أول شيء يوقظ غفلة القلب ؛
الإلهام الذي يأتي من الله إلى هذا القلب :
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ } (201 - الأعراف) من الذي يُذكِّرهم؟ الله !! ...
أحياناً يأتي الإلهام عن طريق قلوبهم، وأحياناً تأتي الرسالة عن طريق أي شيء في كون الله، حجر يتكلم،
أو سرج الفرس يتكلم، أو أي شيء يتكلم، أو تكون موعظة بليغة من واعظ يكون ماراً به !! كما حدث في قصة سيدنا بشر الحافي رضي الله عنه وأرضاه ؛
وكان رجلاً مُرفَّهاً وجالساً في بيته وحوله المغنيات ومعهم الآلات، وجاءه رجلٌ من الصالحين، ولكن معه إذن من رب العالمين، فلا يستطيع أحدٌ أن يذهب لهؤلاء إلا بإذن، فدق الباب، فخرجت له جارية، فقال لها:أين سيدك؟ قالت: في الداخل، قال ناديه، فجاء حافياً ليرى ما الأمر، فقال له: أبهذا أُمرت؟! فأفاق من هذه الكلمات!!!
هؤلاء الرجال معهم أحوال يوقعونها مع الأقوال،والذي يجذب ليس القال فقط، ولكن الحال الذي يشد الإنسان، لأن هذا الحال من الداخل، فالرجل مشى وتركه، ففوجئوا أن سيدنا بشر مشي خلفه مسرعاً حافياً، فجاءوا بحذائه وأسرعوا خلفه، فقال لهم: ما دمت قد اصطلحت مع ربي حافياً، فلن ألبس حذاء قط، وظل حافياً حتى لقي الله تبارك وتعالى.
كذلك الذي يُوقظ القلب من غفلته :
- مصاحبة الصادقين، لأنهم سينصحوه، وقد يلوموه إذا وقع في عمل لا يُرضي الله، ويأخذوا بيده إلى طريق الله تبارك وتعالى.
- أيضاً الذي يُوقظ القلب أن يكون المرء مع وقوعه في الظلمات، إلا أنه يتحرى أن لا يدخل بطنه إلا اللقمة الحلال، لأنه إذا تغذى بالحرام فلن ينتفع بأي كلام، لا يسمع ولا يعي، لكن إذا تغذي بالحلال فأي كلمة تؤثر فيه وتقربه إلى خالقه وباريه سبحانه وتعالى.
- وقد يوقظ القلب منامٌ يراه صاحبه إما من أحد الصالحين، وإما من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
- وقد يوقظ القلب أن يكون هذا الإنسان لا تؤثر فيه إلا الصدمات، فيبتليه الله في الوقت والحال بصدمة شديدة ترده إلى الله، فيكون له ابن عزيز أو ابنة عزيزة وغالية عليه، فيأخذها منه الله فوراً،
كسيدنا مالك بن دينار رضي الله عنه.
كان رجلاً من رجال الشرطة، ورزقه الله تعالى بإبنة وأحبها حباً شديداً، فماتت البنت فحزن عليها، فرأى في المنام أن القيامة قد قامت، وأن هناك ثعبان ضحم يجري خلفه ليبتلعه، وهو يجري والثعبان يجري خلفه حتى أوشك على الوقوع في جهنم، وإذا من فيها يقولون له: ارجع فلست من أهلها، فرجع مرة ثانية فوجد رجلاً واقفاً ولكنه ضعيف، فقال له: امنع عني الثعبان، قال: أنا ضعيف لا أستطيع، وبعدها قالوا له: اذهب إلى هناك، فهناك الأطفال الصغار يشفعون في آبائهم، ونادي بإسم ابنتك تشفع لك!! ذهب ونادى باسم ابنته فجاءت وأشارت إلى الثعبان فمات، فقال لها: ما هذا الذي رأيته اليوم؟ قالت: أما الثعبان فهو عملك السيئ قويته حتى كاد أن يبتلعك، وأما الرجل الضعيف فهو عملك الصالح أضعفته حتى أنه لم يستطع أن يدافع عنك، وأكرمك الله بمن قال لك: لست من أهل جهنم ... فتاب وأناب وصار من كُمَّل الصالحين بعد ذلك للرؤيا التي أرسلها له الله في المنام.
🤲 نسأل الله عزوجل أن يُوقظ قلوبنا من الغفلات ،
وأن يحييها من الموات، وأن يجعلنا دائماً وأبداً في الحياة الإيمانية الروحانية مع الحبيب المصطفى خير البرية، ومع الصالحين والمتقين والصادقين، ونعيش معهم وبين أيديهم ولا نفارقهم إلى يوم الدين.
