التطهر من أوصاف النفاق
================
وهذا ما يحتاجه الناس في هذا الزمان، وخاصة بعد اندثار الأخلاق الإسلامية، وازدياد أخلاق النفاق والمنافقين، والتي أصبحت في كل وادٍ وحين، مع أن الحبيب صلى الله عليه وسلم بيَّن ووضح بأجلى بيان فيقول:
{ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ } (1)
وفي رواية أخرى:
{ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ } (2)
فالذي يدخل مع الصادقين لا بد في البداية أن يُطهر نفسه من أوصاف المنافقين تطهيراً كلياً، فهل يجوز أن يكون فيه أوصاف المنافقين ويصحب الصالحين؟!! كيف يصحب الصالحين، وهو إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا اؤتمن خان؟!! لا يجوز ذلك أبداً.
لا بد له من البداية أن يمحو هذه الأوصاف، حتى يتجمَّل بالأوصاف الإلهية، ويسمونها عندنا في علم الصفاء والأصفياء (التخلِّي للتحلِّي) لكي أُحلي هذا الحائط وأُزينه، لابد أن أمحو الأشياء السيئة من عليه أولاً، لأنه لا يصح أن أضع الأشياء الحسنة على الأشياء السيئة، وكذلك نفس الأمر، أو إذا كنت ألبس قميص غير نظيف، وأنا أريد أن أكون كما قال حضرة النبي:
أَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ } (3)
فهل ألبس القميص الحسن على السيئ؟!
لا، بل يجب أن أخلع هذا أولاً.
فلا بد للإنسان أن يتخلى عن أوصاف المنافقين، ليتجمَّل ويتحلَّى بأوصاف المؤمنين الصادقين، ويبدأ بعد ذلك فيتخلى عن أوصاف المؤمنين، ويتحلى بأوصاف العارفين الذين هم عباد الرحمن، وهم أعلى في المقام، ثم يتخلى عن أوصاف العارفين ليتحلى بأوصاف الوارثين، ويكون هنا على خُلق سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
.
ونضرب مثلاً لنُوضح هذه الإشارة: إذا كان هو من المؤمنين فسيكُف أذاه عن الآخرين، لكن إذا ارتقى سيعمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
{ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ }(4)
=====================================
( 1) مسند أحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه
( 2) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
( 3) مسند أحمد وسنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه
(4) مسند أحمد والحاكم في المستدرك عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
===========================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
٣ تعليقات
================
وهذا ما يحتاجه الناس في هذا الزمان، وخاصة بعد اندثار الأخلاق الإسلامية، وازدياد أخلاق النفاق والمنافقين، والتي أصبحت في كل وادٍ وحين، مع أن الحبيب صلى الله عليه وسلم بيَّن ووضح بأجلى بيان فيقول:
{ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ } (1)
وفي رواية أخرى:
{ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ } (2)
فالذي يدخل مع الصادقين لا بد في البداية أن يُطهر نفسه من أوصاف المنافقين تطهيراً كلياً، فهل يجوز أن يكون فيه أوصاف المنافقين ويصحب الصالحين؟!! كيف يصحب الصالحين، وهو إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا اؤتمن خان؟!! لا يجوز ذلك أبداً.
لا بد له من البداية أن يمحو هذه الأوصاف، حتى يتجمَّل بالأوصاف الإلهية، ويسمونها عندنا في علم الصفاء والأصفياء (التخلِّي للتحلِّي) لكي أُحلي هذا الحائط وأُزينه، لابد أن أمحو الأشياء السيئة من عليه أولاً، لأنه لا يصح أن أضع الأشياء الحسنة على الأشياء السيئة، وكذلك نفس الأمر، أو إذا كنت ألبس قميص غير نظيف، وأنا أريد أن أكون كما قال حضرة النبي:
أَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ } (3)
فهل ألبس القميص الحسن على السيئ؟!
لا، بل يجب أن أخلع هذا أولاً.
فلا بد للإنسان أن يتخلى عن أوصاف المنافقين، ليتجمَّل ويتحلَّى بأوصاف المؤمنين الصادقين، ويبدأ بعد ذلك فيتخلى عن أوصاف المؤمنين، ويتحلى بأوصاف العارفين الذين هم عباد الرحمن، وهم أعلى في المقام، ثم يتخلى عن أوصاف العارفين ليتحلى بأوصاف الوارثين، ويكون هنا على خُلق سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
.
ونضرب مثلاً لنُوضح هذه الإشارة: إذا كان هو من المؤمنين فسيكُف أذاه عن الآخرين، لكن إذا ارتقى سيعمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
{ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ }(4)
=====================================
( 1) مسند أحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه
( 2) البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
( 3) مسند أحمد وسنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه
(4) مسند أحمد والحاكم في المستدرك عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
===========================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
٣ تعليقات