رجب شهر التوبة
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال الله عز وجل في حديثه القدسي
{ لَوْلاَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ مَا خَلَّيْتُ بَيْنَ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَبَيْنَ الذَّنْب }(1)
يعنى لولا أن الذنب يأخذ المؤمن من الغرور والإعجاب بنفسه فالذنب له خاصية فريدة وميزة عجيبة فإن المرء عندما يكرمه الله ويحافظ على الطاعة قد يغتر بنفسه ويظن أنه أصبح له شيئاً عند الله وأصبح له عمل يرجو نظيره من الثواب والرحمة من عند الله فيأتي الذنب فيعرفه بنفسه وأنه خطاء مذنب وأنه لولا أن يتداركه الله بعنايته ويغفر له خطيئته لغطت ذنوبه على حسناته.
إن الذنوب يفعلها المرء عامداً أو يفعلها المرء جاهلاً فالذي يفعله المرء جاهلاً لا يحاسبه عليه الله لقوله صلي الله عليه وسلم
{ رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأُ، والسهو، وَالنسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ }(2)
فلو فعل الذنب ساهياً أو جاهلاً فإن الله يتوب عليه من قريب لا يحتاج منه أن يندم على ما فعل إذا علم أنه أذنب ويقر في نفسه بالخطأ ويعترف بين يدي مولاه عز وجل بهذه الغلطة والجناية فيتوب الله عز وجل عليه ...
أما الذي فعل الذنب عامداً متعمداً يعني يفعله ويعلم عند فعله أنه يرتكب ذنباً فلابد له من توبة نصوح هذه التوبة حتى ولو كان قضى عمره كله في طاعة الله فإن عمله الصالح طول عمره لا يعادل هذا الذنب ولا يستوجب بحسناته هذه غفران الله وتوبة الله عز وجل ، فإن إبليس عبد الله أثنين وسبعين ألف سنة حتى ورد في الأثر:
{ ما من موضع شبر في السموات السبع إلا ولإبليس فيه سجدة لله عز وجل }
ثم عصى الله بذنب واحد مرة واحدة عندما أمره بالسجود لآدم فأبى ورفض السجود أبى واستكبر؛ ولهذا قال الله
{ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ}(18الأعراف)،
من ذنب واحد تركه الله لأنه عمله متعمداً ويعلم أنه يرتكب الذنب ... وأن هذا إثم كبير لم تشفع له طاعاته الطويلة ولا عباداته الكثيرة لله عز وجل .
فالذنب الذي يحرص المؤمن على عدم الوقوع فيه؛ هو الذنب الذي يعلم مقدماً أنه مخطئ عند الوقوع فيه وأنه يقابل الله عز وجل بالعصيان فيه والخطأ الأكبر من ذلك إذا تباهى بتلك المعصية وجاهر بها بين المؤمنين يجاهر بالفواحش والمنكرات ويظن أنه بذلك له شرف بينهم وسيصير له مكانة من الفتوة أو ما شابهها مثلهم، وكل هذا يقول فيه صلي الله عليه وسلم :
{ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافىً إِلاَّ المُجَاهِرُونَ }(3)
والمجاهر هو الذي يتباهى ويفتخر بالذنب ويقول للناس مثلاً إني ضحكت على فلان وأخذت منه في هذه البيعة ألفين جنيه، أو ضحكت على فلان وجعلته يكتب لى عقد على قطعة الأرض بمبلغ زهيد ومش عارف قيمتها، أو ضحكت على فلان وأخذت منه المكان الفلاني وأعطيته بدلاً منه آخر لا ينفع ولا يشفع !! ويعتقد أن ذلك من باب الشطارة والمهارة والفهلوة ... أو يقول .. أنا كتفت فلان زوج ابنتى بمبلغ مائة ألف جنيه ووقع ولم يأخذ باله كل هذه الأشياء وأمثالها التى باهى المرء بفعلها !! لا مغفرة لها إلا إذا تاب توبة نصوحاً وأخذ يضرع إلى الله فيها ويبكى بكاءاً شديداً من أجل محوها ويعاهد الله على تركها وعدم العود ما عاش إلى مثلها ويطلب منه بذلة وخشوع وانكسار أن يمحوها على أن لا يعود إلى مثلها أبداً ... فإذا عرف الله صدقه وصحة عزمه وصفاء إرادته وصدق قوله تقبل الله توبته ومحا الله حوبته بل ربما يدخله في قوله
{فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }(70الفرقان) ...
