حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    الوجه النوراني للحبيب

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الوجه النوراني للحبيب Empty الوجه النوراني للحبيب

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة سبتمبر 16, 2022 6:09 am

    👈🌹 إشراقة النور 👈🌹
    وجوه كثيرة وكثيرة، وكلها مظاهر يظهر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيظهر لكل قوم بما بلائمهم وما يناسبهم من الأحوال العلية، والأسرار الربانية، والأخلاق الرحمانية. فهذا هو الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يخاطبه - أن يشرق عليه بوجهه النوراني:
    يا نور وجه حبيــبي أشــرقت للتقريب
    الوجه النوراني إذا واجه المصطفى صلى الله عليه وسلم به إنسان ظلماني فإنه يبدل ظلماته بنور من الله عزَّ وجلَّ، ويبدل جهالاته بعلم، ويبدل سفهه بحلم، ويبدل أخلاقه الفاسدة بأخلاق نبوية وكمالات إلهية، لأنه وُوجه بالأنوار القدسية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الوجه الذي أمر به الله حبيبه ومصطفاة أن يصلي به على عباده الصالحين
    👈🌹 {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (43:الأحزاب):
    لقد ذكر الله عزَّ وجلَّ أنه يصلي، وقال سبحانه وتعالى
    👈🌹 {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }(257:البقرة):
    فالله يخرج المؤمنين أجمعين من ظلمات الكفر، وظلمات الجحود، وظلمات النكران، وظلمات الشك، إلى نور الإيمان الصحيح، وإلى نور التوحيد، وإلى نور اليقين، وإلى نور الهداية، لكن المؤمنين الذين يرتقون درجات عن هؤلاء المؤمنين الصادقين - وهم الذين يصلي عليهم في مقام المواجهة:
    👈🌹 {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}
    في مقام المواجهة.
    أما الآية السابقة:
    👈🌹 {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
    وهنا الإخراج في مقام الغَيبة، لأنهم لا يحسون ولا يشعرون ولا يدركون بهذا الإخراج وإن كان يظهر حاله عليهم بعد ذلك في أفعالهم، وفي خصالهم، وفي أحوالهم ... ولكن في هذه الصلاة الأخرى يكونون في حالة المواجهة ويشعرون بها، ويتأهبون لها، ويستعدون لها، ويشعرون بكل تقدم يتم عليهم في أحوالهم الروحانية في خلالها أو بعدها.
    👈🌹 {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}
    👈🌹 والهوية لا نستطيع أن نتحدث عنها في هذا المقام، لكن رمزها وكنزها هو المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، فإنه هو الذي جعله الله سبحانه وتعالى برزخاً بين حضرته وبين جميع الكائنات والمخلوقات. فعندما قال:
    👈🌹 { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(3:الحديد)،
    فإن الله عزَّ وجلَّ ليس له أولية، وليس له آخرية، وبطونه هو عين ظهوره، وظهوره عين بطونه عزَّ وجلَّ، ولكنه أشار إلى الذات المحمدية، فهو الأول في مقامات القرب من الله، وهو الآخر في مقامات الشفاعة والوصل من الله، وهو الظاهر للسابقين واللاحقين ليستمدوا منه أنوار حضرة الله، وهو الآخر في الظهور في الدنيا لأنه هو الخاتم صلوات الله وسلامه عليه. 👈🌹 {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}
    في مقام التربية المحمدية، وفي مقام الرسالة النبوية -
    👈🌹 {لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
    👈🌹 والظلمات هنا: هي ظلمات الأغيار، وظلمات الأرجاس، وظلمات الأدناس، وظلمات الذنوب، وظلمات العيوب ... هذه الظلمات ينقلنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نور اليقين، وإلى نور الإحسان، وإلى نور الشهود والعيان، وإلى نور العلم الرباني، وإلى نور الكشف الروحاني، حتى نصير كما قال الله عزَّ وجلَّ:{ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}(44:الأحزاب).
    👈🌹 فنسمع التحية من السلام، ونرد السلام على السلام عزَّ وجلَّ - بعد إخراج المصطفى صلى الله عليه وسلم لنا من الظلمات إلى النور.
    فصلاة منه وبه عليهــم أخرجتهم فضلاً من الظلمات
    قبلة العارفين حال الصلاة وجه مولى منزهاً عن جهـات
    وهم قبـلة له إذ يصلـي بحنان عليهـم للنجـــاة
    فصـلاة منه وبه عليهـم أخرجتهم فضلاً من الظلمات
    وهذا هو المقام الذي يقول فيه مولانا أبو العزائم رضي الله عنه:
    من خمر نور جمالـك ومن رحيق وصالـك
    شربت صرفًا فهمت وهام أهل كمالــك
    وأصبح القلب نورًا والقلب قد كان حالك
    👈🌹 من الذي نوَّر القلب، وبيَّض القلب، وأخرج ما فيه من الظلمات؟ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    👈🌹 فنور وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يشرق علينا ينقلنا من الظلمات. ونور وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو النور الذي يصطفيه الحبيب ليشرق في قلب كل قريب في زمانه وعصره وأوانه،
    👈🌹 هذا النور يشرق على القلوب أولاً بنور العلم الإلهي، فينقلهم من العلم الكسبي إلى العلم الوهبي، ثم ينقلهم إلى النور الإلهي. فبعد أن كانوا ينظرون بعيون الرؤوس، ينظرون بعيون الأسرار، فيرون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
    👈🌹 من كتاب طريق المحبوبين وأذواقهم 👈🌹
    📩💐 لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد 👈🌹

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:50 pm