة على دينه ووطنه،
وكراهيته للاستعمار والحاكم المفسد، فدوافعه للهجاء تعد دوافع من أجل المصلحة والمنفعة العامة،
لا المصلحة الشخصية الذاتية كسائر الشعراء.
ومن أمثله هجائه رضي الله عنه لموسوليني وجورج الخامس يقول:
يا وحش روما تأدب
فلست كسرى أو قيصر
وطعنة القهر تأتي
وأنت كالثوب تنشر
كبير لندن فاذحر
فالله ربك أكبر
وطعنة القهر تأتي
من حيث لا تتصور
وقد هجا الإمام الغرب وروسيا والموالين للأعداء والمتخاذلين في الأمة،
وأهم السمات التي سيطرت على قصائد الهجاء عند الإمام المجدد أبي العزائم هي:
الصدق والتهذيب، والوعيد، والدعاء والبساطة.
أما قصائد العتاب عند الإمام:
فقد اتخذت اتجاهين: احدهما عتاب خاص ويخص فيه مجموعة من تلاميذه وإخوانه
فيعاتبهم نتيجة حدوث موافق معينة منهم وهو عتاب قليل لا يذكر، وثانيهما:
عتاب عام يوجهه إلى عامة الأمة الإسلامية لمن يتجاهل نعم الله عليه
أو يوالي أعداء الله، وسبب قلة قصائد العتاب عند الإمام قلة المواقف التي تستدعي اللوم،
وطبيعة الإمام المتسامحة، وانشغاله رضي الله عنه بمصلحة الدين والوطن
جعله لا ينظر إلى مواقف العتاب بأهمية كبيرة.
وعن الغـزل
استطاع الإمام أبو العزائم أن يجعل كل حبه في قصائده موجها إلى الله تعالى وحده
فلم نجد في قصائده أي غزل بشرى، لأن الحب الإلهي سيطر عليها بكثرة.
وقصائد الطبيعة:
عند الإمام أبي العزائم كثيرة متنوعة تناول فيها بديع صنع الله وقدرته، ويخاطب فيها الكائنات
كالشمس والبحر والغمام والنيل والصحراء، وغيرها.. من أمثلة ذلك يقول في ماء البحر:
طهرت بالماء كلي
جسمي وروحي وظلي
طهر حبيبي روحي
بنور وجهك حولي
يا بحر أنت جمال
محوت عني جهلي
وقد أراد الإمام من خلال مواجيده عن الطبيعة أن يزيد من إيمان المسلمين بربهم،
وأن يعبر عن جمال الله الذي استودعه آيات الكون مذكرا بنعم الله الكثيرة عليها
ومتوجها بالدعاء والشكر على ذلك.
أما القصائد الوطنية:
فتنقسم إلى نوعين: قصائد تتعلق بحبه لمصر ومخاطبة أهلها على التضامن
والألفة والقوة، وقصائد تتعلق بالأمة الإسلامية والعربية ينبأ فيها الإمام المجدد بالخير والنصر كقوله:
يا أمة الهادي اسمعوا
نبأ الصحابة والهداة الأولين
وقوله أيضا :
بربكم وطني الإسلام أفديه
بالنفس والمال والرحمن يعليه
والمسلمون همو نفسي وحبهمو
فرض علي بصدق القول أرويه
والنوع الأخير من قصائد الإمام هو القصائد الإسلامية وهي كثيرة جدا ومتنوعة
فمنها قصائد الدعاء والحكمة والنصح والإرشاد وقصائد العبادات والمناسبات الدينية
والقصائد الصوفية ونظرا لكثرة هذه القصائد وانتشارها مع كافة الإخوان وتلاميذ الإمام
يصعب حصرها وجمعها إلا أن خلفاء الإمام المجدد من بعده جموعا منها
عددا كبيرا صدر في خمسة أجزاء حتى الآن تحت العنوان الذي اختاره الإمام لقصائده وهو
"ديوان ضياء القلوب من فضل علام الغيوب".. وبه نماذج متعددة لمواجيده وقصائده رضي الله عنه مصنفة ومرتبة.
