رمضان هو شهر المغفرة وشهر الجود والإحسان، وشهر الكرم والامتنان من الحنان المنان سبحانه وتعالى فما بالكم والعمل فيه يتضاعف؛ فالفريضة بسبعين فريضة فيما سواه من الشهور الأخرى،
والسُّنَّة فيه تعادل فريضة فيما سواه من الشهور، وإذا صامه الإنسان وأحسن صيامه أخذ تذكرة إلهية لدخول الجنة من باب الريَّان الذي لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق ولم يدخل منه أحد.
فما بالكم وفي كل ليلة من لياليه يتفضل المولى سبحانه وتعالى فيمنُّ على مائة ألف من الصائمين ويطلق القرار الإلهي بعتق رقابهم من النار وتكريمهم بالنجاة من دار البوار، وضمان دخولهم الجنة مع الأبرار.
فإذا كانت ليلة الجمعة ويومها فإن مكت(1)، فإذا كانت آخر ليلة من رمضان أعتق الله فيها مثل ما يعتق في سائر الشهرب القدرة الإلهي يخرج في كل ساعة صحفاً فيها مائة ألف أعتقهم الله من النار
ومن عمل فيه عملاً كان أجره مضاعفاً، ومن سكت فيه عن العمل كان سكوته تسبيحاً لله، وإذا جاء غروب الشمس قالت له ملائكة الله: ادعُ فإن لك دعوة مستجابة عند الله، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: { نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ}(2)
فما بالكم وفيه ليلةٌ وهى ليلة القدر المباركة لو أحياها الإنسان ولو بصلاة الفجر والعشاء في جماعة في العشر الأواخر لقول رسولكم الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم: { مَنْ صَلَّى? الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ لَيْلِهِ، وَمَنْ صَلَّى الْصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْل كُلَّهُ } (3)
وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {فَالْتَمِسُوها فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}(4)
فمن صلى العشاء في جماعة والصبح في جماعة في العشر الأواخر من رمضان كان له أجر ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، يحرر له الكرام الكاتبون عملاً صالحاً في صحف مكرمة بأيدي سفرة كرام بررة بأعمال مقدارها ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر
كأنه عَبَدَ الله عبادة قيام ليلها، صيام نهارها لمدة ثلاثة وثمانين عاماً وزيادة أربعة أشهر فلو حافظ المؤمن على هذا الحال؛ على صلاة العشاء والفجر في جماعة في العشر الأواخر من رمضان لمدة أربعين أو خمسين عاماً مثلاً، كان كأنه عاش أربعة آلاف سنة في عبادة متصلة، ليلها قيام ونهارها صيام للملك العلام سبحانه وتعالى
أجرٌ كثير وثوابٌ كبير لخصه البشير النذير فقال: { وَهُوَ شَهْرٌ: أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، فَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ بِهَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَانِ لاَ غِنَىً لَكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَه إِلاَّ اللَّهُ وَتَسْتَغْفِرُونَهُ وَأَمَّا اللَّتَانِ لاَ غِنى? بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّار(5ِ)
[SIZE="3"](1)طس، عن أَنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
(2) إشارة إلى الحديث: { ليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة، لله تعالى في كل ساعة منها ست مائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار} كنز العمال
(3)ورد في الفتح الكبير عن عبد الله بن أبي أوفى.
(4)رواه مسلم والترمذي وأبو داود عن عثمان وقال حديث حسن صحيح.
(5) رواه البخاري في صحيحه والبيهقي في سننه عن عائشة.
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC5_%D1%E3%D6%C7%E4_%E6%DA%ED%CF_%C7%E1%DD%D8%D1&id=39&cat=3
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_Khotab_elhameya_V5_Ramadan_Eid_elfeter.pdf&id=39"][SIZE="5"]منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج5_رمضان_وعيد_الفطر}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=1yJ3vravuUo
[/size]