الأخلاق من ميراث النبيﷺ
حتى أصبح في أخلاقي صورة مصغرة لأخلاق الحبيب ﷺفي عفوه وصفحه، مع الأوراد لا بد أن أطهر نفسي من الأمراض والأغراض والأعراض، ولذلك قال لنا - حتى لا نقول تلك خصوصيه - بل هو من أوصانا فقال:ﷺ
{ أوصاني ربي بتسع، وأنا أوصيكم بها: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية،والعدل في الرضا والغضب،والقصد في الغنى والفقر،وأن أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصلَ من قطعني ، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبراً }(1)
وجعلها وراثة لأحبابه الذين يريدون ميراث نوره وفتحه، وأوضح لنا الأمر أكثر، من يرث الأب؟ الابن لأنه صورة من أبيه، ففى الأثر:
{ الولد صورة أبيه }.
ومن سيرث رسول اللهﷺ في أحواله ومشاهداته؟ من تشبه بأخلاق ذاته، فأصبح صورة من حبيب الله في هذا الجمال الإلهي، وذلك مثل هؤلاء الذين قال الله في شأنهم في كتابه :
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)(29الفتح)
شدتهم على من؟
على الكافرين، هل هناك شدة أو غلظة أو خشونة مع المؤمنين؟! لا، إذاً كيف يكون حالهم مع المؤمنين؟ الرحمة واللين، والمودة والشفقة، والعطف والحنان، هكذا حالهم مع بعضهم. الكبير يرحم الصغير، والصغير يوقر الكبير، والشاب يبحث عن الشيوخ ليخدمهم ليجد عندما يكبر من يخدمه، وعملا بقول رسول الله:ﷺ
{ مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ }(2)
حتى أن رحمتهم تعدت الإنس إلى الحيوانات وإلى الجمادات وإلى كل الكائنات، حتى أن النبيﷺبيَّن بياناً شافياً فقال:
{ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ }(3)
إذاً الرحمة حتى مع الحيوانات!! وفي ذات يوم وجد اثنين، كل واحد منهم يمتطي ركوبته وهما واقفان يتحدثان، فقال ﷺ:
{ ارْكَبُوهَا سَالِمَةً، وانْزِلُوا عَنْهَا سَالِمَةً، وَلا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لأَحَادِيثِكُمْ وَمَجَالِسِكُمْ، فَلَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا وَأَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ مِنْهُ }(4)
كل ما في الوجود يسبح ويذكر الموجود عزوجل:
(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (44الإسراء)
فأمرهم بالشفقه بالجميع، كل الكائنات فضلا عن البشر، فضلا عن إخوانك المسلمين، إذاً إخوانك المسلمون أولى بتلك الشفقه والرحمة:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(71التوبة)
وفي المرتبة الثانية بعد الرحمة:
(تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ)(29الفتح)
------------------------------------------
[1]ذكره ابن عبدربه في العقد الفريد
[2] جامع الترمذي والطبراني عن نس
[3] البخارى ومسلم عن ابن عمر رَضِي الله عنهما.
[4] معجم الطبراني ومسند أحمد عن معاذ بن أنس.
------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
==
حتى أصبح في أخلاقي صورة مصغرة لأخلاق الحبيب ﷺفي عفوه وصفحه، مع الأوراد لا بد أن أطهر نفسي من الأمراض والأغراض والأعراض، ولذلك قال لنا - حتى لا نقول تلك خصوصيه - بل هو من أوصانا فقال:ﷺ
{ أوصاني ربي بتسع، وأنا أوصيكم بها: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية،والعدل في الرضا والغضب،والقصد في الغنى والفقر،وأن أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصلَ من قطعني ، وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبراً }(1)
وجعلها وراثة لأحبابه الذين يريدون ميراث نوره وفتحه، وأوضح لنا الأمر أكثر، من يرث الأب؟ الابن لأنه صورة من أبيه، ففى الأثر:
{ الولد صورة أبيه }.
ومن سيرث رسول اللهﷺ في أحواله ومشاهداته؟ من تشبه بأخلاق ذاته، فأصبح صورة من حبيب الله في هذا الجمال الإلهي، وذلك مثل هؤلاء الذين قال الله في شأنهم في كتابه :
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)(29الفتح)
شدتهم على من؟
على الكافرين، هل هناك شدة أو غلظة أو خشونة مع المؤمنين؟! لا، إذاً كيف يكون حالهم مع المؤمنين؟ الرحمة واللين، والمودة والشفقة، والعطف والحنان، هكذا حالهم مع بعضهم. الكبير يرحم الصغير، والصغير يوقر الكبير، والشاب يبحث عن الشيوخ ليخدمهم ليجد عندما يكبر من يخدمه، وعملا بقول رسول الله:ﷺ
{ مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ }(2)
حتى أن رحمتهم تعدت الإنس إلى الحيوانات وإلى الجمادات وإلى كل الكائنات، حتى أن النبيﷺبيَّن بياناً شافياً فقال:
{ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ }(3)
إذاً الرحمة حتى مع الحيوانات!! وفي ذات يوم وجد اثنين، كل واحد منهم يمتطي ركوبته وهما واقفان يتحدثان، فقال ﷺ:
{ ارْكَبُوهَا سَالِمَةً، وانْزِلُوا عَنْهَا سَالِمَةً، وَلا تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ لأَحَادِيثِكُمْ وَمَجَالِسِكُمْ، فَلَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا وَأَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ مِنْهُ }(4)
كل ما في الوجود يسبح ويذكر الموجود عزوجل:
(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (44الإسراء)
فأمرهم بالشفقه بالجميع، كل الكائنات فضلا عن البشر، فضلا عن إخوانك المسلمين، إذاً إخوانك المسلمون أولى بتلك الشفقه والرحمة:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(71التوبة)
وفي المرتبة الثانية بعد الرحمة:
(تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ)(29الفتح)
------------------------------------------
[1]ذكره ابن عبدربه في العقد الفريد
[2] جامع الترمذي والطبراني عن نس
[3] البخارى ومسلم عن ابن عمر رَضِي الله عنهما.
[4] معجم الطبراني ومسند أحمد عن معاذ بن أنس.
------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
==