لكن المؤمنين جعلوا شهر رجب للتوبة لجميع المؤمنين من ماذا؟ من الأشياء التي نقع فيها ولا نفطن لها .. فإن الذي ذكرناه يحتاج إلى التوبة في الحال .. ولا يجوز للمرء أن يسوف ويؤخر لأنه لا يعلم عاقبته، أما التوبة في شهر رجب فمن الذنوب التي لا يفطن إليها المرء ولا يعتبرها ذنباً ونأخذ منها على سبيل المثال:
كل لحظة تمر عليك وأنت غافل فيها عن ذكر الله فالغفلة عن ذكر الله ذنب لا نعتبره ولا نحاسب أنفسنا عليه في هذه الحياة وهى تحتاج إلى توبة صحيحة ومن لم يتب منها يقول يوم القيامة كما أنبأ الله
{ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ }(56الزمر)،
كل نفس مر عليك في لهو ولعب وفي جلوسك غافلاً متغافلاً في غير ذكر الله فهو ذنب يستحق من المرء أن يتوب إلى الله منه، لا ندرى بهذا الذنب، على أننا لا نعلم عن الذنب إلا أنه تعدى ما حرم الله لكن نسينا أن الغفلة ذنب يقول فيه الله
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}(36الزخرف)
الذي يغفل عن ذكر الله يجعل الله له شيطاناً قريناً ... يوسوس له ويخنس له ... فالغفلة عن الله وعن ذكر الله ذنب يستوجب التوبة منا جميعاً.
يا عباد الله الطاعة
(1)جامع الأحاديث والمراسيل ورواه الشيخ عن كليب الجهنى.
(2)عن ثوبان في الفتح الكبير، وابن ماجة وابن حبان والحاكم في الدرر المنتثرة.
(3)عن أبي قتادة الأنصاري رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال الله عز وجل في حديثه القدسي
{ لَوْلاَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ مَا خَلَّيْتُ بَيْنَ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَبَيْنَ الذَّنْب }(1)
يعنى لولا أن الذنب يأخذ المؤمن من الغرور والإعجاب بنفسه فالذنب له خاصية فريدة وميزة عجيبة فإن المرء عندما يكرمه الله ويحافظ على الطاعة قد يغتر بنفسه ويظن أنه أصبح له شيئاً عند الله وأصبح له عمل يرجو نظيره من الثواب والرحمة من عند الله فيأتي الذنب فيعرفه بنفسه وأنه خطاء مذنب وأنه لولا أن يتداركه الله بعنايته ويغفر له خطيئته لغطت ذنوبه على حسناته.
إن الذنوب يفعلها المرء عامداً أو يفعلها المرء جاهلاً فالذي يفعله المرء جاهلاً لا يحاسبه عليه الله لقوله صلي الله عليه وسلم
{ رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأُ، والسهو، وَالنسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ }(2)
فلو فعل الذنب ساهياً أو جاهلاً فإن الله يتوب عليه من قريب لا يحتاج منه أن يندم على ما فعل إذا علم أنه أذنب ويقر في نفسه بالخطأ ويعترف بين يدي مولاه عز وجل بهذه الغلطة والجناية فيتوب الله عز وجل عليه ...
أما الذي فعل الذنب عامداً متعمداً يعني يفعله ويعلم عند فعله أنه يرتكب ذنباً فلابد له من توبة نصوح هذه التوبة حتى ولو كان قضى عمره كله في طاعة الله فإن عمله الصالح طول عمره لا يعادل هذا الذنب ولا يستوجب بحسناته هذه غفران الله وتوبة الله عز وجل ، فإن إبليس عبد الله أثنين وسبعين ألف سنة حتى ورد في الأثر:
{ ما من موضع شبر في السموات السبع إلا ولإبليس فيه سجدة لله عز وجل }
ثم عصى الله بذنب واحد مرة واحدة عندما أمره بالسجود لآدم فأبى ورفض السجود أبى واستكبر؛ ولهذا قال الله
{ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ}(18الأعراف)،
من ذنب واحد تركه الله لأنه عمله متعمداً ويعلم أنه يرتكب الذنب ... وأن هذا إثم كبير لم تشفع له طاعاته الطويلة ولا عباداته الكثيرة لله عز وجل .
فالذنب الذي يحرص المؤمن على عدم الوقوع فيه؛ هو الذنب الذي يعلم مقدماً أنه مخطئ عند الوقوع فيه وأنه يقابل الله عز وجل بالعصيان فيه والخطأ الأكبر من ذلك إذا تباهى بتلك المعصية وجاهر بها بين المؤمنين يجاهر بالفواحش والمنكرات ويظن أنه بذلك له شرف بينهم وسيصير له مكانة من الفتوة أو ما شابهها مثلهم، وكل هذا يقول فيه صلي الله عليه وسلم :
{ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافىً إِلاَّ المُجَاهِرُونَ }(3)
والمجاهر هو الذي يتباهى ويفتخر بالذنب ويقول للناس مثلاً إني ضحكت على فلان وأخذت منه في هذه البيعة ألفين جنيه، أو ضحكت على فلان وجعلته يكتب لى عقد على قطعة الأرض بمبلغ زهيد ومش عارف قيمتها، أو ضحكت على فلان وأخذت منه المكان الفلاني وأعطيته بدلاً منه آخر لا ينفع ولا يشفع !! ويعتقد أن ذلك من باب الشطارة والمهارة والفهلوة ... أو يقول .. أنا كتفت فلان زوج ابنتى بمبلغ مائة ألف جنيه ووقع ولم يأخذ باله كل هذه الأشياء وأمثالها التى باهى المرء بفعلها !! لا مغفرة لها إلا إذا تاب توبة نصوحاً وأخذ يضرع إلى الله فيها ويبكى بكاءاً شديداً من أجل محوها ويعاهد الله على تركها وعدم العود ما عاش إلى مثلها ويطلب منه بذلة وخشوع وانكسار أن يمحوها على أن لا يعود إلى مثلها أبداً ... فإذا عرف الله صدقه وصحة عزمه وصفاء إرادته وصدق قوله تقبل الله توبته ومحا الله حوبته بل ربما يدخله في قوله
{فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }(70الفرقان) ...
لكن المؤمنين جعلوا شهر رجب للتوبة لجميع المؤمنين من ماذا؟ من الأشياء التي نقع فيها ولا نفطن لها .. فإن الذي ذكرناه يحتاج إلى التوبة في الحال .. ولا يجوز للمرء أن يسوف ويؤخر لأنه لا يعلم عاقبته، أما التوبة في شهر رجب فمن الذنوب التي لا يفطن إليها المرء ولا يعتبرها ذنباً ونأخذ منها على سبيل المثال:
كل لحظة تمر عليك وأنت غافل فيها عن ذكر الله فالغفلة عن ذكر الله ذنب لا نعتبره ولا نحاسب أنفسنا عليه في هذه الحياة وهى تحتاج إلى توبة صحيحة ومن لم يتب منها يقول يوم القيامة كما أنبأ الله
{ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ }(56الزمر)،
كل نفس مر عليك في لهو ولعب وفي جلوسك غافلاً متغافلاً في غير ذكر الله فهو ذنب يستحق من المرء أن يتوب إلى الله منه، لا ندرى بهذا الذنب، على أننا لا نعلم عن الذنب إلا أنه تعدى ما حرم الله لكن نسينا أن الغفلة ذنب يقول فيه الله
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}(36الزخرف)
الذي يغفل عن ذكر الله يجعل الله له شيطاناً قريناً ... يوسوس له ويخنس له ... فالغفلة عن الله وعن ذكر الله ذنب يستوجب التوبة منا جميعاً.
يا عباد الله الطاعة
(1)جامع الأحاديث والمراسيل ورواه الشيخ عن كليب الجهنى.
(2)عن ثوبان في الفتح الكبير، وابن ماجة وابن حبان والحاكم في الدرر المنتثرة.
(3)عن أبي قتادة الأنصاري رواه الطبراني في الصغير والأوسط.