بقربه من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فنراه يقول:
سقاني رسول الله كأسا مزمزما
وصيرني طه إماما مقدما
ونراه يقول:
سقاني رسول الله راح وداده
وصيرني بالفضل باب شهوده
ونراه يفخر طورا آخر بعبوديته لله تعالى فيقول:
أيقنت قدري مقامي
أتى الرغام قوامي
عبد لرب قد يسر
بسر محيط سلام
ونراه يفتخر بانتسابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:
كيف أخشى أو أخاف ولي بكم
نسبة صحت لدى أنسابكم
أو أرى ضيما وجدي أحمد
قد ورثت المجد عن أحسابكم
أما في الرثاء:
لقد استطاع الإمام أبو العزائم أن يجدد في رثائه بالدعاء لمن يرثه بالمغفرة والرحمة والدرجات العالية والفوز بالجنة، وكان رضي الله عنه يتحلى بصفات الإيمان في رثائه، لقد رثى الإمام والديه فقال:
أعني أبر الوالدين أيا ربي
فإنهما أصلاي مذ كنت في الغيب
بررتهما حين هب لي عناية
أبرهما في القبر بالجسم والقلب
وقال أيضا رضي الله عنه في رثاء تلميذه محمد عبد الخالق:
محمد يا ابن عبد الخالق
أزورك مشتاقا لخل وصادق
ولي طمع في الله جل جلاله
أنالك غفرانا من فضل رازق
لقد كنت صديقا لك الوجه مشهد
وكنت كبير القلب في حال خافق
وعن الهجاء:
يقول الباحث : إن الإمام أبا العزائم ما ساقه إلى الهجاء إلا غيرته الشديدة على دينه ووطنه،
وكراهيته للاستعمار والحاكم المفسد، فدوافعه للهجاء تعد دوافع من أجل المصلحة والمنفعة العامة،
لا المصلحة الشخصية الذاتية كسائر الشعراء.
ومن أمثله هجائه رضي الله عنه لموسوليني وجورج الخامس يقول:
يا وحش روما تأدب
فلست كسرى أو قيصر
وطعنة القهر تأتي
وأنت كالثوب تنشر
كبير لندن فاذحر
فالله ربك أكبر
وطعنة القهر تأتي
من حيث لا تتصور
وقد هجا الإمام الغرب وروسيا والموالين للأعداء والمتخاذلين في الأمة،
وأهم السمات التي سيطرت على قصائد الهجاء عند الإمام المجدد أبي العزائم هي:
الصدق والتهذيب، والوعيد، والدعاء والبساطة.
أما قصائد العتاب عند الإمام:
فقد اتخذت اتجاهين: احدهما عتاب خاص ويخص فيه مجموعة من تلاميذه وإخوانه
فيعاتبهم نتيجة حدوث موافق معينة منهم وهو عتاب قليل لا يذكر، وثانيهما:
عتاب عام يوجهه إلى عامة الأمة الإسلامية لمن يتجاهل نعم الله عليه
أو يوالي أعداء الله، وسبب قلة قصائد العتاب عند الإمام قلة المواقف التي تستدعي اللوم،
وطبيعة الإمام المتسامحة، وانشغاله رضي الله عنه بمصلحة الدين والوطن
جعله لا ينظر إلى مواقف العتاب بأهمية كبيرة.
وعن الغـزل
استطاع الإمام أبو العزائم أن يجعل كل حبه في قصائده موجها إلى الله تعالى وحده
فلم نجد في قصائده أي غزل بشرى، لأن الحب الإلهي سيطر عليها بكثرة.
وقصائد الطبيعة:
عند الإمام أبي العزائم كثيرة متنوعة تناول فيها بديع صنع الله وقدرته، ويخاطب فيها الكائنات
كالشمس والبحر والغمام والنيل والصحراء، وغيرها.. من أمثلة ذلك يقول في ماء البحر:
طهرت بالماء كلي
جسمي وروحي وظلي
طهر حبيبي روحي
بنور وجهك حولي
يا بحر أنت جمال
محوت عني جهلي
وقد أراد الإمام من خلال مواجيده عن الطبيعة أن يزيد من إيمان المسلمين بربهم،
وأن يعبر عن جمال الله الذي استودعه آيات الكون مذكرا بنعم الله الكثيرة عليها
ومتوجها بالدعاء والشكر على ذلك.
أما القصائد الوطنية:
فتنقسم إلى نوعين: قصائد تتعلق بحبه لمصر ومخاطبة أهلها على التضامن
والألفة والقوة، وقصائد تتعلق بالأمة الإسلامية والعربية ينبأ فيها الإمام المجدد بالخير والنصر كقوله:
يا أمة الهادي اسمعوا
نبأ الصحابة والهداة الأولين
وقوله أيضا :
بربكم وطني الإسلام أفديه
بالنفس والمال والرحمن يعليه
والمسلمون همو نفسي وحبهمو
فرض علي بصدق القول أرويه
والنوع الأخير من قصائد الإمام هو القصائد الإسلامية وهي كثيرة جدا ومتنوعة
فمنها قصائد الدعاء والحكمة والنصح والإرشاد وقصائد العبادات والمناسبات الدينية
والقصائد الصوفية ونظرا لكثرة هذه القصائد وانتشارها مع كافة الإخوان وتلاميذ الإمام
يصعب حصرها وجمعها إلا أن خلفاء الإمام المجدد من بعده جموعا منها
عددا كبيرا صدر في خمسة أجزاء حتى الآن تحت العنوان الذي اختاره الإمام لقصائده وهو
"ديوان ضياء القلوب من فضل علام الغيوب".. وبه نماذج متعددة لمواجيده وقصائده رضي الله عنه مصنفة ومرتبة.