من كتاب
( جواب العارفين على اسئلة الصادقين )
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد
الإلهام الذي يأتي من الله إلى هذا القلب :
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ } (201 - الأعراف) من الذي يُذكِّرهم؟ الله !! ...
أحياناً يأتي الإلهام عن طريق قلوبهم، وأحياناً تأتي الرسالة عن طريق أي شيء في كون الله، حجر يتكلم،
أو سرج الفرس يتكلم، أو أي شيء يتكلم، أو تكون موعظة بليغة من واعظ يكون ماراً به !! كما حدث في قصة سيدنا بشر الحافي رضي الله عنه وأرضاه ؛
وكان رجلاً مُرفَّهاً وجالساً في بيته وحوله المغنيات ومعهم الآلات، وجاءه رجلٌ من الصالحين، ولكن معه إذن من رب العالمين، فلا يستطيع أحدٌ أن يذهب لهؤلاء إلا بإذن، فدق الباب، فخرجت له جارية، فقال لها:أين سيدك؟ قالت: في الداخل، قال ناديه، فجاء حافياً ليرى ما الأمر، فقال له: أبهذا أُمرت؟! فأفاق من هذه الكلمات!!!
هؤلاء الرجال معهم أحوال يوقعونها مع الأقوال،والذي يجذب ليس القال فقط، ولكن الحال الذي يشد الإنسان، لأن هذا الحال من الداخل، فالرجل مشى وتركه، ففوجئوا أن سيدنا بشر مشي خلفه مسرعاً حافياً، فجاءوا بحذائه وأسرعوا خلفه، فقال لهم: ما دمت قد اصطلحت مع ربي حافياً، فلن ألبس حذاء قط، وظل حافياً حتى لقي الله تبارك وتعالى.
كذلك الذي يُوقظ القلب من غفلته :
- مصاحبة الصادقين، لأنهم سينصحوه، وقد يلوموه إذا وقع في عمل لا يُرضي الله، ويأخذوا بيده إلى طريق الله تبارك وتعالى.
- أيضاً الذي يُوقظ القلب أن يكون المرء مع وقوعه في الظلمات، إلا أنه يتحرى أن لا يدخل بطنه إلا اللقمة الحلال، لأنه إذا تغذى بالحرام فلن ينتفع بأي كلام، لا يسمع ولا يعي، لكن إذا تغذي بالحلال فأي كلمة تؤثر فيه وتقربه إلى خالقه وباريه سبحانه وتعالى.
- وقد يوقظ القلب منامٌ يراه صاحبه إما من أحد الصالحين، وإما من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
- وقد يوقظ القلب أن يكون هذا الإنسان لا تؤثر فيه إلا الصدمات، فيبتليه الله في الوقت والحال بصدمة شديدة ترده إلى الله، فيكون له ابن عزيز أو ابنة عزيزة وغالية عليه، فيأخذها منه الله فوراً،
كسيدنا مالك بن دينار رضي الله عنه.
كان رجلاً من رجال الشرطة، ورزقه الله تعالى بإبنة وأحبها حباً شديداً، فماتت البنت فحزن عليها، فرأى في المنام أن القيامة قد قامت، وأن هناك ثعبان ضحم يجري خلفه ليبتلعه، وهو يجري والثعبان يجري خلفه حتى أوشك على الوقوع في جهنم، وإذا من فيها يقولون له: ارجع فلست من أهلها، فرجع مرة ثانية فوجد رجلاً واقفاً ولكنه ضعيف، فقال له: امنع عني الثعبان، قال: أنا ضعيف لا أستطيع، وبعدها قالوا له: اذهب إلى هناك، فهناك الأطفال الصغار يشفعون في آبائهم، ونادي بإسم ابنتك تشفع لك!! ذهب ونادى باسم ابنته فجاءت وأشارت إلى الثعبان فمات، فقال لها: ما هذا الذي رأيته اليوم؟ قالت: أما الثعبان فهو عملك السيئ قويته حتى كاد أن يبتلعك، وأما الرجل الضعيف فهو عملك الصالح أضعفته حتى أنه لم يستطع أن يدافع عنك، وأكرمك الله بمن قال لك: لست من أهل جهنم ... فتاب وأناب وصار من كُمَّل الصالحين بعد ذلك للرؤيا التي أرسلها له الله في المنام.
🤲 نسأل الله عزوجل أن يُوقظ قلوبنا من الغفلات ،
وأن يحييها من الموات، وأن يجعلنا دائماً وأبداً في الحياة الإيمانية الروحانية مع الحبيب المصطفى خير البرية، ومع الصالحين والمتقين والصادقين، ونعيش معهم وبين أيديهم ولا نفارقهم إلى يوم الدين.
من كتاب
( جواب العارفين على اسئلة الصادقين )
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد