أداب المجالسة والمحادثة مع النبيﷺ
آيات سورة الحجرات تُعلِّمنا الأدب الواجب مع رسول الله ﷺ إذا حظينا بمجالسته أو بسماع حديثه، يعنى حديث رسول الله ﷺ، ما الأدب الذي ينبغي علينا عند مواجهته إذا كان حياً في قلوبنا ورأيناه بأعين القلوب؟ أو إذا استمعنا إلى حديثه من أى عالمٍ يخشى الله عزّوجل؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (2الحجرات)
تتكلم مع حضرة النبي بصوتٍ خافض، سيدنا عمر كان جهورىّ الصوت، فعندما نزلت هذه الآية كان لا يكلم رسول الله ﷺ إلا مساررة، لكي يلتزم بالأدب الذي أمره به الله عزّوجل، ولذلك عندما انتقل إلى جوار الله بكت السيدة عائشة رضي الله عنها، فسألوها لماذا تبكي؟ فقالت: أبكي الإسلام في موت عمر، ولا أبكي من أجل عمر، فقالوا لها: لماذا؟ قالت: كان إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع، كان شديداً في دين الله عزّوجل.
وكان على هذا أصحاب حضرة النبي ﷺ، كان رجلاً منهم اسمه ثابت بن قيس رضى الله عنه، وكان جهوري الصوت، فلما نزلت هذه الآية التزم بيته يبكي، فلما افتقده رسول الله ﷺ سأل عن أمره، فقال:
{ إِنِّي امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي، فَقَالَ ﷺ: بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتَمُوتُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ اسْتُشْهِدَ } (1)
---------------------------
فمشى أصحاب رسول الله كلهم على هذه الشاكلة لا ينطقون بين يديه إلا مساررة، حتى كان مجلسهم كما قيل: إذا دخلت مجلس رسول الله ﷺ مع صحبه؛ السُكون الذي هم فيه لو وقف على رؤوسهم الطير لا يتحركون ولا يهمسون ولا يقلقون أدباً مع رسول الله ﷺ.
--------------------------------------------------------------
(1) الحاكم في المستدرك
--------------------------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
آيات سورة الحجرات تُعلِّمنا الأدب الواجب مع رسول الله ﷺ إذا حظينا بمجالسته أو بسماع حديثه، يعنى حديث رسول الله ﷺ، ما الأدب الذي ينبغي علينا عند مواجهته إذا كان حياً في قلوبنا ورأيناه بأعين القلوب؟ أو إذا استمعنا إلى حديثه من أى عالمٍ يخشى الله عزّوجل؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (2الحجرات)
تتكلم مع حضرة النبي بصوتٍ خافض، سيدنا عمر كان جهورىّ الصوت، فعندما نزلت هذه الآية كان لا يكلم رسول الله ﷺ إلا مساررة، لكي يلتزم بالأدب الذي أمره به الله عزّوجل، ولذلك عندما انتقل إلى جوار الله بكت السيدة عائشة رضي الله عنها، فسألوها لماذا تبكي؟ فقالت: أبكي الإسلام في موت عمر، ولا أبكي من أجل عمر، فقالوا لها: لماذا؟ قالت: كان إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع، كان شديداً في دين الله عزّوجل.
وكان على هذا أصحاب حضرة النبي ﷺ، كان رجلاً منهم اسمه ثابت بن قيس رضى الله عنه، وكان جهوري الصوت، فلما نزلت هذه الآية التزم بيته يبكي، فلما افتقده رسول الله ﷺ سأل عن أمره، فقال:
{ إِنِّي امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي، فَقَالَ ﷺ: بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتَمُوتُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ اسْتُشْهِدَ } (1)
---------------------------
فمشى أصحاب رسول الله كلهم على هذه الشاكلة لا ينطقون بين يديه إلا مساررة، حتى كان مجلسهم كما قيل: إذا دخلت مجلس رسول الله ﷺ مع صحبه؛ السُكون الذي هم فيه لو وقف على رؤوسهم الطير لا يتحركون ولا يهمسون ولا يقلقون أدباً مع رسول الله ﷺ.
--------------------------------------------------------------
(1) الحاكم في المستدرك
--------------------------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله