الأخلاق وحل مشاكل المجتمعات
حل كل مشاكل المجتمع من خلافات ومشكلات ومعضلات ومنازعات يحتاج إلى التخلق بأخلاق رسول الله صل الله عليه وسلم ، وأنت وأنا لو صارت النفس فيَّ وفيك في سلام صفا القلب فوراً ولمع فيه بدر التمام ومصباح الظلام وسيد الأنام، وأصبحت عند الله عبد له مقام في القرب من الملك العلام عزوجل.
كيف يأتي السلام مع النفس؟
( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْت وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )(65) (النساء).
آيات الله واضحة، ومن عجيب فضل الله عزوجل علينا بالقرآن أنه جعله واضحاً لكل أهل الإيمان، حتى لمن لم يقرأ كتب المفسرين أو المئولين، ولكن بمجرد أن يسمع القرآن أو يقرأه ولكن بحضور القلب فإن القلب ينفتح للمعاني الحسان الواردة فوراً من:
( الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) ) (الرحمن)، أصحاب رسول الله لم يتعلموا إلا في حضرة رسول الله، ولم يقرأوا أي تفاسير، ولكن الأمر كان شأنه: ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )(19) ( (القيامة) نحن نبينه ولكن لأهل القلوب.
والقلب لا يطيب إلا إذا تعلق بأوصاف الحبيب،
إذا تعلق بالدنيا أو المناصب أو المكاسب أو الأولاد أو الزوجة،
كل هذا لن يشغله الشغل التام، لكن كما قال سلفنا الصالح:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ***ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ***وحنينــه أبداً لأول منـزل
حب رسول الله هو غاية القلب ومناه، وإذا شغلته بحب آخر فإنك بذلك تخدعه، ولذلك تُحرم ولا تُنعَّم ولا تُكرَّم ولا تُعظَّم لأنك لم تعط القلب مناه، وغاية مُنَى القلب هي وجه حبيب الله ومصطفاه:
وغاية بغيتي يبدوا حبيبي ***بعين الروح لا يبدوا خفيا
غاية بغية القلب هي رسول الله صل الله عليه وسلم، لأن القلب هو من نور رسول الله:
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ) (7الحجرات)
( وَفِيكُمْ رَسُولُهُ? ) (101آل عمران).
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A/
منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً