الرئيسية
علامات القلب السليمما العلامات التي أعرف بها أن قلبي سليم؟ إنها علامات كثيرة منها علامات صغيرة ومنها علامات كبيرة
ومن العلامات الصغيرة أن يكون عندي إحساس يوافق شرع رب الناس كأن أشعر في أمر ما أنه خطر وإحساسي لا يكذبني،
أو أشعر بأن هذا الأمر فيه منفعة ومصلحة لي وإحساسي يصدقني
ما هذا؟ { اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله }1
هنا يكون القلب واصلٌ نوره بنور الله – شبكة الكهرباء النورانية الإلهية واصلة له فلما ينظر إلي أي شيء في هذه الحياة ينظر بالمصباح الرباني الذي ركبه فيه مولاه جل فى علاه.. قال تعالى :
{أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاه}ُ ِ [122 الأنعام]
هل في القبر أم هنا في الدنيا؟ {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } (122 الأنعام)
يمشي به بين الناس، ومن معه هذا النور هل تستطيع دار الغرور أو أي إنسان أو كائن فيها مغرور أن يؤثر فيه أو يبعده عن خالقه وباريه؟
لا والله يا إخواني، لكنهم يؤثروا علي من قطعت الكهرباء الربانية عن قلبه فأصبح يتخبط في هذه الأرض حيران كما قال القرآن:{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ } (71 الأنعام)
من علي الهدي يدعونه تعالي معنا فيقول لا – أريد الآخرين – ما الذي جعله حيران؟ لأنه قطع التيار النوراني الرباني وواصل دنياه وآثر حظه وشهوته وهواه، فكان عقابه أن قطع النور الواصل عن قلبه من حضرة الله جل في علاه.
ومن العلامات الصغيرة أيضاً التي بها يشعر الإنسان أنه في صحة روحانية أن يجد متعة ولذة لا تقدر ولا توصف عندما يؤدي أي عبادة أو طاعة لله، وهل العبادة لها نكهة ولذة؟ نعم :
{ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَنْ كانَ اللّهُ ورسولُهُ أَحَبَّ إِليهِ مِمّا سِواهُما، ومَنْ أَحَبَّ عَبداً لا يُحِبُّهُ إِلاّ للّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعودَ في الكُفْرِ بعدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللّهُ كما يَكْرَهُ أَنْ يُلْقى في النَّار } 2
ولا يشعر بحلاوة الإيمان إلا القلب والجنان وليس اللسان، ويشعر القلب بحلاوة لا تستطيع كل الأركان أن تصفها أو تنعتها.
.------------------------------------------------------
1- سنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري
2- صحيح البخاري ومسلم عن أنس
